مصاص الدماء حقيقة أم خيال

29 يناير 2024
مصاص الدماء حقيقة أم خيال

قصص مصاص الدماء في السينما العالمية كثيرة، وهي تدور جميعها حول بشر غير طبعيين يشربون دماء الضحايا، يعتقد معظم الناس أن هذه القصص من وحي الخيال، خصوصًا في العصر الحديث، ولكن كل خيال كان له أصل المواقع، ومع الوقت يضيف الناس حكايات وخرافات لجعل القصص أكثر أثارة، خصوصًا لو دخلنا في ساحة أفلام هوليود حيث تضع مؤثرات الصوت والإضاءة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، ولكن لنعود إلى أصل الحكاية، كيف بدأت قصة مصاص الدماء، وهل هي حقيقة بالفعل أم مجرد خيال، ونبدأ القصة.

مصاص الدماء حقيقة

حقيقة زيفها التاريخ وصناع السينما والحكايات الخرافية، حيث أن هناك ظاهرة مرضية، يشعر فيها المريض  بالضعف الشديد، ويعاني من جلد شاحب، كما لديه حساسية مفرطة من أشعة الشمس، وأكد الأطباء أن السبب في هذا نقص حاد في الأنزيم، هذا النقص يحدث تغييرات في جسم الإنسان، مثل هذه التغيرات انحسار في اللثة، ومشاكل في شكل البطن، ومشاكل واضحة في شكل الجلد.

هذا النقص الحاد في الأنزيم نتيجة نقص عناصر هامة في الدم، حيث لا يحمل الدم الأكسجين إلى الجسم بطريقة جيدة، لهذا المصابين بالمرض لديهم شعور حاد بالإرهاق أو بالضعف الشديد، وقد يتجهون إلى النوم لساعات طويلة، والشعور بالخمول والتعب، وعند تناول الدماء يشعرون بتحسن شديد، ولا يشترط الدماء البشرية وحدها، بل يمكن تناول دماء أنواع معينة من الطيور للشعور بالتحسن.

حالة البورفيريا

تعرف هذه الحالة باسم البورفيريا، وهي تدل على أن مصاص الدماء حقيقة، ولكنهم لا يشربون الدم البشري بهذه الصورة المستفزة التي صورتها لنا السينما العالمية، ولم يثبت العلم حتى الآن أن من يعاني من هذا المرض هم مصاص الدماء كما هو منتشر، أما من يعلن أنه مصاص الدماء فهم أشخاص مضللين كاذبين، ينشرون هذه الإشاعات بغرض الشهرة ليس إلا.

أساطير مصاص الدماء

يظن البعض أن هذه القصص حديثة، ولكن لا يعلم أن هذه الأساطير خرافات نشأت منذ آلاف السنين، حيث عرفت في بلاد الرافدين عن مصاص الدماء، وعرفت في الثقافة اليهودية، وكانت مصاصة الدماء تتناول دماء الأطفال الرضع، لهذا كان اليهود يضعون الطلاسم على صدور الأطفال عند ميلادهم لحمايتهم من هؤلاء الأشرار.

أساطير هندية

عندما نخبركم عن أسطورة أو خرافة، لابد من الذهاب إلى أصل الحكاية في الأساطير الهندية، حيث قالت الأسطورة أن مصاص الدماء هذا عبارة عن مخلوق يشبه الغول، وهذا الكائن الغريب لديه أربع أذرع، وهي تتغذى على الدماء، لهذا يمكننا القول أن أصل الحكاية يرجع إلى الأساطير الهندية القديمة.

الأساطير المصرية

في العصر الحديث قام الفكر الشعبي بتأليف قصص تشبه قصص مصاص الدماء ولكن بأسماء مختلفة، فكانت قصة أمنا الغولة التي تخطف الأولاد بالتعاون مع أبو رجل مسلوخة، ولكن هذه الشخصية كانت أكثر وحشية من القصص الهندية، لأن أمنا الغولة في القصص المصرية كانت تأكل الأولاد ولا تكتفي بمص دمائهم فقط.

دراكولا

في نهاية قصص مصاص الدماء لابد من الرجوع إلى أصل الحكاية الحديثة وبالتحديد في العصر العثماني، كان وقتها ملك يحكم أسمه دراكولا وكان سفاح يعشق القتل، لهذا صورته السينما بأنه مصاص دماء، كان لا يرحم حيوان أو إنسان كما أنه جمع الفئران والقطط وقتلهم بطريقة وحشية، ولكن ما ذكر عن دراكولا من بروز أسنانه وهيئته الشرسة غير حقيق، ولكن العلم أن قصته الحقيقة أكثر رعبًا من القصص السينمائية، حيث إنه قتل 100 ألف إنسان كان أكثرهم من المسلمين، وحكم في الفترة بين 1462 و 1459.