أجمل قصائد محمود درويش عن فلسطين

14 يناير 2019
أجمل قصائد محمود درويش عن فلسطين

محمود درويش، شاعر فلسطيني من أبرز شعراء التاريخ المعاصر، الذين لعبوا دور كبير في تجديد وتطوير الشعر العربي، فهو واحدًا من أبرز شعراء المقاومة، حيث لعبت نشأته تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية دورًا بارزًا في تكوين طبيعة موهبته الشعرية وشخصيته. وسوف نتعرض في سطور هذا المقال لعدد من أبرز وأشهر وأجمل قصائد محمود درويش عن فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال:

وقد أثرت هذه التجربة المادة الشعرية لمحمود درويش بزخم فني وشعري لا مثيل له، حيث نظم الكثير من الأشعار المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما كان السبب في أنه لُقب بشاعر الجرح الفلسطيني، وكذلك كان سببًا في اعتقاله لعدة مرات ولسنوات طويلة.

محمود درويش

نشاته وحياته

نشأ الشاعر الفلسطيني محمود درويش فيفي 13 مارس 1941م في قرية البروة في الجليل في فلسطين، حيث شهدت تلك البلدة سنوات ترعرعه ونموه، ولكن الاحتلا لم يمهله كثيرًا حتى اُجبر على الهجرة مع عائلته في عام 1948م ألي بيروت تزامنًا من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في نكبة 1948م. استقر درويش في لبنان مدة من الزمن ليعود مرة أخرى مع عائلته إلى وطنه فلسطين ولكن هذه المرة ليسكن قرية دير الأسد، وقد كان ذلك مدة قصيرة جدًا حتى استقرت الأسرة في الجديدة، تلك القرية التي تقع على مرمى حجر من موطن نشأته الأول في البروة.

دراسة محمود درويش

تلقى محمود درويش السنوات الأولى من تعليمه في موطن نشأته بقرية البروة، وبالفعل تأثر كثرة هجرة الأسرة وتنقلها من مكان لأخر خلال نكبة فلسطين عام 1984م، إلا أنه في النهاية نجح في أن يُتم تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسين، وهي أضيًا إحدى القرى الفلسطينية، ليتولى بعدها العمل كمحرراً ومترجماً في صحيفة الاتحاد، وتولى أيضًا منصب رئيس تحرير تحرير مجلة الجديد، إثر انضمامه إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي.

قصائد محمود درويش عن فلسطين

عابرون في كلام عابر

أيها المارون بين الكلمات العابرة..
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة..
وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء…

أيها المارون بين الكلمات العابرة..
منكم السيف.. ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار.. ومنا لحمنا
منكم دبابةٌ أ.. ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز.. ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء!!

أيها المارون بين الكلمات العابرة..
كدسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف شعبا ينزف
وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة..

أيها المارون بين الكلمات العابرة،
آن أن تنصرفوا..
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا..
ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعملُ
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضرُ، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا..
والآخرة.
فاخرجوا من أرضنا..
من برنا.. من بحرنا..
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كلّ شيء،
واخرجوا..
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة…