مرض الوهم والتخيلات أو الاضطراب الوهمي.. تعريفه وأعراضه وعلاجه

29 يناير 2024
مرض الوهم والتخيلات

مرض الوهم والتخيلات أو الاضطراب الوهمي والذي كان يطلق عليه في السابق اضطراب جنون العظمة “البارانويا”، ويعد هذا المرض نوع من الأمراض العقلية الخطرة، ولا يستطيع المصاب به أن يفرق بين الحقيقة والوهم، وسوف نتحدث في الموضوع التالي عن أسباب مرض الوهم والأعراض وطرق التشخيص والعلاج.

مرض الوهم والتخيلات

  • مرض التخيلات والوهم من الاضطرابات العقلية التي لا يمكن للمصاب بها أن يفرق بين الحقيقة والوهم، حيث تكون الأوهام هي العرض الرئيسي لهذا المرض.
  • والاضطراب الوهمي يشمل على أوهام ليست شاذة أو غريبة، فتلك الأوهام تتعلق بالواقف التي قد تحدث في الحياة الحقيقية مثل الوهم بأن هناك من يتعقب الشخص المصاب أو يريد خداعه أو إزعاجه أو أن هناك أحد يتآمر عليه.
  • وهذه الأوهام عادة ما تنطوي على تجارب أو تصورات خاطئة، وتكن تلك المواقف أما غير صحيحة على الإطلاق أو تكن مبالغ فيها لحد كبير.
  • كما يوجد أيضًا بعض المصابين بمرض الوهم لديهم أوهام غير واقعية على الإطلاق وشاذة وهي أشياء لا يمكن أن تحدث بالحياة الواقعية أبدًا، على سبيل المثال أوهام تتعلق بكائنات فضائية أو غيرها من الأفكار الغريبة.
  • والأشخاص المصابون بمرض الوهم والتخيلات يمكنهم في كثير من الأحيان أن يستمروا في التواصل الاجتماعي ويعملوا بشكل طبيعي بصرف النظر عن موضوع الوهم، كما أنهم لا يتصرفوا بطريقة غريبة بشكل واضحن وهو ما يختلف عن الأشخاص الذين يعانوا من اضطرابات نفسية أخرى، وربما في حالات اخزي قد يصبح الأشخاص المصابون باضطرابات الوهم والتخيلات منشغلين دائما بأوهامهم وهو ما يؤدي لتعطيل حياتهم.
  • ورغم أن الأوهام ربما تكن أحد أعرض الاضطرابات الأكثر شيوعًا مثل الفصام، لكن الإضراب الوهمي في حد ذاته نادر الحدوث وغالبًا ما يحدث هذا المرض العقلي في منتصف العمر ويكن أكثر شيوعًا لدى النساء عن الرجال.

أنواع الأوهام في مرض الوهم والتخيلات

  • نوع يكن فيه المصاب معتقدًا بأن شخصًا ما يحبه وربما يحاول الاتصال بهذا الشخص.
  • نوع يكن فيه لدي الشخص المصاب إحساس مبالغ فيه بالمعرفة او القيمة أو القوة، وربما يعتقد أن لديه موهبة كبيرة أو كانه قام باكتشاف مهم.
  • نوع يشعر المصاب فيه بأن شريكه غير مخلص.
  • نوع لديه أوهام الاضطهاد والتعرض لسوء معاملة من الآخرين.
  • نوع من الأوهام يعتقد فيه المصاب بأن لديه عيبًا جسديًا أو مشكلة طبية.
  • وهنا تجدر الإشارة ألى أنه في بعض الأحيان قد يتطور نوعان أو أكثر من أنواع الأوهام التي ذكرناها لدى نفس الشخص.

أعراض مرض الوهم والتخيلات

  • سرعة الغضب والانفعال واضطراب المزاج.
  • أوهام مختلفة.
  • الشعور بأشياء غير متواجدة بالواقع، مع الهلوسة وسماع أشياء غريبة.

