شاعر العامية عبد الرحمن الأبنودي

29 يناير 2024
شاعر العامية عبد الرحمن الأبنودي

عبد الرحمن الأبنودي من أهم وأشهر شعراء العامية في العصر الحديث بمصر، وقد ألف العديد من الدواوين الشعرية التي تحولت نتيجة شهرتها لأغاني قدمها أشهر المطربين في الوطن العربي.

 عبد الرحمن الأبنودي

عبد الرحمن الأبنودي من مواليد إبريل عام 1938 بقرية أبنود التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر، ووالده الشيخ محمود الأبنودي كان يعمل مأذونًا شرعيًا، ونال عبد الرحمن الأبنودي شهادته الجامعية من جامعة القاهرة بعد إتمام دراسته بكلية الآداب.

وكان للأبنودي الكثير من الآراء السياسية المعارضة أدت لاعتقاله في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة أربعة أشهر، كما أن علاقته بالرئيسين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك كانت متوترة، وقد توفي الأبنودي في عام 2015 وأقيمت له جنازة عسكرية.

وقد تزوج الشاعر عبد الرحمن الأبنودي من مخرجة الأفلام التسجيلية عطيات الأبنودي ولكنه انفصل عنها سريعًا ليتزوج بعدها بالإعلامية نهال كمال التي أنجب منها ابنتيه آية ونور.

نشأة الأبنودي وثقافته

ترعرع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في صعيد مصر وهو ما مكنه من التعرف على التراث والثقافة الشعبية، فقد استمع إلى أشعار السيرة الهلالية التي كان يتغنى بها أهل الصعيد، وقد تأثر بالسيرة الهلالية بشكل كبير دفعه للعمل على جمعها كما سمعها ممن شعراء الصعيد وقد أصدرها في خمسة أجزاء.

وقد تلقى عبد الرحمن الأبتودي تعليمه الإبتدائي والثانوي في محافظة قنا، ثم انتقل للقاهرة حيث التحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وقد اطلع عبد الرحمن الأبندوي على الشعر العربي قديمًا وحديثًا وكان على رأس الشعراء الذين حظيوا بإعجاب عبد الرحمن الأبنودي الشاعر أبو العلاء المعري.

وقد نشأ عبد الرحمن الأبنودي في الوقت الذي كانت في مصر تمتلئ بالشعراء ومن بينهم العديد من شعراء العامية كالشاعر فؤاد حداد الذي يعد أبو العامية المصرية، وكذلك الشعراء أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين، كما شهدت مصر في ذلك الوقت الكثير من الأحداث السياسية التي كان لها تأثيرها علي الشعراء.

شعر عبد الرحمن الأبنودي

كانت القصائد الأول للشاعر عبد الرحمن الأبنودي تتناول مشاكل الصعيد وتجسد أحلام أهله الذي عاش الأبنودي بينهم، وكان أول الدواوين الشعرية التي أصدرها عبد الرحمن الأبنودي هي الأرض والعيال في عام 1964، وتعرض بعدها بعامين للاعتقال بتهمة الانضمام لأحد التنظيمات الشيوعية، وقد أمضى عبد الرحمن الأبنودي في السجن أربعة أشهر، وقدر صدر ديوانه الثاني بعنوان الزحمة، كما صدر له ديوان عماليات وديوان حراجي القط.

وكان عبد الرحمن الأبنودي معارضًا للرئيس جمال عبد الناصر في بعض السياسيات ولذلك تم اعتقاله، ولكنه كان في الوقت نفسه يكن تقدير واحترام لشخص عبد الناصر، ولكنه كان على خلاف شديد مع الرئيس محمد أنور السادات خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978 وهجاه ببعض القصائد الشعرية منها قصيدة المد والجزر وقصيدة لاشك أنك مجنون.

ألف عبد الرحمن الأبنودي الكثير من القصائد والدواوين الشعرية منها المشروع الممنوع وبعد التحية والسلام والاستعمار العربي، وكذلك كتاب أيامنا الحلوة التي نشرها في محلق جريدة الأهرام ليحكي فيها عن قريته في صعيد مصر، كما ألف العديد من الأغاني التي حظيت بشهرة كبيرة مثل: عدى النهار، وأحلف بسماها وترابها، وبركان الغضب.

وتوفى عبد الرحمن الأبنودي في إبريل عام 2015، وصدر بعد وفاته كتاب الخال للصحفي محمد توفيق الذي يحكي فيه سيرته الذاتية، وحصل عبد الرحمن الأبنودي علي جائزة الدولة التقديرية لعام 2001 وفاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي عام 2014.