غاندي .. دعوات الاستقلال والتسامح اغتالها الهندوس

29 يناير 2024
المهاتما غاندي
المهاتما غاندي

يعد “موهانداس كرمشاند غاندي” أو كما هي شهرته في العالم “مهاتما غاندي”، مثالًا للزعيم السياسي الداعي للاستقلال وحصول الشعب على حقوقه، والقديس الداعي للتسامح.

مولد ونشأة مهاتما غاندي

ولد غاندي بالهند في أكتوبر عام 1869م، وتوفي في عام 1948، ويعد الزعيم الروحي للهند حيث يعد أبرز المساهمين في حصولها علي الاستقلال، حيث قام بتأسيس حركة للعصيان المدني تقوم على عدم استخدام العنف بشكلٍ كامل وهي الفكرة الملهمة لحركات التحرر في العديد من دول العالم.

ويعني لقب “مهاتما” الذي حصل عليه غاندي باللغة السنسكريتية “الروح العظيمة”، وتمّ تكريمه في الهند كما لقب بأبو الأمة، وتقديرًا له يحتفل الهنود بيوم ميلاده ويعتبرونه عطلة رسمية، كما يسمي يوم مولده عالميًا باليوم الدولي للاعنف.

 رؤية غاندي ومبادئه

كان غاندي يعمل محاميًا في المناطق الجنوبية بجنوب أفريقيا، واستطاع خلال فترة إقامته هناك تأسيس حركته المدنية ليعود بعدها للهند في عام 1915 ويقود الاحتجاجات المنظمة في المدن بمساعدة الفلاحين والمزارعين والعمال، للتخفيف من معدل الفقر وحصول المرأة على حقوقها.

كما كانت أبرز مبادئ غاندي وضع حدًا للعنصرية، والاستقلال السياسي والاقتصادي، وقاد في عام 1930 حركة احتجاجية ضد بريطانيا نتيجة فرضها ضريبة على الملح، فقاد مسيرة باسم مسيرة الملح داندي، قضى على إثرها بضعة سنين في السجون داخل الهند وجنوب أفريقيا.

ويعرف عن غاندي أنه كان لا يأكل اللحوم ويعتمد على النباتات، وكان من صفاته التواضع والاعتماد على الذات، ولذلك كان لبسه دائمًا من التراث الهندي وهو عبارة عن دوتي وشال، وهي مطرزات هندية تقليدية.

أصبح غاندي شخصیةً بارزة في حركة استقلال الهند، فقد دعا المسؤولين الحكوميين إلى التوقف عن العمل لصالح التاج البريطاني، كما دعا الطلاب إلى التوقف عن الذهاب إلى المدارس الحكومية، والجنود إلى مغادرة مواقعهم والمواطنين إلى إیقاف دفع الضرائب وشراء السلع البریطانیة في حملة مقاطعةٍ شاملة.

بدأ غاندي باستخدام عجلة الغزل المحمولة لإنتاج ملابسه الخاصة حتى لا يحتاج للملابس البريطانية، وأصبحت هذه العجلة رمزًا للاستقلال الهندي والاعتماد على الذات، ثم تولى غاندي قیادة المجلس الوطني الهندي ودعا إلى سیاسة اللاعنف وعدم التهاون من أجل تحقیق الحكم الداخلي.

إنجازات غاندي في جنوب أفريقيا

نجح غاندي في زيادة ثقة الهنود المهاجرين بأنفسهم وزيادة المستوى الأخلاقي لديهم، كما أسس صحيفة “الرأي الهندي” للترويج لمبدأ اللاعنف، وأنشأ حزب سياسي مهمته دعم حقوق العمال الهنود ومحاربة جميع القوانين التي تنص على حرمان الهنود من التصويت والانتخاب، كما عمل على القضاء على المرسوم الآسيوي الذي كان يفرض على الهنود التسجيل في سجلات معينة وإلغاء تحديد هجرة الهنود إلى مناطق جنوب أفريقيا، كما أنه دعم قانون تثبيت الزواج من غير المسيحيين.

ورغم دعوات التسامح ودعم الاستقلال الهندي التي أطلقها غاندي، فقد تم اغتياله بإطلاق الرصاص عليه من جانب هندوس متعصبين في عام 1948، ليرحل عن عمر 78 عامًا.