محمد الخضر حسين .. شيخ الأزهر الجزائري

29 يناير 2024
محمد الخضر حسين .. شيخ الأزهر الجزائري

حظي الشيخ محمد الخضر حسين بشهرة كبيرة كشيخ للأزهر الشريف لكونه غير المصري الوحيد الذي تولى هذا المنصب، كما أنه يمتلك رصيدًا علميًا كبيرًا يجعله من أهم العلماء في العصر الحديث.

محمد الخضر حسين

محمد الخضر حسين من مواليد أغسطس 1876 في مدينة نفطة بتونس بينما يعود لأصل جزائري، وتعرف أسرته بالعلم والأدب وكذلك أسرة والدته، كما أن مدينة نفطة التونسية التي ولد فيها تعد موطنًا للعلم والعلماء ولذلك كان تعرف بالكوفة الصغرى.

وقد أتم محمد الخضر حسين حفظه للقرآن الكريم ودراسة العلوم الدينية واللغوية، وانتقل في سن الثالثة عشر للدراسة في جامع الزيتونة التي تخرج فيه عام 1898 وكان يلقي الدروس متطوعًا في جامع الزيتونة بشكل تطوعي، ثم اتجه لطرابلس الغرب ليستقر بها فترة ثم يعود لتونس، كما أنه تولى قضاء بنزرت في عام 1905.

وبعد مغادرة محمد الخضر حسين لبنزرت مستقيلًا من القضاء والتدريس، عاد لتونس للتدريس في جامع الزيتونة في تونس ثم اتجه للجزائر وعاد منها لتونس، ثم استقر في نهاية الأمر في مصر التي حصل بها على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته التي كانت بعنوان القياس في اللغة العربية وكانت في عام 1950، واختير شيخًا للأزهر في سبتمبر من عام 1952، ولكنه استقال من مشيخة الأزهر في يناير 1954 وذلك احتجاجًا على قرار إلغاء القضاء الشرعي وقرار دمجه في القضاء المدني.

معاركه الفكرية

كان لشيخ الأزهر محمد الخضر حسين العديد من المعارك الفكرية في إطار الدفاع عن الدين الإسلامي، فكانت له معركة مع كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق وهو الكتاب الذي كان محل هجوم من البعض ودفاع من كثيرين فكان الكاتب يرى أن الإسلام ليس دين حكم منكرًا الخلافة الإسلامية، ورد الشيخ محمد الخضر حسين عليه بكتابه نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم.

كما كان للشيخ محمد الخضر حسين مع كتاب في الشعر الجاهلي لمؤلفه طه حسين والذي صدر في عام 1927 وأحدث ضجة كبيرة وكان محمد الخضر حسين من الذين تصدوا للكتاب وألف كتابًا للرد عليه بعنوان نقد كتاب في الشعر الجاهلي كان يؤكد فيه أصالة الشعر الجاهلي، واتهم محمد الخضر حسين في كتابه طه حسين بالاعتماد على كتابات المستشرقين.

ويعد الشيخ محمد الخضر حسين من المشاركين في تأسيس جمعية الشبان المسلمين وشارك في وضع لائحتها الأولى مع محب الدين الخطيب، كما أنشأ محمد الخضر حسين جمعية الهداية الإسلامية وأصدر مجلة تحمل اسمها، كما أنه تولى رئاسة تحرير مجلة نور الإسلام والتي تصدر حتى الآن ولكن باسم مجلة الأزهر، وهو من أصدرها في عام 1931، كما أنه تولى رئاسة التحرير لمجلة اللواء الإسلامي، كما أنه كان من أوائل الأعضاء الذين انضموا لمجمع اللغة العربية، بالإضافة لعضويته في المجمع العلمي العربي بدمشق.

رؤيته

كان الشيخ محمد الخضر حسين يرى أن الأزهر أمانة يجب أن يحافظ عليها كما إن لم يستطع تحقيق المزيد من الازدهار له دون أن يصبه أي نقص، كما كان له مؤلفات تلخص رؤيته في الدعوة الإسلامية ووسائل النهوض بالعالم الإسلامي وكتاب عن الخيال في الشعر العربي، وكذلك له كتاب آداب الحرب في الإسلام، وديوان شعر بعنوان خواطر الحياة، وتوفى الشيخ محمد الخضر حسين في عام 1958 ودفن بجوار صديقه أحمد تيمور باشا.