شعر نزار قباني عن الفراق

17 فبراير 2019
شعر نزار قباني عن الفراق

في كثير من الأحيان، يبحث البعض منا عن شعر نزار قباني عن الفراق كنوع من البحث عن طريقة يهون بها على نفسه فراق الأحبة. وسبب اختيار نزار قباني في موضوع مثل الفراق هو قدرته الكبيرة على التعبير عن مكنون ما يشعر به المرء في لحظات انكساره وضعفه.

شعر عن الفراق

والفراق هو من أصعب المشاعر النفسية التي يتعرض لها الإنسان. كما إنه من أكثر الأمور التي تصيب القلب بالهم. ومهما كانت أسباب هذا الفراق، فان نتيجته دائما واحدة. يسبب الفراق ألما في النفس وجرحا في القلب وشرودا في الفكر.

ولعل السبب في البحث عن شعر نزار قباني عن الفراق كما ذكرنا أن الشاعر الكبير من أقدر الشعراء على توصيف آلام الناس وجروحهم بكل سهولة ويسر. وقد يكون السبب في ذلك هو تعرض نزار قباني نفسه إلى فراق من أحبهم.

من هو نزار قباني؟

يصنف الشاعر الراحل نزار قباني على أنه واحد من أشهر وأهم شعراء العصر الحديث في عالمنا العربي. ونزار قباني هو من مواليد العام ألف وتسعمائة وثلاث وعشرين ميلاديا (1923 م) في يوم 31 من شهر مارس. والشاعر الراحل هو من مواليد العاصمة السورية دمشق. التحق نزار قباني بمراحل التعليم المختلفة، إلى أن نجح في الحصول على ليسانس كلية الحقوق بجامعة دمشق.

وما أن تخرج نزار، حتى التحق بالسلك الدبلوماسي في دولته سوريا. وكان ذلك بين العامين ألف وتسعمائة وخمس وأربعين ميلاديا (1945 م) و ألف وتسعمائة وست وستين ميلاديا (1966 م).

لكن شهرة نزار قباني لم يتحصل عليها من بوابة العمل الدبلوماسي، بل جاءت عبر بوابة الأدب والشعر. لقد استطاع نزار أن يسطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الشعراء العرب بل وعلى مستوى العالم أيضا.

وتركز شعر نزار قباني على قضية التضامن مع المرأة والدفاع عن حقوقها، بالإضافة إلى اهتمامه بالحب والرومانسية ولوعة الفراق. ويرجع السبب في ذلك إلى حادث انتحار أخته التي لجأت إلى ذلك تعبيرا عن رفض الزواج التقليدي.

استمر نزار قباني خلال الفترة الأخيرة من عمره في عاصمة الضباب  لندن. وتوفي بها في العام ألف وتسعمائة وثمان وتسعين ميلاديا (1998 م). وبعد وفاته، نقل جثمانه إلى مسقط رأسه، حيث دفن الشاعر الراحل في دمشق.

شعر نزار قباني عن الفراق

لا يختلف اثنان على غزارة الإنتاج الأدبي للشاعر نزار قباني، وله العديد من دواوين الشعر. كما أن له العشرات من القصائد صاحبة الشعبية الكبيرة. وتتعدد الأغراض في شعره، فنجد شعر نزار قباني عن الفراق، وشعر نزار قباني عن الحب، وشعر نزار قباني عن السياسة، إلخ.

ومن أجمل ما كتب نزار قباني عن الفراق الأبيات التالية:

قصيدة الحزن

تعتبر هذه القصيدة من اجمل شعر نزار قباني عن الفراق وهو يقول فيها:

علمني حبك، أن أحزنْ

و أنا محتاجٌ منذ عصورْ

لامرأة تجعلني أحزنْ

لامرأة أبكي بين ذراعيها

مثلَ العصفورْ

لامرأة، تجمع أجزائي

كشظايا البللور المكسورْ

علمني حبكِ -سيدتي-

أسوأَ عاداتْ

علمني أفتحُ فنجاني

في الليلة ألافَ المراتْ

و أجرِّبُ طبَّ العطارينَ

و أطرقُ بابَ العرافاتْ

علمني، أخرجُ من بيتي

لأمشطَ أرصفةَ الطرقاتْ

و أطارد وجهكِ

في الأمطارِ، و في أضواء السياراتْ

و أطارد طيفكِ

حتَّى، حتى

في أوراقِ الإعلاناتْ

علمني حبكِ

كيفَ أهيمُ على وجهي، ساعاتْ

بحثًا عن شعرٍ غجريٍّ

تحسدُهُ كل الغجرياتْ

بحثا عن وجهٍ عن صوتٍ

هو كل الأوجهِ و الأصواتْ

أدخلني حبكِ، -سيدتي-

مدن الأحزانْ

و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

مدنَ الأحزان

لم أعرف أبدًا

أنَّ الدمع هو الإنسان

أن الإنسان بلا حزنٍ

ذكرى إنسانْ

قصيدة أسالكِ الرحيلا

أيضا، من شعر نزار قباني عن الفراق هذه القصيدة الرائعة:

لنفترقْ قليلا

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا

لنفترقْ قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ

ما زالَ منقوشًا على فمينا

ما زالَ محفورًا على يدينا

بحقِّ ما كتبتَهُ، إليَّ من رسائلِ

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا