معركة المنصورة في رمضان وأسر الملك لويس التاسع

29 يناير 2024
معركة المنصورة في رمضان وأسر الملك لويس التاسع

من المعارك التي شهدها شهر رمضان هي معركة المنصورة حيث انتصر المسلمون فيها على الحملة الصليبية السابعة وانتهت الحملات الصليبية على الشرق بشكل نهائي.

معركة المنصورة

وقعت معركة المنصورة بين المسلمين وبالتحديد قوات المماليك التابعة للسلطان الأيوبي نجم الدين الأيوبي والحملة الصليبية السابعة التي كان يقودها الملك لويس التاسع القديس ملك فرنسا، ودارت هذه المعركة في العاشر من شهر رمضان في عام 648 هجرية، الموافق للحادي عشر من فبراير عام 1250 ميلادية، وفي هذه المعركة انتصرت القوات المصرية انتصارًا كبيرًا على الحملة الصليبية السابعة وتم أسر الملك لويس التاسع في المنصورة، كما تم قتل وأسر الكثير من جنوده.

معركة المنصورة التي وقعت في العاشر من شهر رمضان، كان يقود القوات الصليبية فيها ملك فرنسا لويس التاسع، بينما كان يقود القوات المصرية الأيوبية الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، بالإضافة لفارس الدين أقطاي الذي كان يتزعم المماليك البحرية وهو من قاد معركة المنصورة، بالإضافة لركن الدين الظاهر بيبرس.

سير معركة المنصورة

وكانت الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع تهدف لإبعاد مصر عن ما يحدث في بلاد الشام والسعى للقضاء على الدولة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي في مصر والشام، وذلك لأن الدولة الأيوبية هي من انتصرت علي الصليبيين في معركة حطين وحررت بيت المقدس، وفشلت كافة المحاولات الصليبية لاحتلال القدس من جديد من خلال تصدي الدولة الأيوبية لهم ولكافة هذه المحاولات، وكانت الحملة الصليبية السابعة التي كانت تهدف لاحتلال القدس من خلال الدخول من مصر تضم نحو ألف وثمانمائة سفينة وتحمل نحو ثمانين ألف مقاتل.

وقد أنهت معركة المنصورة الحملة الصليبية السابعة التي جاءت من خلال قبرص ثم اتجهت لدمياط ونجحت في الاستيلاء عليها، وهو الأمر الذي كان مغريًا للملك لويس التاسع للتقدم لدلتا مصر، وكانت بقية سفنه في الشام وتأخرت بسبب عاصفة قوية كانت في الشام، وبعد خمسة أشهر من احتلال دمياط خرج الصليبيون قاصدين مدينة المنصورة، ولكن القوات المصرية استعدت جيدًا للمعركة وذلك رغم وفاة الملك الصاح نجم الدين أيوب، حيث تم التكتم على خبر وفاته من أجل الحفاظ على تماسك القوات والنجاح في المعركة، وتم استدراج القوات الصليبية لداخل مدينة المنصورة وباغتهم المماليك وكافة المصريين من كافة الفئات ونجحوا بشكل جيد في إلحاق هزمية ساحقة بالحملة الصليبية السابعة والأخيرة.

نتيجة معركة المنصورة

وقد أسفرت معركة المنصورة عن هزيمة الحملة الصليبية السابعة بشكل جعل دول أوروبا لا تفكر مجددًا في إرسال أي حملات صليبية مجددًا لمصر، وقد توالت هزائم الصليبيين بعد معركة المنصورة بشكل كبير إلى انتهى الأمر بتحرير كامل الأراضي المصرية وبلاد الشام على يد القوات المصرية الأيوبية لينتهي عصر الحملات الصليبية بشكل نهائي وتعيش مصر وبلاد الشام مرحلة كبير من الاستقرار لحين بداية الاحتلال الأوروبي في شكله الجديد.