كيف مات الجاحظ؟

22 يناير 2019
كيف مات الجاحظ؟

كيف مات الجاحظ ؟ سوف نتطرق في هذا التقرير إلى كيفية وفاة الأديب العربي الكبير الجاحظ، وذلك بعد ان تطرقنا في سلسلة مقالات سابقة إلى التعريف بالجاحظ، والتحدث عن نشأته ومولده، وكذلك أبرز السمات التي كونت شكل وهيئة الجاحظ، ولم نكتفي بهذا بل تطرقنا أيضًا إلى منهجة العلمي وثقافته والعوامل التي كانت لها بالغ الأثر في تكوين فكره وأدبه الذي أثرى به التراث الأدبي العربي. ولواقعة وفاة الأديب العربي العباسي قصة شهيرة ومثيرة سوف نتطرق لها خلال السطور القادمة:

تقافة الجاحظ وحبه للقراءة

الجاحظ قد عُرف عنه منذ الصغر شغفه الشديد وولعه بالقراءة والمطالعة، الصفة التي كانت لها نصيب الأسد في التأثير الإيجابي على فكر وثقافة الجاحظ. ويقال أن حبه الشديد للقراءة وسهره الليالي الطوال في المطالعة كان سبب خوف والدته عليه وإزعجها ذلك الشغف الشديد لدى الجاحظ للقراءة والمطالعة، حيث كان يتوجه منذ صغره إلى دكاكين الوراقين وقد يضطر للمبيت بها حتى يتثنى له إنهاء مطالعته لكتاب ما.

طرق الجاحظ كل أبواب العلم الثقافة عن طريق القراءة والمطالعة الشرهه التي لا تتوقف، وكذلك عن طريق حضور كافة حلقات العلم في المساجد التي كان يقوم عليها كبار العلماء في بلدته حين الوقت فأتقن الجاحظ اللغة العربية وعلم النحو وعلم الكلام وغيره من العلوم التي تعلمها على يد كبار وواضعي تلك العلوم آنذاك.

كيف مات الجاحظ ؟

كيف مات الجاحظ ؟ ظهر عدد من الروايات المختلفة حول الطريقة التي مات بها أديبنا العربي الشهير الجاحظ الذي عاش خلال العص العباسي من تاريخ الدولة الإسلامية، ولكن قصة موته حكاية في شدة الإثارة تشير وتدل على مدى حب الكاتب وتعلقه الشديد بالقراءة والمطالعة والتردد على المكتبات ومجالس العلم والأدب.

حيث ذهبت رواية من الروايات الأكثر انتشارًا عن الجاحظ أنه مات مدفونًا بالكتب بعدما كان يجلس في مكتبه يطالع كتاب ما إذ وقع عليه رف كبير من الكتب حتى وافته المنية وهو يطالع الكتب، وذلك في العام عام 255 هـ / 869 م في مدينة البصرة في العراق.

وذهبت الراويات الأخرى حول موت الجاحظ أنه في أيامه الأخيرة تعرض لمرض شديد، حيث قيل أنه بالفالج، وهو إصابته بشلل دماغي حرمه من الحركة والانتقال وهو ما أثر على استكمال رحلته الأدبية التي بدأت منذ الطفولة.

وقد أجبر هذا المرض الأديب العربي الجاحظ على ملازمة الفراش دون التحرك منه أو الخروج خارج منزله وقد حاول الجاحظ أن يتحدى المرض في البداية ويحافظ على استكمال مشواره الأدبي إلا أن المرض انتصر عليه في النهاية حتى وافته المنية وهو في عمر التسعين.

أهم من تتلمذ على يدهم الجاحظ

تتلمذ الأديب العباسي الجاحظ خلال طفولته الأولى على يد عدد من أئمة وشيوخ البصرة في علوم اللغة والأدب والنحو، حيث التهم منهم قراءة القرآن الكريم، وكذلك قواعد ومبادئ اللغة العربية، ومن بينهم هؤلاء الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم آنذاك أبي عبيدة، مؤلف كتاب نقائض جرير والفرزدق، الذي كان له عظيم الأثر في تعلم الجاحظ اللغة العربية وآدابها، ودرس الجاحظ كذلك وفهم علم النحو على يد الأخفش، وتتلمذ كذلك على يد الأصمعي، إبراهيم بن سيار البص، الذي كان له الفضل في تعلم الجاحظ علم الكلام.