اتفاقية سايكس بيكو وتمزيق الدولة العثمانية

29 يناير 2024
اتفاقية سايكس بيكو وتمزيق الدولة العثمانية

تعد اتفاقية سايكس بيكو من أهم الاتفاقيات التي أثرت في مجرى التاريخ الحديث، وأعادت تشكيل منطقة الشرق الأوسط وإنشاء دولها ورسم الحدود بينها.

اتفاقية سايكس بيكو

تعرف اتفاقية سايكس بيكو بأنها اتفاق سري جرى بين المملكة المتحدة وفرنسا وبمصادقة من الإمبراطورية الروسية لتقيم منطقة الهلال الخصيب بين بريطانيا وفرنسا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد انهيار الدولة العثمانية التي كانت هذه المناطق تابعة لها حتى الحرب العالمية الأولى.

تم عقد اتفاقية سايكس بيكو بين شهر نوفمبر لعام 1915م وشهر مايو لعام 1916م، في مفاوضات سرية بين البريطاني مارك سايكس، والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، وكانت هذه الاتفاقية على هيئة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، ولكن تم الكشف عن هذه الاتفاقية بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917.

وأثار الكشف عن هذه الاتفاقية حفيظة الشعوب العربية التي تطالها هذه الاتفاقية وكان سببًا في إحراج بريطانيا وفرنسا، وظهرت ردود الفعل الرسمية العربية في مراسلات الحسين مكماهون.

نتائج اتفاقية سايكس بيكو

نتج عن اتفاقية سايكس بيكو تقسيم منطقة الهلال الخصيب حيث أخذت فرنسا الجزء الأكبر من الجناح الغربي من سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، فيما امتد نفوذ بريطانيا من طرف بلاد الشام الجنوبي إلى الجانب الشرقي ليشمل بغداد والبصرة وكافة المناطق الواقعة بين المنطقة الفرنسية في سوريا والخليج العربي.

كما نتج عن هذه الاتفاقية وضع فلسطين تحت الإدارة الدولية المتفق عليها بين فرنسا وبريطانيا وروسيا، ولكن الاتفاق نص على منح مينائي عكا وحيفا إلى بريطانيا، بشرط أن تمتلك فرنسا حرية استعمال ميناء حيفا، ووهبت فرنسا لبريطانيا حرية استخدام ميناء الإسكندرونة الوقع تحت إدارتها.

وتعد هذه الاتفاقية خيانة للعرب الذين كانوا يسعون لنيل استقلالهم والاعتراف بحقهم في تأسيس دولة عربية، حيث كانت تقام في هذه الأثناء مفاوضات سرية بين دول فرنسا وبريطانيا وروسيا لتقيم الدولة العثمانية بما فيها البلاد العربية التي كان هناك مفاوضات بين كبار القبائل فيها وبريطانيا.

وفي الوقت الذي كانت تنفق فيه فرنسا وبريطانيا وروسيا علي تقسيم الأراضي العثمانية، كانت توجه الانتقادات لألمانيا لخرقها بعض العقود والمعاهدات الدولية والتأكيد علي استمرار الحرب معها لحين الوقف عن خرق المواثيق الدولية.

احتلال روسيا لتركيا

ومن نتائج اتفاقية سايكس بيكو حيث نصت الاتفاقية السرية علي حق روسيا في الاستيلاء على المضايق التركية والمناطق المجاورة لها مثل بحر الدردنيل وبحر مرمرة وجزء من شاطئ آسيا الصغرى وذلك مقابل حصول القسطنطينية على حريتها، وضمان حرية الملاحة في مناطق المضايق.

وكانت اتفاقية سايكس بيكو علي ضرورة اعتراف روسيا بحقوق فرنسا وبريطانيا في امتلاك تركيا الآسيوية، وخضوع الأماكن المقدسة وشبه الجزيرة العربية لحكم إسلامي مستقل، وضم جزء من إيران للنفوذ البريطاني.