تعتبر قصة سيل العرم من الحكايات التي ذكرت في القرآن الكريم والتي تحدثت عن أخبار الأقدمين، وذكرت القصة لكي يتعظ منها الناس وهي من الأحداث التي حدثت بين نبي الله هود والقوم الكافرين، وتعتبر القصة من العلامات التاريخية العظيمة التي وردت في القرآن الكريم، حيث أن القرآن لا يعد كتاب ديني فقط، بل كتاب تناول أخبار الأمم والممالك السابقة بطريقة صحيحة وواضحة لم تسردها باقي الكتب الأخرى سواء الدينية أو التاريخية.
قصة سيل العرم للأطفال
ذكرت قصة سيل العرم في سورة سبأ، كان سيل العرم هو عذاب قوم سبأ الذين سكنوا في جنتين وكانت هذه الأرض خصبة أخرجت له ما يريدون من محاصيل ونباتات، وقيل أن قوم سبأ عاشوا في منطقة اليمن وكانوا يعتمدون في كسب رزقهم على الزراعة نظرًا لخصوبة الأراضي من حولهم، كان قوم سبأ في البداية يعبدون الله تعالى ويتقربون إليه بالأعمال الصالحة، وكانت هناك مياه عذبة قريبة منهم ساعدت في كثرة المواشي، كما أن المياه ساعدتهم في التنقل بالسفن وازدهار التجارة.
وادي العرم
وصف لنا التاريخ قوم سبأ حيث كانوا يعيشون بين منطقتين وقيل بين جبلين عظيمين، وكان هناك واد يطلق عليه اسم واد العرم، كانت المياه تتجمع بشكل طبيعي في هذا الوادي، أقام قوم سبأ سد مآرب وكان كبير يساعدهم في التحكم بالمياه، وزادت قوة سبأ بين البلاد، ومع مرور الوقت بدأ الناس ينشغلون بالتجارة ويبتعدون عن أمر الله تعالى، عبد بعض القوم منهم الشمس، وسلط الله تعالى القوارض وأحدثت ثقوب في سد مآرب.
سيدنا هود
لم تبدأ قصة سيل العرم إلا بعد أن أرسل الله سيدنا هود إلى قوم سبأ، لأن الله تعالى أخبرنا أنه لا يعذب قوم إلا بعد أن يرسل فيهم رسول، كان قوم سبأ يعبدون الشمس ومنهم من عبد القمر، وبعضهم عبدوا كوكب الزهرة، كما اتجهت طائفة منهم إلى عبادة حيوان الوعل لأنه يرمز إلى الزهرة، وقررت طائفة أخرى أن تعبد الأصنام، جاء سيدنا هود يدعوهم إلى عبادة الله وحده ويخبرهم أن أجدادهم كانوا موحدين بالله، لكنهم كذبوا هود وأصروا على الكفر، بل تحدوا سيدنا هود وقالوا له عجل لنا العذاب.
أنهيار السد
قصة سيل العرم بدأت عندما أبتعد قوم سبأ عن عبادة الله والشرك به، حيث أخدت القوارض تباشر عملها في ثقب السد وهكذا بدأت المياه تتسلسل من داخل سد مآرب إلى خارجه، وعندما وقع عليهم العذاب بسبب الإصرار على الكفر، انهار السد بصورة كلية، وكانت بداية العذاب هي فساد المحاصيل الزراعية، كما أثر السد على خصوبة التربة بشكل كامل وأصبحت غير صالحة للزراعة، وبعد ذلك جاء سيل العرم فأهلك القرية التي كانوا يعيشون بها وأهلك السيل الكافرين.
الدروس المستفادة
الحكمة المستفادة من قصة سيل العرم أن لا يصر الإنسان على الكفر، وأن لا يشرك بالله تعالى لمجرد أنه نشأ على ديانة معينة، بل عليه أن يستخدم عقله ويستمع للصالحين، لأن الإنسان يمكن أن يتوصل بعقله أن هذا الكون العظيم من صنع الله وحده لا شريك له، وإذا أنعم الله تعالى على الإنسان عليه أن يشكر الله على هذه النعم.
