مؤتمر ميونخ للأمن والنقاش حول مستقبل العالم

29 يناير 2024
مؤتمر ميونخ للأمن والنقاش حول مستقبل العالم

يعد مؤتمر ميونخ للأمن من أهم وأكبر المؤتمرات الدولية التي تناقش السياسات الأمنية على مستوى العالم من خلال مشاركة صناع القرار من مختلف الدول والمتخصصين في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية لبحث التحديات التي تواجه العالم على مختلف الأصعدة.

مؤتمر ميونخ للأمن

تم تأسيس مؤتمر ميونخ للأمن في عام 1963 على يد الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، وقد حمل مؤتمر ميونخ للأمن على مدار تاريخه العديد من الأسماء ومر بالعديد من المراحل، فمن ضمن الأسماء التي أطلقت عليه: اللقاء الدولي لعلوم الدفاع، والمؤتمر الدولي لعلوم الدفاع، وأخيرًا تم الاتفاق على تسميته مؤتمر ميونخ للأمن.

انعقاد مؤتمر ميونخ للأمن

ينعقد مؤتمر ميونخ للأمن دوريًا بشكل سنوي، وتكون مدة انعقادة ثلاثة أيام، وكان في البداية مؤتمر لقضايا الدفاع ولكنه توسع ليشمل كافة قضايا السياسة والأمن يتحدث من خلاله القادة والسياسيين والدبلوماسيين والباحثين من كافة أنحاء العالم.

وينعقد مؤتمر ميونخ للأمن بشكل سنوي في مدينة ميونخ وهي عاصمة ولاية بافاريا بألمانيا، ومدينة ميونخ هي من أكبر المدن الألمانية في المساحة والسكان، كما أنها من أهم المراكز الصناعية والسياحية في ألمانيا، وتقع مدينة ميونخ جنوب ألمانيا وعلى ضفاف نهر إيسار بالقرب من الحدود الألمانية النمساوية.

ويتم تنظيم مؤتمر ميونخ للأمن وفعالياته في فندق بايريشر هوف، ويقع هذا الفندق وسط مدينة ميونخ، وهو فندق فاخر يضم ثلاثمائة وأربعين غرفة، بالإضافة لخمسة وستين جناحًا، كما يضم الفندق أربعين قاعة للمؤتمرات.

بدايات مؤتمر ميونخ للأمن

كان الحضور والمشاركة في بداية انعقاد مؤتمر ميونخ للأمن محدودة والمشاركون عددهم أقل، وكانت النقاشات تدور حول السياسات الغربية في إطار الحرب الباردة التي كانت دائرة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وبعد انتهاء الحرب الباردة والانفتاح العالمي اتجه المؤتمر لتوسيع نطاقه بعيدًا عن حصر دوره في الأمن الغربي.

وأصبح مؤتمر ميونخ للأمن بعد انتهاء الحرب الباردة أكثر انفتاحًا على دول أوروبا الوسطى والشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق ليأخذ دورًا أكبرًا في العالم بعيدًا عن الإطار الضيق للحرب الباردة.

ومع زيادة الدول المؤثرة في العالم والأحداث الدولية زاد عدد المشاركين في مؤتمر ميونخ للأمن على مستوى كافة القيادات، كما فرضت قضايا مثل الثورات العربية والموقف من إيران والجماعات المسلحة نفسها على أعمال مؤتمر ميونخ للأمن.

وكانت بعض الدورات لمؤتمر ميونخ للأمن متميزة للحد الذي جعلها تمثل تصورات مستقبلية للتغيير في الخريطة الدولة كالانفتاح الألماني على الشرق بعد انتهاء الحرب الباردة، وتصورات جورباتشوف لإنهاء الحرب الباردة.

وباتت قضايا الإرهاب أحد المحاور الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن منذ تسعينيات القرن الماضي، كما أنه يمثل ساحة مواجهات ساخنة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول القضايا المختلفة، كما أن قضايا المنطقة العربية باتت إحدى المحاور الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن بعد الثورات العربي، وكذلك أزمات العلاقة بين الغرب وروسيا بعد أزمة أوكرانيا.