لماذا نحتاج إلى تطبيق البلوكشين ؟

29 يناير 2024
تطبيق البلوكشين

نتحدث في هذا التقرير عن تطبيق البلوكشين إذ أنه في الأعوام الأخيرة التي مضت ، ضربت البيتكوين والعملات المشفرة على مستوى العالم، بما في هذا وطننا العربي، حيث صار جميع المستعملين يتحدثون عنها، واعتمدتها عدد كبير من دول العالم والبورصات والشركات.

حيث أننا سنقوم بإلقاء نظرة على التكنولوجيا التي تقف خلف تلك العملات التي جرى تشفيرها، وهي البلوكشين، أو سلاسل الكتل.

لماذا نحتاج إلى البلوكشين ؟

تخيل أن أحدًا اسمه خالد يعيش في جدة على سبيل المثال، ويرغب في أن يحول 50 دولارًا إلى شخص يدعى سمير الذي يعيش في مدينة الرباط، نقول إن الطريقة العادية والمعتادة في أداء هذا هي أن يقوم بالتوجه إلى أحد البنوك في المملكة العربية السعودية.

ويقوم بتحويل الأموال إلى حساب سمير، كما يكون في مقدوره تحويل الأموال من خلال وسيط مالي آخر، مثل باي بال، أو إحدى وكالات تحويل الأموال، مثل ويسترن يونيون.

تكمن الأزمة في تلك الطريقة، إنه إذا رغب هذا الشخص في تحويل مبلغ الـ 50 دولارًا، فسيكون عليه القيام بفع بعض المبالغ خلال عملية التحويل، حيث أن ذات الشيء نفسه قد يحدث للشخص المحول إليه المبلغ.

قد يكون عليه القيام بدفع بعض الرسوم لكي يقوم بسحب المبالغ المالية، بالإضافة إلى أن العملية كلها قد تستغرق بعض الأيام أيام حتى يتمكن سمير من الاستفادة من هذه الأموال، وبالإضافة إلى كل ذلك، هنالك مشكلة الخصوصية، حيث أن الطرف الثالث الذي يقوم بالتوسط بين خالد وسمير سيعرف العديد من المعلومات الشخصية عنهما، والتي لا دخل لها بعملية التحويل.

دعونا نفكر بشأن ما إذا كانت هناك طريقة أخرى لتحويل الأموال من شخص أو شركة إلى آخر  دون وجود أي وساطة أو تدخل من أي طرف آخر خارج عن العملية، ودون فرض أية  رسوم إضافية، كما أنها تتم فوريًا، وفوق كل ذلك، تكون المعاملة كلها محمية، ولا يحتاج طرفا العملية إلى أن يكشفا أي معلومات شخصية عنهما.

يعتبر ذلك أمرًا غاية في الروعة وإذا تحقق على أرض الواقع فإنه سيكون شيئًا إيجابيًا للغاية، لكن بفضل تطبيق البلوكشين أصبح أمرًا واقعًا وحقيقيًا.

المشكلة الأساسية التي حلتها البلوكشين

تكون الأزمة الرئيسية التي قام تطبيق البلوكشين بحلها هي مشكلة الثقة، ففي العالم الرقمي الذي نعيش، صار الناس يقومون ببيع وشراء أشياءهم عن بعد، وصارت هناك حاجة إلى القيام بتحويل الأموال، سواء من أجل التجارة الرقمية، أو المعاملات المباشرة، كما صار عدد كبير من الحكومات والإدارات تقوم بتقديم خدماتها للمواطنين من خلال الشبكة العنكبوتية.

ونسأل هنا، كيف السبيل إلى معرفة الشخص الذي تدعيه حقا؟ وكيف نقوم بالتحقق من كونك تملك الصلاحيات اللازمة لكي تفعل ما تحاول القيام به، وفي الأيام التي مضت كان الناس يقومون ببناء الثقة ببعضهم البعض من خلال المعاملات المباشرة.

أما اليوم، فالثقة في العالم الرقمي منقوصة جدًا حيث لا يرى الناس الأشخاص الذين يتعاملون معهم، ومن ثم كان لزامًا على الجميع إيجاد آلية لإثبات الهوية (المصادقة) والتحقق من الصلاحيات (التخويل).

وبفضل استعمال تطبيق تطبيق البلوكشين، صار الوفاء بهذين المطلبين أمرًا واقعيًا وممكنًا للغاية، بالإضافة إلى أن المستعملين لن يقومون بالمشاركة إلا القدر الضروري من معلوماتهم الشخصية لإجراء المعاملة كما أن تقنية البلوكشين ظهرت للمرة الأولى في سنة 1991 على يد ستيوارت هابر وسكوت ستورنيتا وهما باحثان أرادا تقديم نظام لا يمكن اختراقه للوثائق المتزامنة.