عالم الطب ابن زهر

29 يناير 2024
عالم الطب ابن زهر

العالم ابن زهر هو أحد أشهر الأطباء والمفكرين الأندلسيين، وقد عرف بأنه من أفضل علماء الطفيليات، ويرى البعض أنه أفضل طبيب مسلم بعد الرازي.

من هو ابن زهر ؟

أبو مروان عبد الملك بن أبي العلا ابن زهر، وهو طبيب ومفكر مسلم عاش في العصر الذهبي للأندلس، ويتم تصنيفه بأنه أعظم طبيب منذ عصر جالينوس، ويعد أعظم الأطباء بعد الرازي، وعرف عن ابن زهر أنه كان رجل عملي، ولذلك كان يرفض التكهنات الطبية وتعاليم الطبيب ابن سينا، والتي جاءت في كتاب تيسير العلاج والتدبير، وهو الكتاب المترجم من الفارسية إلى العبرية واللاتينية.

نشأته

وولد ابن زهر في مدينة إشبيلية وينتمي إلى عائلة بنو زهر عربية الأصل، وقد أنجبت عائلته ستة أجيال متتالية من الأطباء وخرج منها فقهاء وشعراء ووزراء وحكام وقابلات، وكان لهم صيت ذائع في الأندلس، وقد درس ابن زهر الطب مع والده أبو العلا زهر، وكرس نفسه للعمل في الطيب حتى وفاته في إشبلية عام 1162م، وكان ابن زهر قد خرج من الأندلس هاربًا من سلطة على بن يوسف بن تاشفين، إلى المغرب وتم القبض عليه هناك وتعرض للسجن، ثم عاد لإشلبية وأقام بها.

إنجازات ابن زهر

ومن الأمراض التي صنفها ابن زهر كان التهاب التامور الشديد، وهو عبارة عن التهاب الكيس الغشائي المحيط بالقلب، بالإضافة إلى الخراجات المنصفية، والتي تؤثر على الأعضاء والأنسجة في التجويف الصدري فوق الحجاب الحاجز باستثناء الرئتين، وقد أوجز ابن زهر العمليات الجراحية لقطع القصبة الهوائية، وكذلك استئصال الساد وإزالة حصى الكلى.

كما ناقش ابن زهر الانكماش المفرط وتمدد التلميذ ، وهو عبارة عن ضيق الحدقة و توسع حدقة العين، ودعا ابن زهر إلى استخدام مواد مخدرة لعلاج أمراض العين،  وهناك تأثير كبير  للعالم ابن زهر على الممارسة الطبية في أوروبا المسيحية.

وقدم ابن زهر وصفًا دقيقًا لسرطان المرئ والمعدة، والعديد من الأمراض الأخرى، وقد عرف التجارب على الحيوانات، وهو أول من عرف مرض الجرب بما ساهم في تقدم علم الأحياء، وقد وضع برنامج تدريبي جيد للإشراف لمن يود أن يكون جراحًا قبل السماح له بالعمل بشكلٍ مستقل، كما رسم الخطوط الحمراء التي يجب أن يتوقف عندها الطبيب أثناء إدارته العامة لحالة جراحية، وهو الأمر الذي ساهم في تطور الجراحة الطبية.

تأثيره العلمي

وقد اقتصر عمل ابن زهر على الطب، على عكس عادة علماء المسلمين في عصره، حيث كانوا يعملون في العديد من المجالات العلمية، وهو ما دفع به لتحقيق مساهمات قوية في علم الطب، استطاع تحقيقها من خلال الملاحظة والتجربة، وقد كتب ابن زهر العديد من الكتب في الطب، وتم ترجمتها للعديد من اللغات، وكانت هذه الكتب تمثل المرجعية العلمية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، ومن أهم كتب ابن زهر: الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد، وكتاب الأغدية الذي يتحدث فيه عن الأغذية ونظام الصحة، وكتاب التيسير الذي كتبه بناء على طلب زميله ابن رشد.