مقتل القائد رابح بن الزبير في رمضان

29 يناير 2024
مقتل القائد رابح بن الزبير في رمضان

شهد شهر رمضان في عام 1307 هجرية، استشهاد القائد الأمير رابح بن الزبير والذي أسس دولة تشاد، والتي تعرضت للغزو على يد الاحتلال الفرنسي.

رابح بن الزبير

استشهد القائد السوداني الأمير رابح بن الزبير في الثالث من رمضان عام 1307 هجرية، وكان زعيمًا سودانيًا تمكن من إقامة إمبراطورية قوية غرب بحيرة تشاد وعاصمتها مدينة ديكوا، والتي تعرف اليوم بدولة تشاد، ويعرف رابح بن الزبير برابح فضل الله ونابيلون إفريقيا.

وولد القائد رابح بن الزبير في عام 1842 في عائلة عربية في حلفاية الملوك بإحدى ضواحي مدينة الخرطوم السودانية، وقد انضم والده للجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل، وبعد وفاته انضم رابح بن الزبير إلى جيش الزبير باشا في عام 1871، وقد عمل في سلاح الفرسان المصري غير النظامي خلال حملة الحبشة، وقد ترك الجيش بعد عام 1860، وقد أصبح مساعدًا لتاجر العبيد السوداني الزبير رحمة منصور وابنه منصور.

وانسحب رابح بن الزبير بعد ذلك مع أتباع الزبير بسبب الصراع مع الإنجليزي إلى تشاد، واتجه إلى منطقة وداي وانفصل ليكون زعيمًا مستقلًا وله مؤيدوه الذي صار مسؤولًا عنهم، واتجه لتكوين إمارة عربية لتأمين نفسه وأتباعه، وتوريث السلطة من بعده، وقد أسس سلطنته في عام 1880 وقاد أتباعه إلى السنة التالية إلى داربندا ليصطدم ببعثة فرنسية واستطاع التغلب عليها وقد قصد واداي وهزم سلطانها، وتمكن بعدها من اجتياح باقرمي في عام 1892، ورحل إلى تشاد ثم برنو في السودان الغربي 1894.

إقامة دولته في تشاد

واتخذ رابح بن الزبير من دكوة عاصمة له وقام ببناء قصر له فيها، وفي عام 1890 التقت قوات رابح بن الزبير بقوات بول كرامبل الفرنسية والتي كانت تعمل على استكشاف إفريقيا الوسطى وتم قتل قوات كرمبل والاستيلاء على معداته، واتجه لنشر الإسلام في الغرب الذي كان يتواجد به قبائل وثنية واتخذ رابح بن الزبير من الشريعة الإسلامية أساسًا لحكمه.

وقد حاولت أوروبا استمالته ولكن كان يرفض التعاون معهم، ولذلك خططت فرنسا للقضاء على رابح بن الزبير وضم مملكته إليها، خاصة أن مملكة رابح بن الزبير كانت تقف عقبة أمام توسعات إنجلترا في نيجيريا وفرنسا في النيجر، ولذلك كان القضاء عليه هدفًا أوروبيًا لا تنازل عنه.

مقتل رابح بن الزبير

وقد أصدرت فرنسا أوامرها للضابط لامي في إفريقيا للتقدم نحو تشاد، وتوجهت ثلاثة حملات للقضاء على رابح بن الزبير في أواخر عام 1900 ميلادية، وقد قاوم رابح بن الزبير مقاومة شديدة إلى أن قتل في الثالث من رمضان عام 1307 هجرية، والموافق للثاني عشر من إبريل عام 1900.

وتم إرسال رأسه للقائد الفرنسي جنتل، والذي انحنى أمام رأس رابح بن الزبير، التي ذاق الفرنسيون الويلات خلال ملاحقتها، ولذلك فهو قائد جدير بالاحترام والتقدير، وتم تسجيل تاريخ رابح بن الزبير في دور الوثائق الأوروبية، ولا تزال ذكرى رابح بن الزبير حاضرة في الذاكرة التاريخية في الدول التي كان موجودًا بها، وتدور حوله الكثير من القصص والأساطير الشعبية.