بعد اختلاف المؤرخون.. ما هي مدة الخلافة العباسية ؟

29 يناير 2024
بعد اختلاف المؤرخون.. ما هي مدة الخلافة العباسية ؟

اختلف بعض المؤرخون على مدة الخلافة العباسية التي تعد إحدى الخلافات التي قامت على حكم الدولة الإسلامية ونشأت على يد عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإليه نسب الاسم، حيث كانت مدة الخلافة العباسية (508) عاما، بعكس ما رأ المؤرخون الذين قالوا إن مدتها 524 عاما، وهذا الاختلاف ناتج من عدم دقة العام الذي انتهت به، وكانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ومدينة بغداد هي العاصمة في البداية ثم تم الانتقال إلى مدينة سامراء بين 836-883 ثم 892.

نشأة الدولة العباسية

ترجع نشأة الدولة العباسية إلى خروج فرق من الناس وتنظيم جماعات سرية لتثور على الخليفة الأموي مروان بن محمد؛ فبعد أن اتسعت الدولة الإسلامية ودخل الكثير من غير العرب في الإسلام فشل الأمويون في السيطرة عليها مما فتح المجال أمام المعارضون للتجمع وتوحيد القوى، وأعلن العباس قيام الدولة العباسية في الكوفة، بينما كان الخليفة مروان بن محمد ما زال يجلس على كرسي الخلافة، ثم بدأت المعارك التي استمرت لفترات طويلة؛ للقضاء على الأمويين فلم يسلم إلا من هرب إلى الأندلس، ثم تم إنشاء مدينة بغداد عام 762هـ، وخلال مدة الخلافة العباسية مرت البلاد بمراحل قوة ومراحل ضعف، فقد ازدهرت بشكل كبير في عهد هارون الرشيد الممتدة بين 786 هـ -809 هـ، ولكن في عهد ولده المأمون جعل العاصمة بغداد مركزا للعلوم وأعلى من شأن المذهب المعتزلي حتى جعله مذهبا للدولة، وبعد أن جاء الخليفة الفضل جعفر المتوكل على الله قام بإحياء السنة وقضى على البدع التي كانت منتشرة. منذ عام 800 م.

بعد ذلك، بدأت تضعف الدولة العباسية، حيث أن عدة مناطق أعلنت استقلالها وتحولت إلى إمارات أو ممالك تسيطر عليها سلالات مختلفة، وزاد هذا الضعف بعد مقتل المتوكل حيث أنها وقعت في النهاية تحت سيطرة العديد من السلالات التي تتمتع بالطابع العسكري مثل البوهيون والسلاجقة، وانتهت مدة الخلافة العباسية بسقوط الخليفة المستعصم ضحيةً للعاصمة المغولية.

إنجازات الخلافة العباسية

في أول عصر الخلافة العباسية، قامت بالعديد من الفتوحات، ما أدى إلى ظهور عدة منابت تأثر بها المسلمون، مما جعلهم يعملون على الاقتباس من عاداتهم وطعامهم ولباسهم، بالإضافة إلى تشجيع الخلفاء على ترجمة الأعمال الهندية والفارسية، من بينها كتاب “ألف ليلة وليلة” وكتاب عبد الله بن المقفع “كليلة ودمنة”، أما في خلافة هارون الرشيد تم تأسيس دار الحكمة في بغداد، حيث ازدهرت أعمالها في عهد ابنه المأمون، وفي مجال الطب فظهرت المستشفيات ومخازن الأدوية، وفقد جمع علماء المسلمين بين العلوم الفقهية والعلوم العلمية وبين الفلسفة والطب والفقه مع الحساب والهندسة، مما جعلها أمة حضارة وعلم وكان هذا في العصر العباسي الأول.