أسباب وعوامل خطر مرض الوهم والتخيلات

مثله مثل العديد من الاضطرابات الذهانية الأخرى، لم يعرف بعد السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض الأوهام والتخيلات، ويحاول أن يبحث العلماء حول دور العوامل البيولوجية أو الوراثية أو البيئية أو النفية التي قد تجعلها اكثر احتمالاً، وعوامل الخطر ربما تشمل ما يلي..

  1. عامل الوراثة: مثل جميع الاضطرابات العقلية الأخري، ربما تعود الإصابة بمرض الوهم والتخيلات إلى انتقاله من الآباء للأبناء.
  2. العامل البيولوجي: يبحث العلماء عن كيف يمكن للاضطرابات الوهمية أن تحدث عندما تكن أجزاء من الدماغ غير طبيعية.
  3. عامل بيئي ونفسي: كما تشير الدلائل قد يؤدي الإجهاد الذي يعاني منه الفرد إلى إصابته باضطراب الوهم، وقد يسام إدمان الكحول والمخدرات أيضًا في ذلك، كما يبدو أن الأشخاص الذين يميلون إلى العزلة هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الوهم.

تشخيص مرض الوهم والتخيلات

  • يأخذ الطبيب التاريخ الطبي للشخص المصاب ويقوم بعمل فحص بدني شامل، وربما يقوم بعمل اختبارات تشخيصية مثل التصور أو اختبارات الدم، لكي يستبعد الأمراض الجسدية الأخرى التي قد تكون سبب لأعراض مرض الوهم والتخيلات.
  • وإذا لم يعثر الطبيب على أي سبب جسدي لتلك الأعراض، ربما يلجأ لإحالة الشخص لطبيب نفسي.
  • ويعتمد الطبيب المعالج أو النفسي في التشخيص على أعراض الشخص وملاحظته الخاصة لموقف الشخص وسلوكه، ويقرر الطبيب عما إذا كانت الأعراض تشير إلى مرض الوهم والتخيلات أم لا.
  • ويتم تشخيص مرض الوهم والتخيلات إذا كان الشخص..
  • لديه أحد أو أكثر من الأوهام التي قد تستمر لمدة شهر أو أكثر.
  • لم يتم تشخيصه مطلقًا بمرض انفصام الشخصية.
  • لا تتأثر حياته الشخصية بالأوهام.
  • يعاني من هوس أو اكتئاب شديد.
  • إذا كان لا يوجد أي دواء أو أي اضطراب عقلي أو حالة طبية تؤدي لتلك الأعراض.

علاقة مرض الوهم والتخيلات ومرض الفصام

يجدر التنويه لنقاط عديدة عندما نتحدث عن علاقة مرض الوهم والتخيلات مع مرض الفصام وهي على النحو الآتي..

  • الأوهام ظواهر غير متجانسة وتتفرع لـ 3 مسويات وهي “التأثير، الدلالة الذاتية، وأوهام الاضطهاد” وهذه المستويات قد تظهر في مرض الفصام مثلما تظهر في مرض الوهم والتخيلات.
  • الأوهام تمثل محاولات الفرد لكي يدرك الخبرات الشخصية ويحدد أسباب الأحداث الداخلية أو الخارجية “البيئة المحاطة به”.
  • تنتج الأوهام عن تغيّرات فيزيولوجية كيميائية في الدماغ، أي اختلالات في النواقل العصبية.

علاج مرض الوهم والتخيلات

في أغلب الأحيان قد يشمل العلاج الأدوية والعلاج النفسي.

الأدوية

تسمى الأدوية الأساسية التي تستخدم لكي تعالج مرض الوهم والتخيلات بـ “مضادات الذهان” وتشمل تلك الأدوية على..

