أجمل ما كتب أمل دنقل

20 فبراير 2019
أجمل ما كتب أمل دنقل

إن محاولة البحث عن مجموعة قصائد لضمها معا باعتبارها أجمل ما كتب أمل دنقل ليست بالأمر السهل. فالشاعر الراحل كانت جميع قصائده مميزة وساحرة. ورغم وفاته في سن صغير نسبيا، إلا أن أشعار أمل دنقل تحتل مكانة خاصة جدا بين شعراء العصر الحديث.

وقد كانت قصائد أمل دنقل يغلب عليها مسحة من الحزن، يلمسها القارئ وتدخل قلبه مباشرة. لذلك يرى العديد من القراء أن كل ما كتب أمل دنقل يستحق أن ينصف على أنه أجمل ما كتب أمل دنقل.

وسنتناول في البداية حياة الشاعر أمل دنقل، قبل أن نعرج على أجمل ما كتب أمل دنقل من أشعار خالدة حتى يومنا هذا.

الشاعر أمل دنقل

هو من أبناء محافظة قنا في صعيد مصر، وتحديدا في مركز قفط، من قرية القلعة. وهو من مواليد عام ألف وتسعمائة وأربعين ميلاديا (1940 م). وقد سماه والده “أمل” تيمنا بما أنجزه من نجاح في عام مولده.

تأثر أمل دنقل بوالده كثيرا، وساعدته مكتبة والده في إثراء محصلته الثقافية والمعرفية. وكان لوفاة والده أثر كبير في نفسه، خاصة أنه كان في العشرة من العمر وقتها. ولعل مسحة الحزن في شعره من أسبابها هذا التأثر.

أمل دنقل هو واحد من أشهر شعراء القومية العربية. وهو من أشهر شعراء الرفض العربي لمعاهدات السلام مع إسرائيل. وقد وضعه ذلك في مواجهة من الحكومة المصرية، لكنها لم تقدر على إسكاته.

وتعد رائعة أمل دنقل “لا تصالح” من أهم أيقونات رفض السلام مع إسرائيل. وهي القصيدة التي يلجأ إليها كل العرب الرافضين للسلام ويحفظونها عن ظهر قلب.

وفي مجموعته التي تحمل اسم “أوراق الغرفة 8″، يتحدث أمل دنقل عن معاناته مع مرض السرطان. وقد استمرت هذه المعاناة ثلاثة أعوام، إلى أن تمكن منه المرض. وفي يوم 21 من شهر مايو 1983، فاضت روح أمل دنقل إلى بارئها.

أجمل قصائد أمل دنقل

هناك مجموعة من القصائد التي تخطر على الأذهان عندما نسمع جملة أجمل ما كتب أمل دنقل ، ومن هذه القصائد:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة _ 1969.

تعليق على ما حدث – 1971.

مقتل القمر – 1974

العهد الآتي – 1975

أقوال جديدة عن حرب بسوس – 1983.

أوراق الغرفة 8 – 1983.

إجازة فوق شاطئ البحر.

أجمل قصائد أمل دنقل

كتب الشاعر أمل دنقل العديد من القصائد الرائعة والجميلة والمميزة، ومن أجمل ما كتب أمل دنقل ما يلي:

قصيدة لا تصالح

وهي من أشهر و أجمل ما كتب أمل دنقل

لا تصالحْ!

..ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما.. وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟

إنها الحربُ!

قد تثقل القلبَ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ..

ولا تتوخَّ الهرب!

(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

أعيناه عينا أخيك؟!

وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

سيقولون:

جئناك كي تحقن الدم..

جئناك. كن -يا أمير- الحكم

سيقولون:

ها نحن أبناء عم.

قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

إلى أن يجيب العدم

إنني كنت لك

فارسًا،

وأخًا،

وأبًا،

ومَلِك!

قصيدة خطاب غير تاريخي

ها أنتَ تَسْترخي أخيراً..

فوداعاً..

يا صَلاحَ الدينْ.

يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى

على إيقاعِه المجنونِ.

يا قاربَ الفَلِّينِ

للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه

وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.

وسنةً.. بعدَ سنه..

صارت لهم “حِطينْ”..

تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ (جبل التوباد حياك الحيا)

(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)

مرَّتْ خيولُ التُركْ

مَرت خُيولُ الشِّركْ

مرت خُيول الملكِ – النَّسر,

مرتْ خيول التترِ الباقينْ

ونحن – جيلاً بعد جيل – في ميادينِ المراهنه

نموتُ تحتَ الأحصِنه!

وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ

تستوقفُ الفارين

تخطبُ فيهم صائِحاً: “حِطّينْ”..

وترتدي العِقالَ تارةً,

وترتدي مَلابس الفدائييّنْ

وتشربُ الشَّايَ مع الجنود

في المُعسكراتِ الخشِنه

وترفعُ الرايةَ,

حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة

وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ

حتى سقطتَ – أيها الزَّعيم

واغتالتْك أيدي الكَهَنه!

***

(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)

(نازعتني – لمجلسِ الأمنِ – نَفسي!)

***

نم يا صلاحَ الدين

نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..

كالمظلِّيين!

ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ

نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ

ونسألُ اللهَ “القُروضَ الحسَنه”!

فاتحةً:

آمينْ.

قصيدة العشاء

قصدتهم في موعد العشاء

تطالعوا لي برهة ،

ولم يرد واحد منهم تحية المساء !

وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة

في طبق الحساء

…….. ……. ………

نظرت في الوعـــاء :

هتفت : ( ويحكم ! دمي

هذا دمي فانتبهوا )

لم يــأبهوا !

وظلّت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة وظلت الشفاة تلعق الدماء !