قصة صلاح الدين الأيوبي

29 يناير 2024
قصة صلاح الدين الأيوبي

تعتبر قصة صلاح الدين الأيوبي فصل من أهم فصول كفاح المصريين ضد الاحتلال الأجنبي عبر تاريخه، وقد جاءت القصة بالتفصيل ضمن كتاب “كفاح شعب مصر” المقرر على الصف الثاني الإعدادي، وسوف نقدم لكم في هذا الموضوع ملخص لأهم ما جاء في قصة صلاح الدين الأيوبي وحربه ضد الصليبيين وتحرير بيت المقدس.

قصة صلاح الدين الأيوبي

هو الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين التكريتي الأيوبي، المولود في مدينة تكريت بالعراق عام 532هـ / 1138م، وتوفي في دمشق عام 588هـ / 1193م، وهو واحد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ وقد قاد الجيش الإسلامي في حربه ضد الصليبيين ونجح في هزيمتهم في معركة حطين واستعادة بيت المقدس بعد احتلال دام 91 عام.

يعتبر الناصر صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية، بعد أن نجح في القضاء على الدولة الفاطمية قي مصر والتي استمرت قائمة على مدار 262 عام، وقد نجح في توحيد مصر والشام وبلاد الحجاز واليمن والعراق تحت راية واحدة، كما استعاد الولايات اللبنانية وفلسطين من أيدي المحتل الصليبي.

فتح مصر والقضاء على الدولة الفاطمية

جاءت الحملات الصليبية من كل أنحاء أوروبا وبدأت في احتلال الدول العربية وبلاد الشام وآسيا الصغرى وعلى رأسها بين المقدس، واستمرت حملات الصليبيين قرابة قرنين من الزمان، إلى أن قررت دول أوروبا الخروج في حملة لاحتلال مصر.

وكانت مصر في ذلك الوقت تحت حكم الدولة الفاطمية، وقد علم صلاح الدين الأيوبي الذي تولى حكم مصر مؤخرا بعد وفاة أسد الدين شيركوه، بقدوم حملة تضم جيوشا من بريطانيا والنمسا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية لغزو مصر، فقرر جمع جيشه والخروج لمقابلة الجيوش الأوروبية في دمياط ونجح في هزيمتهم ومطاردتهم بمساعدة أهالي دمياط بعد حصار دام 50 يوم.

بعد انتهاء الحملة الصليبية على مصر توفي الخليفة الفاطمي “العاضد لدين الله”، وأصبح صلاح الدين هو الحاكم الفعلي لمصر دون منافسة، وأعلن انتهاء الدولة الفاطمية وعودة مصر تحت راية الدولة العباسية ودعت المساجد للخليفة العباسي “المستضيء بأمر الله”.

معركة حطين وتحرير بيت المقدس

بعد أن وطد صلاح الدين حكمه في مصر خرج بجيشه إلى الشام وبرقة والعراق وضمها إلى حكمه، كما أحبط تمرد في اليمن وضمها إلى سيطرته وأعلنت بلاد الحجاز الإنضمام إلى سلطة صلاح الدين الأيوبي، الذي كان قد اعلن إقامة الدولة الأيوبية والاستقلال عن الدولة العباسية في أعقاب وفاة “نور الدين زنكي” عام 1174م.

بدأ صلاح الدين في جمع جيش قوي وأخذ ينتظر الفرصة المناسبة لمهاجمة الصليبيين وتحرير الأراضي الإسلامية الخاضعة لهم وأهمها بيت المقدس، وذلك ردا على الفظائع والمجازر التي قام بها الصليبيين هناك، وجاءت تلك الفرصة عندما اعترض “أرناط” أمير الكرك على قافلة تجارية تابعة لصلاح الدين ونقض المعاهدة بينهم وذلك بسبب خلافات قديمة.

نادى صلاح الدين في المسلمين في جميع أنحاء الدولة الإسلامية بالجهاد لتحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين، وخرج بجيشه إلى مدينة البصرى في مكان يطلق عليه قصر السلامة، وجهز جيشه هناك حتى الإعلان عن موعد بداية الجهاد وقتال الصليبيين.

سار صلاح الدين باتجاه بيت المقدس وفتح كل القلاع التي قابلها في طريقه ومن أهمها عكا وحيفا وصيدا والكرك والشوبك وطبريا وهناك التقى بجيش الصليبيين في موقعة “حطين” يوم السبت 25 ربيع الثاني 583هـ / 4 يوليو 1187م، وانتصر صلاح الدين بعد معارك ضارية بين الجيشين.

بعد فتح بيت المقدس أحسن صلاح الدين معاملة الأسرى وطلب منهم مغادرة المدينة في غضون أربعين يوما على أن يدفع كل رجل 10 دنانير ذهبية، وكل امرأة 5 دنانير ذهبية، كما يدفع عن كل طفل دينار واحد، وسدد صلاح الدين الجزية عن الفقراء والغير قادرين منهم، وأظهر تسامحا كبيرا معهم حتى خروجهم من المدينة.