غلاء المهور وأثره في تأخر الزواج

29 يناير 2024
غلاء المهور وأثره في تأخر الزواج

سنعرض في هذا المقال مشكلة غلاء المهور وأثره في تأخر الزواج حيث تعتبر هذه المشكلة من أبرز المشاكل التي تنتشر داخل مجتمعاتنا، وتمثل عائقا كبيرا أمام الشباب الذي يرغب في الاستقرار وتكوين أسرة.

غلاء المهور وأثره في تأخر الزواج

والزواج هو الطريقة الشرعية التي يتمكن الرجل والمرأة من خلالها إشباع الغرائز والرغبات المختلفة مثل الأمومة والأبوة والاستقرار، فقد شرعه الله سبحانه وتعالى للحفاظ على النسل، والاستمرار في خلافة الأرض وعمارتها، كما رغبت السنة النبوية في الزواج وشجعت الشباب عليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.

ومن هذا كمنطلق أهمية الزواج بالنسبة للشباب فقد طالب الإسلام الأهالي وأولياء الأمور بعدم المغالاة بالمهور والتيسير على الشباب، ما يجعل المجتمع خاليا من العديد من المشاكل التي نجدها بارزة في المجتمع كالعنوسة وانحراف الشباب وانحلال الأخلاق.

تأخر الزواج

  • من أهم المشاكل التي تبرز بشكل واضح في مجتمعاتنا العربية مشكلة تأخر الزواج والتي يعد السبب الأساسي في حدوثها غلاء المهور والمبالغة في مطالب الزواج، ومن الآثار التي تتركها مشكلة غلاء المهور ما يلي:
  • عزوف الشباب عن الزواج وتأجيله لسن متأخرة حتى يتمكن من توفير المهر المطلوب وتكاليف الزواج الأخرى.
  • ومن الظواهر الخطيرة التي نلاحظها في المجتمع ارتفاع نسبة العنوسة لما له من نتائج كارثية.
  • كما يتسبب غلاء المهور في حرمان الشباب من تفريغ عواطفهم ومشاعرهم فيضطر البعض للجوء إلى ما حرم الله.
  • ومما يعمل على زيادة تكاليف الزواج، العادات والتقاليد الغريبة التي ترسخت في مجتمعاتنا، حيث يعمل الكثير من الأهالي على إثقال كاهل الشباب بمتطلباتهم المبالغ فيها.
  • ومن الآثار التي يتركها تأخر سن الزواج بسبب غلاء المهور والتي لم يلاحظها العديد، زيادة الفرق العمري بين الأب والأم وبين أولادهما، مما يجعل الكثير من الرجال يقضي مع أولاده فترة الشيخوخة فقط، ولا يقضي معهم شبابه.

القضاء على غلاء المهور

  • العمل على إيصال الفكرة إلى كل بيت لكي يدرك خطورة الأمر على المجتمع، وهذا من خلال استخدام جميع الوسائل التي يمكن استخدامها لتلعب دورها في التوعية، فيمكن استخدام المدارس والجامعات والمساجد وجميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل الفكرة إلى كل فرد في بيته.
  • مساندة جميع الجمعيات الخيرية التي تهتم برعاية شئون الشباب وتشجيعها على إقامة أفراح جماعية.
  • تحديد أعلى سقف للمهور، عن طريق بذل أقصى الجهود لعمل مواثيق شرف رسمية أو كأعراف مجتمعية تحدد ذلك، وإلغاء كافة العادات التي تطالب العريس بتحمل أعباء مالية ثقيلة مثل الحفلات وقاعات الزفاف.
  • تقديم برامج التوعية الفكرية التي تدعم الشباب ماديا ونفسا ومعنويا، لتطوير فكرهم وتنمية قدراتهم، وتأهيلهم لمواجهة المشكلات ومحاولة حلها دون اللجوء للمعاصي.
  • وفي الختام لابد من إدراك أن هذا الموضوع قد أدى بالفعل إلى وقوع العديد من الكوارث التي لا تعد ولا تحصى، ويجب على الحكومات ورجال الأعمال إدراك تلك الخطورة والعمل على الحد من هذا الأمر لإنقاذ الشباب الذي هو أساس المجتمعات من الضياع والهلاك.