قصيدة اللغة العربية لشاعر النيل حافظ إبراهيم

17 فبراير 2019
قصيدة اللغة العربية لشاعر النيل حافظ إبراهيم

ربما لا يعرف أغلبنا أن قصيدة اللغة العربية كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم. ورغم الشعبية التي تشتهر بها القصيدة، إلا أن بعض كلماتها قد تكون عصية على فهم غالبية المصريين.

وتعتبر قصيدة اللغة العربية من أجمل ما قيل في اللغة العربية والافتخار بها. ولا عجب في ذلك، فكاتب القصيدة هو شاعر بحجم وقيمة الشاعر حافظ إبراهيم. وتعدد القصيدة مناقب اللغة العربية، لغة القرآن. ولا جدال على أن اللغة هي من أهم مقومات الهوية في كل المجتمعات. كما أنها تمثل الوعاء الذي يضم بين ثناياه كافة العلوم الأخرى.

وفي هذا الموضوع، سنتطرق إلى قصيدة اللغة العربية. لكن قبل ذلك، سنتعرف أكثر على شاعر النيل  صاحب القصيدة ومؤلفها.

من هو حافظ إبراهيم؟

  • اسمه هو محمد حافظ، وهو اسم مركب، وأبوه يدعى إبراهيم، ويعرف بـ حافظ إبراهيم. ويلقب حافظ إبراهيم بشاعر النيل، كما يلقب أيضا بشاعر الشعب. وقد اكتسب لقبه الأخير بسبب اهتمامه في أعماله الشعرية بهموم الفقراء ومشاكل الشعب. 
  • وحافظ إبراهيم من مواليد الرابع والعشرين من فبراير لعام ألف وثمانمائة واثنين وسبعين ميلاديا (1872 م). وقد ولد في محافطة أسيوط في صعيد مصر. وقد عانى حافظ إبراهيم في صغره من اليتم وضيق الحال، ولعل هذا ما جعله يشعر بآلام الفقراء. وقد لامست أشعاره هموم الطبقات الكادحة. 
  • ويعتبر حافظ إبراهيم من أشهر شعراء العصر الحديث. ويصنف ضمن مدرسة الإحياء الشعرية. وكان لحافظ إبراهيم موقفا يعادي الاحتلال وينتصر لكل القضايا العربية. ولعل هذا الدفاع عن قضايا لعرب كان سببا في نظمه قصيدة اللغة العربية.
  • وفي الحادي والعشرين من يونيو لعام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين، رحل حافظ إبراهيم عن عالمنا. وترك خلفه إرثا كبيرا من الشعر. وقد تم تجميع هذا الإرث في ديوان حمل اسم الشاعر. وقد صدر هذا الديوان على جزئين، ضم أحدهما قصيدة اللغة العربية.

قصيدة اللغة العربية

تعتبر قصيدة اللغة العربية من أكثر قصائد حافظ إبراهيم شهرة. والقصيدة تنتمي إلى بحر الطويل في بحور الشعور، كما أنها قصيدة عمودية. وقد كتب حافظ إبراهيم القصيدة على لسان اللغة العربية.

والقصيدة تتألف من 23 بيتا شعريا. وتحمل قصيدة اللغة العربية في ديوان حافظ إبراهيم اسم “رجعت إلى نفسي فاتهمت حصاتي” وهو مطلع القصيدة.

أبيات قصيدة اللغة العربية

يقول حافظ إبراهيم في قصيدته على لسان اللغة العربية:

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