كيف يكون العلاج السلوكي المعرفي ناجحا؟

29 يناير 2024
العلاج السلوكي المعرفي

كيف يكون العلاج السلوكي المعرفي ناجحا؟ العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أنواع العلاج النفسي ويتم بشكل منظم في وقت محدد من خلال عقد جلسات عدة محددة مسبقا يحاول فيها الطبيب النفسي مساعدة المريض حتى يصبح أكثر وعيا للأفكار السلبية التي ندور بذهنه ولكي يستطيع مواجهة المشاكل والمواقف الصعبة بطريقة جيدة.

العلاج السلوكي المعرفي

إن العلاج السلوكي المعرفي مهم للغاية لجميع المرضى النفسيين سواء إن كانوا يعانون من الاكتئاب أو اضطراب مابعد الصدمة أو اضطراب الأكل فالكل يستفيد من ذلك العلاج ويمكن أيضا لغير المرضى أن يستفيدوا منه حيث أنه يساعد في مواجهة مواقف الحياة بشكل عام.

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على النموذج الإدراكي حيث يقوم على طريقة استقبال الفرد لحدث معين يرتبط برد فعله بشكل أكبر من التركيز على العلاج النفسي على الحدث  كما يحاول مساعدة الشخص على تغير الأفكار الغير مفيدة وسلوكه إيجابيا لينعكس على مزاجه ومن ثم تصرفاته وعمله.   

يعتبر هذا العلاج طريقة للحديث عن شعور الإنسان تجاه نفسه وتجاه الاخرين والمحيطين به وتجاه العالم كله لأنه يركز على الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المرء في الوقت الحاضر بدلا من التركيز على الأسباب الماضية التي من الممكن أن تكون سببا في إصابة الشخص بمرض نفسي مما يحسن حالة المريض العقلية. 

خطوات العلاج السلوكي المعرفي 

  • لهذا العلاج مجموعة من الخطوات منها تحديد المشاكل التي يعاني منها المريض فمن الممكن أن يكون سبب المشكلة التي يعاني منها المريض الطلاق أو الغضب أو الحزن أو أعراض يعاني منها المريض كجزء من الإصابة بمرض عقلي ويقوم الطبيب النفسي حينها بتحديد المشاكل والأهداف التي يجب على المريض التركيز عليها بواسطة المعالجة المعرفية السلوكية. 
  • والخطوة الثانية هي توعية المريض تجاه أفكاره ومعتقداته ومشاعره فعندما يقوم المريض بتحديد المشكلة التي يعاني منها يساعد ذلك الطبيب في مشاركة أفكاره وتغيرها بطريقة إيجابية ويتضمن ذلك مراقبة الحديث الشخصي الذي يرويه المريض عن تجربة معينة ومراقبة تفسيره لمواقف ومعتقدات شخصية معينة حدثت له أو حدثت لاخرين 
  • والخطوة الثالثة هي تحديد الأفكار الغير صحيحة والسلبية لمساعدة المريض على تحديد طريقة تفكيره والسلوك الذي ساهم في المشكلة وهنا يحث الطبيب النفسي المريض على الانتباه إلى ردات الفعل العاطفية والجسدية والسلوكية التي يتخذها في المواقف المختلفة التي ربما يتعرض لها 
  • والخطوة الرابعة هي إعادة تشكيل الأفكار السلبية وفي ذلك الخطوة يشجع الطبيب النفسي المريض على توجيه سؤال لنفسه عن الأساس الذي يبني عليه وجهة نظره وهل هي على حق أم مجرد تصورات غير دقيقة وليس لها أي أساسا من الصحة وهذه الخطوة صعبة للغاية على المريض لأنه ربما يكون اعتاد التفكير منذ فترة طويلة بطريقة سلبية تجاه نفسه وحياته ولكن مع التدريب والممارسة يتغير سلوكه وتفكيره  بطريقة إيجابية.   

