سيرة الشاعر أبي العلاء المعري

17 يناير 2019
سيرة الشاعر أبي العلاء المعري

حظى تاريخ الشعر العربي بأسماء براقة لمعت في سماءه، بسبب ما وهبه الله به من فصاحة وبلاغة في القول والكلام، بالإضافة إلى الموهبة الفريدة التي جعلت منهم تراث يُحكى عنه إلى يومنا هذا. ومن بين تلك الأسماء البراقة التي لمعت في الشعر العربي على مر العصور، الشاعر العربي أبو العلاء المعري، الذي عاش في العصر الإسلامي للشعر العربي وأثرى التراث الشعري الإسلامي بإنتاج فني وشعري غزير. وسوف نتاول خلال هذا التقرير سيرة وحياة وموهبة الشاعر العربي أبي العلاء المعري بجزء من الشرح والتفصيل:

الشاعر أبي العلاء المعري

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، أحد أئمة الشعر العربي خلال العصر الإسلامي _أي عصر دخول الدين الإسلامي للجزية العربية على يد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم-، فقد لقبوه بـ فيلسوف الشعراء العرب وشاعر الفلاسفة. وأكد عدد كبير من الأدباء وعلماء اللغة العربية على أنه لم يأتي في تاريخ الشعر العربي خلال العصر الإسلامي كله شاعر أبلغ وأحكم وأكرم من الشاعر الإسلامي أيو العلاء المعري، فقد عُرف على أنه كان واحدُا من الشعراء النادرين الذين لم يستغلوا موهبتهم الشعرية في كسب العيش ولا مديح أحد للتقرب منه وكسب المال.

مولده

شهدت البلدة السورية، مِعرّة النعمان، مولد الشاعر النابغة أبي العلاء المعري ، والتي شهدت كذلك نشأة وحياة الشاعر لعدد من السنين حتى انتقل منها إلى بغداد، التي استقر فيها بعض الوقت، قبل أن يسافر إلى طرابلس التي كانت لها دور كبير في موهبته وإثراء علمه، حيث سنحت له بأن ينهل العلم والأدب والثقافة والفكر من أشهر مكتباتها آنذاك، حتى عاد مرة أخري إلى محل مولده في معرة السورية والتي شهدت أيضًا وفاته داخل منزله.

ومن المعروف عن الشاعر العربي أبو العلاء المعري أنه فقد بصره في سن مبكرة من عمره خلال سنوات الطفولة، حيث أُصيب بمرض الجدري في الثالثة من عمره، وكان ذلك هو السبب الرئيسي وراء ضعف بصره إلى أن فقد بصره تمامًا في سن السابعة، وله قول شهير في ذلك، حين قال: (لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، لأني أُلبِست في الجدري ثوباً مصبوغاً بالعصفر، ولا أعقل غير ذلك). ورغم تلك الإعاقة لم يتخلى الشاعر العربي أيو العلاء المعري عن موهبته، بالرغم من أنه فقد بصره في سن السابعة خلال سنوات طفولته الأولى، إلا أنه قال الشعر في الحادية عشر من عمره.

وفاة والدته

كان لوفاة والدة الشاعر أيو العلاء المعري عظيم الأثر عليه نفسيًا ومعنويًا وكذلك شعريًا، حيث توفيت والدته مباشرة بعد عودته إلى محل مولده بلدة معرة السورية، وقد كان المعري شديد التعلق بوالدته ولم يكن يتخيل وقتها أنه يمكنه العيش بدونها.

وبالحديث عن تأثير تلك الواقعة على الثراء الشعري لأبي العلاء المعري، فنجد أنه رثى والدته بقصيدتين من أروع ما قيل في الرثاء، بالإضافة إلى أنه رثاها كذلك في عدد كبير منمن نصوصه النثرية، ولم يكتفي الشاعر بذلك، فلقد أعلن عن العزلة في بته لفترة طويلة حزنًا على والدته، لذلك أُطلق عليه وقتها رهين المِحبسين.