مضادات الذهان التقليدية

وهذه الادوية تم استخدامها لكي تعالج الاضطرابات النفسية منذ منتصف الخمسينيات، وهذه الأدوية تعمل عن طريق منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، والدوبامين هو ناقل عصبي يعتقد أنه متورط في تطور الأوهام و مرض الوهم والتخيلات، وهذه الأدوية تشمل:

كلوربرومازين.

فلوفينازين.

هالوبيريدول.

لوكسابين.

بيرفينازين.

ثيوريدازين.

ثيوتيكسين.

ترايفلوبيرازين.

مضادات الذهان غير التقليدية

تساعد تلك الأدوية الحديثة في علاج أعراض مرض الوهم والتخيلات مع آثار جانبية أقل، كما تعمل تلك الأدوية من خلال منع مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والسيروتونين هو ناقل عصبي آخر يعتقد أنه متورط في اضطراب وهمي.

وهذه الأدوية تشمل:

  • أريبيبرازول.
  • أريبيبرازول لوريوكسيل.
  • آسينابين.
  • بريكسبرازول.
  • كاريبرازين.
  • كلوزابين.
  • ايلوبيريدون.
  • لوراسيدون.
  • بالبيريدون.
  • بالبيريدون بالميتات.
  • كيتيابين، ريسبيريدون، أولانزيبين.
  • زيبرازيدون.

مجموعة أدوية أخرى

يمكن أيضًا استخدام مضادات الاكتئاب والمهدئات لعلاج أعراض القلق أو الحالة المزاجية في حالة حدوثها مع مرض التخيلات والوهم، وإذا كان لدى الشخص مستوى عالي للغاية من القلق أو يعاني من مشاكل في النوم يمكن استخدام المهدئات.

العلاج النفسي

العلاج النفسي قد يكون مفيدًا للغاية بجانب الأدوية كوسيلة لمساعدة الأشخاص على إدارة الضغوط والتعامل معها بصورة أفضل مع مرض الوهم والتخيلات وتأثيره على حياتهم، والعلاجات النفسية التقليدية تكون مفيدة في الاضطراب الوهمي تشمل ما يلي..

  • العلاج النفسي الفردي يمكن أن يساعد الشخص لكي يدرك ويصحح التفكير الذي صار مشوهًا.
  • العلاج السلوكي المعرفي قد ساعد أيضًا الشخص ويجعله يتعلم التعرف على أنماط التفكير والسلوكيات وتغييرها.
  • العلاج الأسرى أيضًا قد يساهم في علاج مرض الوهم والتخيلات.
  • والأشخاص الذين يعانوا من أعراض حادة أو المعرضية لخطر إيذاء أنفسهم أو غيرها ربما يحتاجوا للذهاب إلى المستشفى حتى تستقر حالتهم.

مضاعفات مرض الوهم والتخيلات

  • ربما يصاب الأشخاص الذين يعانوا من اضطراب الوهم بالاكتئاب، وذلك في الأغلب قد يكون نتيجة للصعوبات المرتبطة بالأوهام.
  • والتصرف الذي يتم بناؤه على الأوهام ربما يؤدي أيضًا إلى المشكلات القانونية أو العنف، والأشخاص الذين يعانوا من هذا الاضطراب يمكنهم أن ينفروا من الآخرين خاصة إذا كانت أوهامهم تتداخل مع الآخرين أو تضر بعلاقاتهم.
  • وعادة ما يكون الاضطراب الوهمي حالة مزمنة ومستمرة، لكن إذا تمت معالجته بشكل صحيح قد يجد الكثير من المصابين الراحة من أعراضهم، ومن حسن حظ البعض قد يتعافوا تمامًا، بينما قد تقل الأعراض كثيرًا لدى البعض الآخر.

الوقاية من مرض الوهم والتخيلات

حتى الآن لا توجد أي طريقة معروفة وشائعة تمنع حدوث مرض الوهم والتخيلات، لكن التشخيص والعلاج المبكر قد يساعد في تقليل الاضطراب في حياة الفرد وعائلته وأصدقائه.