أسباب استخدام العلاج السلوكي المعرفي 

يستخدم العلاج السلوكي المعلافي لعلاج فئة كبيرة من الأمراض ويتم تفضيل هذه الطريقة من العلاج نظرا لأنها منظمة ويحتاج خلالها المريض إلى أقل جلسات  للمعالجة مقارنة بباقي العلاجات النفسية كما أن هذا النوع من العلاج يساهم في معالجة تحديات بعينها على سبيل المثال يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يعالجح التحديات العاطفية وأعراض الأمراض العقلية ومنع الانتكاسة بظهور أعراضها ويساعد أيضا في التخطي من أمراض طبية أخرى والسيطرة على أعراض الأمراض المزمنة واجتياز حالات الحزن والفقدان  ويمكن للعلاج السلوكي أن يعالج الاضطرابات الجنسية واضطرابات النوم والاكتئاب واضطراب ثنائي القطب واطضرابات الأكل واضطرابات الوسواس القهري واضطرابات القلق والرهاب واضطرابات تعاطي المخدرات والفصام ويمكن الاستفادة من هذا العلاج بشكل كبير للغاية عند استخدامه مع العلاجات الأخرى كالأدوية المضادة للاكتئاب.  

مدة العلاج السلوكي المعرفي 

إن العلاج السلوكي المعرفي يكون لفترة قصيرة ويتم فيه مناقشة عدد الجلسات التي يحتاجها المريض مع الطبيب النفسي ولكن عادة تكون من 10 ل 20 جلسة ويتم تحديدها بناءا على عوامل كثيرة أهمها نوع الاضطراب أو المرض الذي يعاني منه الشخص وشدته إلى جانب المدة التي يعاني منها المريض مع مرضه ويؤثر أيضا مدى التقدم في الحالة على مدة العلاج إلى جانب التوتر الذي يمر به الشخص ومدى الدعم الذي يتلاقاه من أصدقاءه وأفراد عائلته والمقربين حوله.

نصائح للاستفادة من جلسات العلاج السلوكي 

  • إن نسبة الاستفادة من العلاج السلوكي المعرفي ليست متفاوتة بين الجميع ومن أجل تحقيق استفادة كبيرة يمكن أن يتبع الشخص مجموعة من النصائح أهمها مشاركة المريض بطريقة فعالة في العلاج مع الطبيب النفسي وصدقه فيما يقوله حيث يعتمد نجاح هذا العلاج بشكل كبير على رغبة المريض في مشاركة مشاعره وأفكاره دون حرج 
  • من النصائح الهامة التي يجب على المريض اتباعها في ذلك العلاج أيضا هو أن يكون متقبلا لرؤى وطرق جديدة لنجاح العلاج 
  • الإلتزام بالخطة العلاجية التي وضعها الطبيب من أهم الأسباب لنجاح العلاج السلوكي المعرفي لأن عدم الالتزام بها سيؤدي لعرقة التقدم فيها 
  • أداء الواجبات التي يوكلها المعالج النفسي للمريض بين الجلسات العلاجية لأنها تساعد في ممارسة ماتعلمه خلال الجلسات 
  • عدم انتظار نتائج فورية لأن العمل على المشاكل العاطفية قد يكون مؤلما لدى المريض وربما يشعر المرء بسوءا كبير خلال الجلسات العلاجية التي يتم أخذها في البداية لأن حينها تكون هناك مواجهة بين الماضي والحاضر الذي يعاني منه الشخص لذا يحتاج المرء لأكثر من جلسة ليشعر بالتحسن   
  • إذا خضع المريض لجلسات كثيرة ولم يلق تحسن إطلاقا فمن الضروري أن يخبر طبيبه بذلك فحينها يجب اتخاذ بعض القرارات المشتركة بين المريض والمعالج بإجراء مجموعة من التعديلات أو إجراء تغيرات على الخطة العلاجية.