لماذ ندرس الفلسفة؟

29 يناير 2024
لماذ ندرس الفلسفة؟

الفلسفة واحدة من أقدم العلوم في التاريخ الإنساني، حيث ظهرت الفلسفة لأول مرة في القرن السادس قبل الميلاد على يد العالم اليوناني الشهير “فيثاغورث”، وهو الذي أطلق عليها هذا الاسم، وسوف نتناول في هذا الموضوع بالتفصيل لماذا ندرس الفلسفة؟ وأهميتها في حياة الإنسان وتعريفها.

تعريف الفلسفة

الفلسفة هي كلمة يونانية الأصل تتكون من مقطعين، الاول هو “فيلو philo” ومعناها حب، والثاني هو “سوفيا sophia” وتعني الحكمة، وبذلك يكون المعنى اللغوي لكلمة فلسفة هو حب الحكمة، وهو يعبر عن المغزى الحقيقي لدراسة الفلسفة والقضايا التي تهتم بها وتدرسها وتبحث فيها.

وقد عبر الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو عن الفلسفة قائلا أن الفلسفة هي الدهشة، موضحا أن الدهشة هي المحفز الأساسي للإنسان لابتكار أسلوب التفكير الفلسفي لحل المشكلات التي تواجهه، وتفسير الظواهر الكونية المختلفة التي يقابلها في حياته.

أما الفيلسوف سقراط فقد عرف الفلسفة على أنها البحث العقلي عن الموجودات وحقائق الأشياء والتي تصل في النهاية إلى الخير المطلق، ومن هذا التعريف نكون قد وصلنا إلى ماهية الفلسفة التي تدعو للتفكير واستخدام العقل والمنطق للبحث عن الحقائق المجردة، ودراسة القيم المجردة مثل الحب والعدل والجمال والأخلاق.

لماذا ندرس الفلسفة؟

  1. الفلسفة تقود الإنسان إلى إعمال العقل والتفكير في كل ما يحيط به من ظواهر بحثا عن الإجابات المناسبة المجردة، واستخدام الأسلوب النقدي عند التفكير.
  2. الفلسفة تعلم الإنسان آليات التفكير الحر بدون وجود أي خطوط حمراء أو مسلمات وثوابت، وذلك باعتبار أن كل شيء قابل للشك ولا يمكن إثباته إلا عبر استخدام العقل.
  3. الفلسفة تعلم الحوار فهي تفتح الطريق أمام إقامة مناقشات حقيقية باستخدام أساليب الحوار المنطقية والمستقلة والحرة، والإقناع عبر الحجج العقلية دون اللجوء إلى الحفظ والتسليم بشيء لا يمكن التفكير فيه.
  4. الفلسفة هي علم العلوم فقد عرف الفيلسوف اليوناني أفلاطون بأنها علم البحث عن حقائق الموجودات ونظامها المبدع بهدف الوصول إلى حقيقة الصانع، وهي أصل كل العلوم والمشرف عليها.
  5. الفلسفة تساعد الإنسان على استخدام مهارات التفكير وقواعد المنطق والتحليل للوصول إلى الحقيقة المجردة والشاملة والمعرفة الكاملة لجميع الأمور الكونية والقضايا الإنسانية الأساسية.
  6. لفلسفة تهدف بشكل أساسي إلى البحث عن إجابات أو حل المشكلات، عن طريق طرح الأسئلة التي تكون غايتها دائما هي معرفة الإجابات، حيث يصل الفيلسوف عن الإجابة من خلال تفكيره وبعد الشك في كل ما يعرفه والحقائق الثابتة، للوصول في النهاية إلى الحقائق اليقينية التي لا يمكن الشك في صحتها.
  7. تساعد الفلسفة على فهم الواقع والظواهر التي تحيط بنا وتقدير وجهات النظر المختلفة من خلال الحوار السليم واحترام الغير والاستماع لهم.
  8. الفلسفة تعمل على تكوين الآراء السليمة من خلال اتباع أسلوب التفكير الحر دون قيود أو مسلمات، وخارج حدود التقاليد المتعارف عليها، كما تعمل على تنمية وعي الأفراد بما يؤثر بشكل إيجابي على تنمية المجتمع، كما أنها فتحت الطريق نحو فهم اللغة ودراستها وفهم الآخرين.