القصيدة الدمشقية لنزار قباني

11 فبراير 2019
القصيدة الدمشقية لنزار قباني

تعد القصيدة الدمشقية للشاعر السوري الكبير نزار قباني، من القصائد الجميلة التي أبدع فيها الشاعر. وقد حظيت القصيدة الدمشقية بانتشار كبير في العالم العربي. وقبل أن نتطرق إلى القصيدة الدمشقية، سنلقي نظرة على صاحبها، الشاعر المعروف نزار قباني.

الشاعر نزار قباني

يعد نزار قباني واحدا من أشهر شعراء العصر الحديث في عالمنا العربي، وهو صاحب القصيدة الدمشقية. ونزار قباني هو من مواليد العام ألف وتسعمائة وثلاث وعشرين ميلاديا (1923 م) في العاصمة السورية دمشق. تدرج نزار قباني في مراحل التعليم حتى تمكن من الحصول على ليسانس الحقوق من جامعة دمشق.

بعد التخرج، التحق نزار قباني بالسلك الدبلوماسي في بلده سوريا. وكان ذلك بين العامين ألف وتسعمائة وخمس وأربعين ميلاديا (1945 م) و ألف وتسعمائة وست وستين ميلاديا (1966 م).

لكن نجم نزار قباني لم يبزغ في العمل الدبلوماسي، بل ظهر بوضوح كالشمس في الأدب والشعر. نجح نزار في أن يسطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الشعراء العرب بل وعلى مستوى العالم أيضا.

وتركز شعر نزار قباني على قضية التضامن مع المرأة والدفاع عن حقوقها، بالإضافة إلى اهتمامه بالحب والرومانسية. ويرجع السبب في ذلك إلى حادث انتحار أخته لرفضها الزواج التقليدي.

قضى نزار قباني الفترة الأخيرة من عمره في لندن، وتوفي بها في العام ألف وتسعمائة وثمان وتسعين ميلاديا (1998 م). وبعد وفاته، نقل جثمانه إلى مسقط رأسه، حيث دفن الشاعر الراحل في دمشق.

أما عن الإنتاج الأدبي للشاعر نزار قباني، فكان غزيرا جدا، وله العديد من دواوين الشعر. كما أن له العشرات من القصائد صاحبة الشعبية الكبيرة، مثل القصيدة الدمشقية التي سنتناولها اليوم.

القصيدة الدمشقية

تعتبر القصيدة الدمشقية من أشهر القصائد التي كتبها الشاعر الراحل نزار قباني. وفيما يلي القصيدة:

هذي دمشق وهذي الكأس و الراحُ         إنِّي أحبُ وبعض الحبَّ ذباحُ

أنا الدِّمشقي لو شرحتمُ جسدي            لسالَ منه عناقيدٌ وتفاحُ

ولو فتحتم شراييني بمُديتكم          سَمِعْتمُ في دمِي أصواتَ من راحوا

زراعة القلب تشفي بعض من عشقوا        وما لقلبي -إذا أحببتُ- جرَّاحُ

مآذنُ الشامِ تبكي إذْ تعانقُني          وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ

للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا           وقطَّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ

طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتِنا          فكيف أنسى وعطرُ الهَيْلِ فوّاحُ؟

هذا مكانُ “أبي المعتَزِّ” منتظرٌ        ووجهُ “فائزةٍ” حلوٌ ولمَّاحُ

هُنا جذوري، هُنا قلبي، هُنا لغتي      فكيف أوضحُ؟ هلْ في العشقِ إيضاحُ؟

كم من دمشقية باعتْ أساورَها        حتَّى أغازلَها والشعرُ مفتاحُ

أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ مُعتذرًا         فهل تُسامِحُ هيفاء ووضاحُ؟

خمسون عامًا وأجزائِي مبعثرةٌ        فوق المحيطِ وما في الأفق مصباحُ

تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها         وطاردتنِي شياطينٌ وأشباحُ

أقاتلُ القُبحَ فِي شِعْرِي وفِي أَدَبَي      حتَّى يفتِّحَ نوَّارٌ وقداحُ

ما للعروبةِ تبْكِي مثلَ أرملةٍ        أليسَ في كُتُبِ التَّاريخِ أفراحُ؟

والشِّعرُ ماذا سيبْقَى منْ أصالتِهِ؟      إذا تولَّاه نصَّاب ومداحُ؟