هل يمكن الشفاء من هلع النوم دون علاج؟

29 يناير 2024
هلع النوم

هلع النوم ويسمى أيضًا بـ “رهاب الليل” هو اضطراب يشعر المصاب به بنوبات من الصراخ والوف الشديد ويتخبط خلال النوم، وفي الأغلب يصاحبه السير خلال النوم، وهلع النوم يعتبر حدث غير مرغوب فيه يحدث خلال النوم، وفي العادة تستمر نوبة هلع النوم لفترة تتراوح من ثواني لـ بضع دقائق، ولكن قد تستمر النوبات لفترة أطول.

ويصاب بهلع النوم حوالي 40% من الأطفال، وتقل نسبة الإصابة به لدى البالغين، وفي الأغلب لا يعد هلع النوم سبب يدعو للقلق رغم أنه قد يكون مخيفًا، ومعظم الأطفال يتخلصون من هلع النوم في مرحلة المراهقة.

أعراض هلع النوم

هلع النوم يختلف عن اضطراب الكوابيس، فالشخص الحالم يستيقظ بكابوس بسبب الحلم الذي أتاه في منامه وربما يتذكر التفاصيل، بينما الشخص المصاب بهلع النوم يظل نائمًا ولا يتذكر الأطفال أي شيء عن عن هلع نومهم في الصباح، لكن الأشخاص البالغون قد يتذكرون جزءًا من الحلم الخاص بهم خلال هلع النوم.

وفي الأغلب يحدث هلع النوم في الفترة بين الثلت الأول من الليل إلى النصف الأول، ونادرًا ما يحدث الهلع خلال فترة القيلولة، وربما يؤدي هلع النوم للسير خلال النوم، وربما يعاني الشخص المصاب بهلع النوم مما يلي..

  • يبدأ بصراخ أو صيحة مخيفة.
  • الجلوس في السرير مع شعور بالخوف.
  • يحدق بأعين واسعة.
  • تزيد نبضات قلبه ويتنفس بشدة ويتعرق، ويحمر وجهه واتساع الحدقتان.
  • الضرب أو الركل.
  • ارتباط عند الاستيقاظ أو صعوبة في الاستيقاظ.
  • يكن الشخص ميئوس منه.
  • لا يتذكر الشخص الحدث تمامًا، أو قد يتذكر القليل من الحدث في صباح اليوم التالي.
  • من المحتمل أن ينهض الشخص ويركض في أنحاء المنزل، أو يكن سلوكه عدواني إذا تم منعه أو تقييده.

ضرورة استشارة الطبيب

كما ذكرنا من قبل لا يعد هلع النوم المتقطع يدعو للقلق، لكن طفلك إن كان يعاني من هلع النوم يمكنك ذكر ذلك بكل بساطة خلال الفحص الروتيني للطفل، ويجب على الفور استشارة الطبيب إذا كانت نوبات الهلع كما يلي..

  • تصبح أكثر شدة.
  • يؤدي لمخاوف السلامة أو الإصابة.
  • يضطرب نوم الشخص بشكل روتيني بسبب نوبات هلع النوم، أو نوم أفراد العائلة الآخرين.
  • تؤدي لأعراض نهارية من النعاس المفرط، أو يعاني من مشاكل في أداء العمل.
  • إذا استمرت النوبات لبعد مرحلة المراهقة أو بدأت تظهر لدى الفرد في سن البلوغ.

أسباب هلع النوم

هلع النوم يتم تصنيفه على أنه سلوك من السلوكيات الغير مرغوب فيه، أو حدث يتم خلال النوم، ويعد هلع النوم من الاضطرابات المثيرة أي أنه يحدث خلال النوم N3، وهي المرحلة الأعمق من نوم حركة العين الغير سريعة، كما أنه يعد أحد اضطرابات نوم حركة العين الغير سريعة الأخرة هو المشي خلال النوم والذي قد يحدث مع هلع النوم، وربما تؤدي تلك العوامل المختلفة إلى الإصابة بهلع النوم وهي ما يلي..

  • الإرهاق الشديد والتوتر والحرمان من النوم.
  • انقطاع النوم أو اضطرابات في مواعيد النوم.
  • الحمى.
  • وربما ينتج هلع النوم في بعض الأحيان عن حالات كامنة تتداخل مع النوم، مثل ما يلي:
  • التنفس المضطرب خلال النوم وهي مجموعة اضطرابات تتضمن أنماط تنفس غير طبيعية خلال النوم، ومن الأكثر انتشارًا انقطاع النفس النومي.
  • متلازمة الرجل الغير هادئة.
  • بعض الأدوية.
  • اضطرابات الحالة المزاجية، مثل الاكتئاب، والقلق.
  • استخدام الكحول بالنسبة للبالغين.

عوامل خطر هلع النوم

تعد هذه الحالة من الحالات المنتشرة إذا كان لدى أحد أفراد العائلة تاريخ من هلع النوم، أو كان يسير خلال نومه، أما بالنسبة للأطفال فتعد تلك الحالة أكثر انتشارًا لدى الإناث.

مضاعفات هلع النوم

من المضاعفات التي قد تنتج عن حالة هلع النوم ما يلي..

