العلاقة بين البناء الاجتماعي والرعاية الاجتماعية

29 يناير 2024
العلاقة بين البناء الاجتماعي والرعاية الاجتماعية

عندما يتناول الوظيفيون العلاقة بين البناء الاجتماعي والرعاية الاجتماعية، فإنهم يحاولون طرح رؤية لتطور الرعاية الاجتماعية مع تطور البناء الاجتماعي، كما يمنعون في الوقت نفسه إلى الكشف عن العلاقة المتبادلة بين كل منهما، وهنا يعد مفهوم التباين الاجتماعي” مفهوما محوريا فی الرؤية الوظيفية للرعاية الاجتماعية وتطورها.

ويؤدي هذا التباين التخصصي في الأبنه الاجتماعية إلى عدم التوازن، وسوء التكامل، وهو الأمر الذي يتطلب تأسيس أشكال جديدة من التكامل . وفي ذلك يذهب سملسر إلى أن التطور الاجتماعي يحدث في شكل تفاعل متبادل بين التباين (الذي يؤدي إلى اختلاف وانفصال وحدات المجتمع القائم )، والتكامل الذي يعمل على إعادة توخيد أو تجميع الكيانات المتباينة على أسامن جديد).

علاقة الرؤية الوظيفية بالرعاية الاجتماعية

تقييم الرؤية الوظيفية للرعاية الاجتماعية :

يمكن النظر إلى الرؤية الوظيفية للرعاية الاجتماعية في إطار مجموعة من المتغيرات الأساسية التي تشكل معا الأبعاد المختلفة تجاه الرعاية الاجتماعية، وتضمن هذه الأبعاد:

  • مفهوم الرعاية الاجتماعية.
  • تطور الرعاية الاجتماعية.
  • العلاقة بالسياسة الاجتماعية.

تقييم فهم الرؤية الوظيفية للرعاية الاجتماعية

يذهب الوظيفيون إلى أن رؤيتهم للمجتمع هي رؤية عامة لا تقتصر على نمط معين من المجتمع، وبالتالي تعكس رؤيتهم للرعاية الاجتماعية هذه العمومية وفي إطار هذه العمومية، تربط الرؤية الوظيفية الرعاية الاجتماعية بعنصر عام في الحياة الاجتماعية، وهو التكامل، وتضامن المجتمع المحلي، وهي بذلك تطرح رؤية اجتماعية صرفه للرعاية الأجتماعية، ونضع الرعاية الاجتماعية في موقعها الشرعي من الحياة الاجتماعية باعتبارها عنصرا اجتماعيا .

وتكشف فكرة البدائل الوظيفية عن قدر كبير من الزيف عندما تذهب إلأى أن الاختلاف في أبنية الرعاية ليس له أهمية أو دلالة تطبيقية، وأن هذا الاختلاف مجرد طرق متباينة لأداء وظيفة واحدة وهكذا يكون قانون الفقراء في العصر الفكتوري في انجلترا مماثلا للخدمات الاجتماعية الحديثة فكلاهما يحقق التكامل والضبط الاجتماعي ويعد ذلك تضليلا واضحا على كل من المستويين النظري والتطبيقي.

نقييم الرؤية الوظيفية لتطور الرعاية الاجتماعية

تظهر محدودية المدخل الوظيفي بصورة واضحة عند تناول تطور الرعاية الاجتماعية ذلك لأن مفهوم الرؤية الوظيفية الرئيسي حول التغير والذي يقوم على أساس التباين والتكامل، لا يقدم شيئا يذكر في وصف عملية التغير، ولماذا تتجه الأبنية القائمة إلى مزيد من التخصص في وظائفها.

ارتباط مفهوم الرعاية بالتمايز الاجتماعي، واللامساواة ، وعدم العدالة الاجتماعية، والمسيطرة، والضبط الاجتماعي الطبقي ذلك لأن تاريخ الرعاية الاجتماعية لا يمكن فهمه على أنه مجرد زيادة التعقيد المؤسسي، وتخصص الوظائف، وتزايد الاعتماد المتبادل، أنه ايضا تاريخ انعدام العدالة الاجتماعية، والصراع ( الفعلي والمفكن ) حول الاستغلال، واللامساواة.

علاقة الرؤية الوظيفية بالسياسة الاجتماعية

إن العلاقة بين المواقف النظرية ومضامينها العلمية حقيقة واضحة ومؤكدة . فلقد تبني سبنس رؤية المماثلة العضوية ، لكي يدعم فكرة التطور الاجتماعي وتأكيد سياسة علم تدخل الدولة بينما وجد دور كايم أن التعقيد البنائي للحياة الاجتماعية، والاتجاه نحو التخصص وتقسيم العمل ما هو إلا مبررا قويا لضرورة تدخل الدولة، وعلى الرغم من الصعوبات في الربط بين النظرية والتطبيق، فإن لكل موقف نظری دلالات تطبيقية، تتكمن في توجهات للسياسة الاجتماعية، ويؤدي ذلك إلى ظهور رؤية غير نقية للأوضاع والمؤسسات القائمة ولعل أفضل الأمثلة على مثل هذه الرؤية غير النقدية محاولة الوظيفين النظر إلى التمايز الاجتماعي، وعلم العدالة أو اللامساواة بين الأفراد في المجتمع في إطار وظائفها الايجابية في الحياة الجمعية باعتبارها تشكل حوافز ( مائية ومعنوية ) تفع الأفراد للعمل والإنجاز.