مذبحة دير ياسين

29 يناير 2024
مذبحة دير ياسين

تأتي مذبحة دير ياسين ضمن المذابح والجرائم التي ارتكبنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويحيى الفلسطينيون ذكرى هذه المجزرة كل عام في شهر إبريل.

مذبحة دير ياسين

وقعت مذبحة دير ياسين في التاسع من إبريل عام 1948 بحق أهالي قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس، ويقدر عدد ضحايا مذبحة دير ياسين بنحو 360 شهيد كثير منهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

وبدأت مجزرة دير ياسين على يد منظمتين عسكريتين صهيونتين وهما الأرجون وشتيرن ليحي، حيث قام الصهاينة التابعين لهاتين المنظمتين بالهجوم علي قرية دير ياسين في منتصف ليل التاسع من إبريل عام 1948، واستغلت العصابات الصهيونية في ذلك الوقت غياب رجال القرية الذين خرج بعضهم للمشاركة في معركة القسطل، وخرج آخرون للقدس لتشييع القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.

وقد تفاجئ الصهاينة بنيران الأهالي بشكل لم يكونوا يتوقعونه ليسقط منهم أربعة قتلى واثنين وثلاثين جريحًا، واستمرت مجزرة دير ياسين منذ الليل حتى منتصف اليوم التالي، وعمل الصهاينة قبل الانسحاب من القرية لإعدام كل العرب الذين تبقوا على قيد الحياة في القرية لتتأكد بشكل واضح المجزرة والجريمة التي قام بها الصهاينة ضد أهالي فلسطين.

جرائم الصهاينة

وأكمل الصهاينة مذبحة دير ياسين من خلال منع المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر للوصول للقرية لمنع الوقوف على حجم الجريمة المروعة التي ارتكبوها، وقد أكد الصيلب الأحمر وقتها أن عدد الضحايا بلغ ثلاثمائة وستون شخصًا.

وبالتزامن مع مذبحة دير ياسين قامت العصابات الصهيونية بالتمثيل بالجثث وبقر بطون النساء الحوامل، وتم قتل الأولاد أمام أعين أمهاتهن، وحرق الأحياء، كما ارتبكوا الكثير من الممارسات المشينة بحق الفتيات الفلسطينيات، وتم اقتياد عدد من الرجال في حافلات ليتم الطواف بهم داخل القدس قبل قتلهم رميًا بالرصاص.

ووقعت مذبحة دير ياسين أمام قوات الانتداب البريطاني، ولم تتدخل لمنع المذبحة المروعة بحق الأهالي، بما يؤكد أن قوات الانتداب البريطاني كانت توفر الغطاء للعصابات الصهيونية من أجل القيام بتهجير وقتل الفلسطينيين من أجل التمهيد لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستمرت دولة الاحتلال بعد ذلك في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

الاستيلاء على القرية

وبعد أشهر من مذبحة دير ياسين استوطنت عائلات يهودية بالقرب من قرية دير ياسين، وأسسوا مستعمرة جديدة أطلق عليها اسم “جفعات شاؤول بت”، ولكن لا تزال قرية دير ياسين قائمة حتى الآن في معظمها، وتم ضم جزء منها إلى مستشفى الأمراض العقلية في القرية، ويتم استعمال بعض المنازل خارج حدود المستشفى لأغراض تجارية وسكنية، فيما تم اكتساح مقبرة القرية القديمة التي كانت تقع في الجهة الشرقية من أجل إنشاء طريق جديد، واستوطن اليهود القرية بشكل كبير في عام 1980، حيث أعادوا بناءها فوق أنقاض المباني الأصلية، وتم تسمية شوارع القرية بأسماء الأشخاص الذين نفذوا مذبحة دير ياسين.