نشأة الإذاعة المصرية

29 يناير 2024
نشأة الإذاعة المصرية

الإذاعة المصرية هي من أقدم وأعرق الإذاعات العربية، وكان لها دور كبير في الوعي الجماهير والتأثير في الثقافة الشعبية المصرية والعربية.

بداية الإذاعة المصرية

كانت البداية الرسمية لانطلاق الإذاعة المصرية في الحادي والثلاثين من مايو عام 1934، وذلك في عهد الملك فؤاد الأول، حيث أقيم حفل لافتتاح الإذاعة في شارع رمسيس حضره كبار رجال الدولة والمثقفين، وكان بداية بث الإذاعة المصرية خارجيًا وليس من الاستديو بترحيب من على باشا إبراهيم رئيس الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، ثم بدأت البرامج من الاستديو بداية من تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، ثم إذاعة أغاني أم كلثوم.

وتعاقدت الإذاعة المصرية مع العديد من الفنانين كليلى مراد، وإسماعيل يس، وقد مرت الإذاعة المصرية بالعديد من مراحل التطور حيث كانت البداية بالإذاعات الأهلية ثم عمل الإذاعة المصرية من خلال خلال شركة ماركوني الإيطالية، ثم مرحلة تمصير الإذاعة عقب ثورة يوليو 1952، ثم مرحلة الشبكات الإذاعية المعروفة حاليًا.

 الإذاعات الأهلية

بداية الإذاعة المصرية كإذاعات أهلية كان معروفًا قبل عام 1926، وكانت هذه الإذاعات متركزة في مدينتي القاهرة والإسكندرية وكان منها بينها إذاعات باللغات الأجنبية، وقد أنشأ الإذاعات الأهلية في مصر عدد من التجار بهدف تحقيق الربح من خلال الإعلانات التجارية، وكانت هذه الإذاعات ضعيفة الإرسال قد لا تتعدى تغطيتها الحي التي تنطلق منه ومدة الإرسال ما بين ساعتين إلى أربعة ساعات يوميًا.

أغلقت الإذاعات الأهلية في عام 1934 بسبب كثرة الشكاوى من المضمون التي تقدمه وتركت الساحة للإذاعة المصرية، وقد عهدت الحكومة المصرية لشركة ماركوني المختصة بتقديم خدمات التلغراف واللاسلكي لتشغيل الإذاعة المصرية وذلك في عام 1932 وبدأت الشركة في إقامة محطات الإرسال والاستديوهات الإذاعية التي أقيمت خلف البنك المركزي المصري في شارع علوي، وكانت تابعة لوزارة المواصلات.

وفي عام 1939 تم نقل تبعية الإذاعة المصرية لوزارة الشؤون الاجتماعية، ثم انتقلت تبعيتها في عام 1942 لوزارة الداخلية، ولكن عادت لتبعية وزارة الشؤون الاجتماعية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفي ظل الخلافات المتزايدة بين الجانب المصري والبريطاني تم تسليم الإذاعة المصرية من شركة ماركوني للحكومة المصرية بشكل كامل وذلك في عام 1947 وأنشأ في ذلك العام إدارة الإذاعة اللاسلكية المصرية، وانتقل مقرها إلى شارع الشريفين، وصدر في عام 1949 القانون رقم 98 لإنشاء الإذاعة المصرية والتي تتمتع بالشخصية المعنوية التابعة لمجلس الوزراء.

 الإذاعة المصرية عقب الثورة

عقب ثورة يوليو  1952 والتي كان للإذاعة دور رئيسي في نجاح الثورة من خلال إلقاء بيان الثورة الأول من خلالها، تم نقل تبعية الإذاعة المصرية إلى وزارة الإرشاد القومي في نوفمبر 1952، وصدر قرار جمهوري في عام 1958 يجعل تبعية الإذاعة المصرية لرئاسة الجمهورية، وفي عام 1962 أصبحت مؤسسة ذات طابع اقتصادي وتم ضمها لوزارة الإرشاد القومي، وصدر في عام 1971 القرار الجمهوري رقم واحد والخاص بإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

وشهدت الإذاعة المصرية عقب عام 1952 العديد من التطورات حيث زادت عدد ساعات الإرسال، وتم إنشاء العديد من الإذاعات المتخصصة والإقليمية والموجهة من أجل وصول صوت الإذاعة المصرية وعبر شبكاتها المختلفة لجميع الفئات وأن تكون مؤثرة خارج مصر.