ارتكاب إسرائيل مجزرة اللد في شهر رمضان

29 يناير 2024
ارتكاب إسرائيل مجزرة اللد في شهر رمضان

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي الكثير من المجازر والجرائم بحق العرب والفلسطينيين، وكان من بين هذه المجازر مجزرة اللد التي وقعت في الخامس من رمضان في عام 1367 هجرية، والموافق لعام 1948 من خلال وحدة كوماندوز إسرائيلية.

مجزرة اللد

كانت بداية مجزرة اللد بالهجوم الإسرائيلي علي اللد والرملة في اليوم التاسع مع يوليو عام 1948، حيث سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى عزل المدينتين عن أن يصل لهم أي مساعدة تأتي من الشرق، وكانت القوات الإسرائيلية خلال ارتكاب مجزرة اللد مكونة من لواءان جاء أحدهم من الجنوب ليدخل قرية عنابة في صباح العاشر من يوليو، ثم يصل إلى قرية جمزد، فيما جاء اللواء الإسرائيلي الثاني من تل أبيب حيث احتل ولهمينا ثم استولى على مطار اللد ليتم عزل سرية للجيش الأردني في الرملة والعباسية.

وخلال مجزرة اللد تم تطويق المدينتين بالكامل وعزلها عن وصول أي مساعدة للمناضلين في هذه القرى بما يجعلهم لا يستطيعون الصمود أمام الهجمات والضربات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد تعرضت مدينتي اللد والرملة لقصف جوي ثقيل كان موجه بشكل رئيسي لمركز شرطة الرملة، وشمل القصف المدفعي الأحياء السكنية.

وكان الهدف من مجزرة اللد هو تنفيذ السياسة الصهيونية التي تتبعها قوات الاحتلال في ترحيل وطرد جميع أهالي المدن الفلسطينية من أجل احتلالها، وكان يبلغ عدد سكان المدينة نحو عشرين ألف شخص بالإضافة لعشرين ألف آخرين كانوا مهاجرين من يافا والبلدان المحيطة، وبعد انتهاء مجزرة اللد طلبت قوات الاحتلال ممن تبقى بالمدينة جمع جثث الشهداء في ساحة المقبرة وقاموا بإحراقها، كما تم القبض على السكان المتبقين وحصارهم في منطقة أطلق عليها الجيتو ووضعوا حولها سياجًا، وأقاموا بهذا الجيتو لنحو عامين.

ضحايا مجزرة اللد

وبلغت أعداد الضحايا في مجزرة اللد نحو 426 شهيد، وقد وقع منهم 176 شهيد في مسجد دهمش في المدينة، وقد اعترفت تقارير إسرائيلية بوجود فظائع واجرائم تم ارتكابها في اللد، وقد وصلت مجزرة اللد لأقصى درجات الجريمة الفظيعة وجاءت في ذروة الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، فقضية اللد والرملة وهرب السكان الأصليين من المدينتين هما إحدى الدلائل على ذروة وحشية الحرب والجرائم الإسرائيلية.

الاعتراف الإسرائيلي

وسبق أن نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت في عام 1972 تفاصيل ذكرها عقيد احتياط موشيه كالمان عن مجزرة اللد تعبر عن حجم الجرائم التي تم ارتكابها، فتشير إلى أن مجزرة اللد بدأت بمهاجمة أطراف المدينة بعد ليلة من المعارك الدموية من جنوب مدينة اللد، كما تم اقتحام المدينة بالتنسيق مع موشيه ديان، ورغم أن الأهالي رفعوا الأعلام البيضاء وتدفق السكان إلى المسجد الكبير بالمدينة والكنيسة المجاورة له، إلا أنه تم إقامة مقر قيادة الكتيبة في منزل القسيس قبالة بوابة المسجد وتم إصدار الأوامر بإطلاق النار بشكل مباشر على كافة الأهداف ليسقط الضحايا بشكل مروع.