  • النوم المضطراب.
  • نعاس مفرط خلال النهار وهو ما يؤدي لصعوبات في المدرسة أو العمل أو يسبب مشاكل في أداء المهام اليومية.
  • مشاكل في العلاقات، وربما تؤدي لشعور الفرد بالإحراج.
  • ربما يصيب الفرد نفسه أو نادرًا يصيب شخص قريب منه.

تشخيص هلع النوم

يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للشخص والأعراض لكي يشخص تلك الحالة، وربما يتضمن تشخيص الفرد ما يلي..

  • يقوم الطبيب بإجراء الفحص الجسدي للشخص لكي يحدد أي حالة ربما تساهم في الإصابة بهلع النوم.
  • يناقش الأعراض، فعادة ما يتم تشخيص هلع النوم من خلال الطبيب الذي يعتمد على وصف الشخص للأحداث، فربما يسألك الطبيب عن تاريخ العائلة وعما إذا كانوا عانوا من مشاكل في النوم.
  • دراسة النوم الليلي، فقد يوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء دراسة ليلة في مختبر النوم ويضع أجهزة استشعار على جسدك لكي يسجل ويراقب موجات الدماغ، ومستوى الأكسجين في الدم ومعدل التنفس وضربات القلب، بالإضافة لرماقبة حركات العين والساق خلال النوم، وربما يقوم بتصوير وتسجيل سلوكك بالفيديو خلال دورات النوم.

علاج هلع النوم

في الأغلب يعد علاج هلع النوم الغير متكرر غير ضروري، وإن كانت تلك الحالة تؤدي لاحتمالية التعرض لإصابة أو تكن مدمرة لأفراد العائلة أو تؤدي للإحراج أو لإنقطاع النوم لدى الشخص المصاب بهلع النوم، فربما يكون هناك حاجة ضرورية للعلاج، والعلاج بشكل عام يركز على تعزيز السلامة والحد من الأسباب والدوافع، وربما تتضمن خيارات العلاج ما يلي..

  • علاج أي حالة عقلية أو طبية كامنة أو أي اضطراب نومي آخر.
  • قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي أو التنويم المغناطيسي أو علاج الاستراخء في معالجة التوتر.
  • الايقاظ الاسبتاقي وهذا يحوي ابقاء الشخص المصاب بهلع النوم مسيقظًا قبل أن يعاني من هذا الحدث بحوالي 15 دقيقة، ثم يظل الشخص مستيقظًا لبضع دقائق بل أن يستغرق في النوم مرة أخرى.
  • الدواء ونادرًا ما يتم اللجوء للدواء لعلاج تلك الحالات خاصة عندما تحدث للأطفال، ومع ذلك إذا لزم الأمر فيمكن استخدام بعض مضادات الاكتئاب وبنزوديازيبين كإحدى الأدوية الفعالة.

أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية

هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن تجربتها لك أو لطفلك إذا كانت الحالة تسبب لك المشاكل وهي..

الحصول على قسط كافي من النوم

إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، يجب عليك أن تحاول النوم في وقت مبكر وتنتظم بشكل أكبر بمواعيد النوم، وربما تساعدك القيلولة القصيرة في بعض الأحيان، ويجب عليك وقت النوم أن تتجنب قدر الإمكان الضوضاء أو أي محفزات أخرى ربما تؤدي لانقطاع نومك.

إنشاء روتين استرخاء منتظم قبل النوم

يمكنك أن تقوم قبل النوم بأداء أنشطة مهدئة مثل قراءة الكتب أو ممارسة ألعاب الألغاز أو الغطس في حمام دافئ، كما قد تساعدك تقنيات التأمل أو الاسترخاء، وحاول أن تقوم بتهيئة غرفة النوم لكي تكون مريحة وهادئة للنوم.

جعل البيئة آمنة

لكي تساعد في تجنب أي إصابات، يجب عليك أن تغلق جميع النوافذ والأبواب الخارجية ليلاً، وربما تحتاج لغلق الأبواب الداخلية أيضًا، أو تضع أجهزة إنذار أو أجراس عليها، كما يمكنك إغلاق المداخل والسلالم بالبوابات، وكل الأشياء التي قد تشكل خطر للشخص المصاب بهلع النوم، وعليك تجنب استخدام السرير ذو الطابقين وضع أي أشياء سهلة الكسر بعيدًا عن المتناول.

تعامل مع التوتر

حدد الأشياء التي تجعلك متوترًا، وحدد الطرق الممكنة لكي تتعامل مع التوتر، وإن كان طفلك يبدو متوترًا أو قلقًا، يجب أن تتحدث معه حول ما يزعجه، كما يمكنك التحدث مع أخصائي الصحة العقلية.

تقديم الراحة

عليك الانتظار والمراقبة إن كان طفلك يعاني من هلع النوم، وربما تعانق طفلك وتهدئه بلطف وتحاول ان تعيده للفراش، كما يجب أن تتحدث برقة وهدوء معه فهز الطفل أو الصراخ قد يؤدي لتفاقم الأمر، واعلم أن نوبة الهلع عادة ما تتوقف من تلقاء نفسها بعد وقت قصير.

معرفة النمط

احتفظ بدفتر يوميات النوم إن كان طفلك مصاب بهلع النوم، ولاحظ لمدة عدة يالي وقت حدوث نوبة الهلع بعد النوم، وإن كان وقت النوبة ثابت كل ليلة فقد يساعده اسلوب الايقاظ الاسبتاقي.