قصة النبي شعيب مختصرة للأطفال

29 يناير 2024
قصة النبي شعيب

قصة النبي شعيب حدثت في أهل مدين وهم مجموعة من الأعراب كانوا يعيشون في أرض معان، ومعان منطقة تقع الآن في حدود الشام، وكان أهل مدين مشركين بالله كانوا يعبدون الأيكة وهي عبارة عن واحة كبيرة كانت تحتوى على الزرع والشجر، وكانوا أهل سوء حيث كانوا يتلاعبون بالمكيال يبخسون الناس حقوقهم وصار هذه عادة حتى أصبح كل تجار مدين يتبعون نفس هذا السلوك السيئ.

قصة النبي شعيب

أرسل الله تعالى النبي شعيب الحكيم إلى أهل مدين، وكان معروف في قومه ببلاغة اللسان وبالحكمة والمعرفة، دعا شعيب عليه السلام قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأوثان ولا تبخسوا الناس حقوقهم، كذلك لا يغشون في السلع مثل تزويد اللبن بالماء أو البهارات بحبات من الرمل لكي يربحوا أكثر، طلب أن يعطي كل تاجر للناس حقه، ولكن قابل أهل مدين النبي شعيب بالسخرية والاستهزاء من كلامه.

أهل مدين

قال أهل مدين إلى شعيب: هل الصلاة التي تؤديها ليل نهار تأمرك أن نترك ما كان يعبد أبائنا منذ زمن بعيد أو تتحكم في أموالنا، نحن أحرار نفعل في أموالنا ما نريد، هناك وجد أهل شعيب أن الدين لا علاقة لها بالتجارة أو المعاملات المالية، وفصلوا بين الدين وبين الحياة العامة، مع أن الدين في الأساس يأتي لكي ينظم للناس حياتهم ويساوي بالعدل بين الجميع.

قصة النبي شعيب في مدين

كان النبي شعيب يسير على نفس الدرب الذي صار عليه النبيين من قبله وهو دعوة الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، وبعد أن أعترض أهل مدين بشدة على تدخل الدين في تنظيم المعاملات المالية وشؤون التجارة، اعترضوا أيضًا على ترك عبادة الأوثان، ويذكر لنا التاريخ أن أهل مدين كانوا بارعين في البناء وكانوا ينحتون بيوتهم في الجبال، ولكن كان هناك الكثير من الفقراء، بمعنى أن المجتمع ينقسم إلى فئتين فئة شديدة الثراء وفئة شديدة الفقر.

إصرار مدين على الكفر

أستمر النبي شعيب في دعوة قومه للدين الحنيف الذي يأمرهم بالتوحيد، ولكنهم رفضوا وأعرضوا، لم ييأس النبي شعيب ولم يمل من قومه بل أستمر في دعوتهم وكان يريد الصلاح والفلاح لهم، حذرهم النبي من عنادهم وأصررهما على الكفر، وأن عذاب الله تعالى قريب منهم، ولكنهم سخروا وقالوا له: أرني عذاب الله إن كانت صادق، وكان هذا التحدي والإصرار على الكفر سبب في هلاكهم.

هلاك أهل مدين

انتهت قصة النبي شعيب والقليل الذين آمنوا من أهل مدين بأن نصر الله تعالى نبيه والمؤمنين، حيث دعا النبي شعيب على قومه أن ينصره الله عليهم، واستجاب الله له، فجاء يوم كان الحر في شديد، وكان الماء والتلال والأشجار لم تمنعهم من هذا الحر، وجاءت سحابة وظن أهل مدين أنها تحمل المطر والخير، ولكن بمجرد أن أحتموا أسفل هذه السحابة حتى أمطرت عليهم الشرور واللهب أهلكتهم جميعًا.