قصة سد مأرب

29 يناير 2024
قصة سد مأرب

نذكر قصة سد مأرب من خلال هذا المقال عبر موقع المصطبة حيث يُعد سد مأرب من أكبر السدود التي توجد في شبه الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله 577 متراً، كما يمتد بعرض 915 متراً، وهو يقع في مدينة مأرب في اليمن وهذه المدينة كانت تُسمى قديماً بمملكة سبأ التي حكمتها الملكة بلقيس في عهد النبي سليمان عليه السلام، لذلك فإن سد مأرب له جذور تاريخية عميقة تمتد إلى آلاف السنين، وقد بُني السد بشكل يسمح بالإحتفاظ بمياه السيول ثم التخلص منها بطريقة طبيعية عبر بوابات تسمح بالتخلص من السيول في مجرى مائي، إليكم الآن قصة سد مأرب والغرض من بناء سد مأرب.

قصة سد مأرب

لقد بُني سد مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد تم تحديد زمن بناء السد من عمر الأحجار والصخور المصنوع منها السد، وترجع هذه الفترة إلى حُكم علي ينوف لمملكة سبأ، وقد تم بناء سد مأرب من الصخور التابعة للجبال التي تتواجد في المنطقة المحيطة بهذا السد، وذلك بسبب طبيعة المنطقة التي يتواجد فيها السد، حيث إنها طبيعة جبلية إذ يقع السد بين جبلي البلق الشمالي والبلق الجنوبي أو يُطلق عليه أيضاً البلق المتوسط.

وكانت تلك المنطقة قديماً ما تتعرض للعديد من الظواهر الطبيعية مثل السيول والزلازل والكثير من العوامل البيئية الأخرى، لذلك كانت فكرة بناء السد لتوفير المياه لسكان اليمن ولسقاية المزروعات والنباتات والحيوانات أمراً ضرورياً للغاية حتى يحصلون على المياه التي تكفيهم، وبالفعل كان السد يكفي حاجة سكان اليمن، ولكنه تعرض للترميم عدة مرات نتيجة للزلازل المتتالية التي تتع ض لها هذه المنطقة، وآخر ترميم للسد كان على يد أبرهة الحبشي حين كان وحالياً على اليمن بعد غزوها وإحتلالها.

كيفية بناء سد مأرب

كان بناء سد مأرب من الأشياء التي ينحني لها الإنسان احتراماً وتقديراً، فعظمة المعمار والهندسة جعلت من سد مأرب تحفة معمارية غاية في الجمال والروعة، حيث بدأ المهندسون من الحُميريين في معاينة الأرض التي سوف يتم بناء السد عليها، فتلك الأرض تتمتع ببنية تحتية قوية جعلت من السد مبنى تاريخياً موجوداً حتى وقتنا هذا، حيث بدأوا أولاً برص الصخور الجبلية على طول السد والذي أقيم عند مخرج السيل على شكل زاوية منفرجة.

تم بناء السد باستخدام الجبال المحيطة بهم بالنحت في صخور هذه الجبال وإخراج الحجارة منها لبناء السد، كما تم تثبيت الحجارة بعضها ببعض عن طريق الجبس، ليس ذلك فحسب، بل أن من قاموا ببناء السد أقاموا الثقوب في الأحجار وصبوا بها النحاس المختلط بالرصاص في حالة ذائبة لكي يجف ويأخذ شكل ثقوب الأحجار حتى يضمن للسد تماسكاً لا مثيل له، ولكن تعرضت اليمن إلى عدد من العوامل الأمنية مما جعل السد يتم إهماله على مر العصور، وتعرض السد إلى الكثير من الزلازل والسيول مما جعل البناية تقل قوتها نسبياً، لذلك تم ترميمه عدة مرات.

وسد مأرب يروي مساحة تبلغ 98 كيلومتراً حوله، وهو يصب في 7 أنهار، حيث يمنحهم الارتفاع الدائم وضمان لجريان المياه فيهم بشكل مستمر نتيجة لطبيعة منطقة السد التي تحدث بيها السيول الغزيرة فتجمع مياه السيول وتصب في الأنهار السبعة بطريقة إبداعية، وتجدر الإشارة إلى تعرض سد مأرب حديثاً لبعض الانهيار الجزئي نتيجة الأحداث القائمة في اليمن في الفترة الماضية، إذ تم قصف السد أثناء قيام طائرات التحالف بمقاومة الحوثيين، وما زالت عمليات ترميم سد مأرب قائمة حتى يظل يروي الأنهار السبعة.