طرق الدخول إلى الجنة

29 يناير 2024
طرق الدخول إلى الجنة

طرق الدخول إلى الجنة كوننا مسلمين، فبالتأكيد كل منا سيموت وسنقف أمام الله يوم القيامة لمحاسبتنا على أعمالنا ، فإن كانت أعمال صالحة سندخل الجنة وإن كانت أعمال غير صالحة سندخل النار، فطريق الدخول إلى الجنة  يعتمد على الأفعال التي فعلناها في الحياة الدنيوية، وهذا يتطلب منا القيام بالعديد من الأفعال الحسنة لكسب رضا الله سبحانه وتعالى ودخول جنته التي أعدها للمؤمنين

 وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ “.

طرق الدخول إلى الجنة

1. الخوف من الله

قال تعالى:” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ .” [سورة الرحمن ، الاية 46]

أحد معاني هذه الآية هو أن لكل من يخشى أن يقف في المكان الذي تحسب فيه أفعاله أمام الله في يوم القيامة، وإذا كان يحجز نفسه عن الخطايا ويؤدي الأعمال الصالحة، هناك جنان في الآخرة جزاء الخوف من معصية الله.

2. حب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)

“ومَنۡ يُّطِعِ اللّٰهَ وَالرَّسُوۡلَ فَاُولٰٓٮِٕكَ مَعَ الَّذِيۡنَ اَنۡعَمَ اللّٰهُ عَلَيۡهِمۡ مِّنَ النَّبِيّٖنَ وَالصِّدِّيۡقِيۡنَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصّٰلِحِيۡنَ‌ ۚ وَحَسُنَ اُولٰٓٮِٕكَ رَفِيۡقً

فعن أنس -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).

3. حب صحابة رسول الله

فهم أعدل العدول وأولى الأولياء وخير الناس بعد أنبياء الله عز وجل كما قال – صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » [متفق عليه)

من فضائل الصحابة في القرآن الكريم: قال سبحانه: {والسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضي اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].

4. معرفة الدين

معرفة الدين أمر مهم للغاية في طريق الدخول إلى الجنة أو لأسباب أخرى كثيرة ، من خلال هذه المعرفة، سوف نكون قادرين على معرفة السبب الصحيح لخلقنا قال الله تعالى:

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ).

5. الصلاة

الصلاة  هي الدعامة الأساسي للدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، لذا بيعد الالتزام بالمواعيد مهم جداً كما قال الله تعالى:

” لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) “. [سورة النساء 162]

قال الله تعالى في القرآن:”وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ” (9المؤمنون)

6.اتباع الأخلاق الحميدة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»

فمن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، التَّدخل فيما لا يعنيه قد يُسبب مشاكل، فمن حُسن إسلام المرء، ومن حُسن إيمانه، ومن حُسن سيرته: عدم التَّدخل فيما لا يعنيه، وهذه هي أخلاق المسلم الصحيحة، ويجب اتباع أخلاق النبي التي وصفها الله عز وجل في الكتاب العزيز قائلًا:” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيم”ٍ 4 القلم)

في الواقع ، وضع النبي (صلى الله عليه وسلم) للبشرية إطار الأخلاق الإنسانية الكاملة.

7. اتباع السنة وتناول الطعام الحلال

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168].

أكل الحلال ينور القلب ويصلحه وعلى العكس فإن أكل الحرام والمشتبه يُصدئ القلب ويُظلمه ، وسبب رئيسي لعدم قبول الدعاء.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمد يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك.

8. كلمة التوحيد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه دخل الجنة[” وفي بعضها: خالصًا من قلبه، وفي بعضها: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله”

ووفقًا لتفسير علماء الدين لهذا الحديث الشريف  أنه من قال لا إله إلا الله صادقًا  من قلبه مخلصًا لله وحده، وأدى حقها بفعل ما أمر الله، وترك ما حرم الله، ومات على ذلك دخل الجنة، وعصم دمه وماله حال حياته إلا بحق الإسلام.

9.ذكر الله

من بين الفوائد العديدة لهذا الفعل الفاضل للعبادة ما يلي:

  • إن تذكر الله سبحانه وتعالى يطرد الشيطان ويضعف مؤامراته ويزيل وسوسته من قلب المسلم.
  • في ذكر الله سبحانه وتعالى يكمن رضاه.
  • إنها تمحو المخاوف والحزن من قلب الشخص.
  • تذكر الله سبحانه وتعالى يسهل طريقة تحقيق الرزق اليومي.
  • إنه يجلب الكرامة والبهجة والإشراق لحياة المسلم.
  • يسبب حب الله سبحانه وتعالى ، الذي هو روح الإسلام وأخلاقيات الدين، أساس السعادة والخلاص. الله سبحانه وتعالى جعل كل شيء سببا والسبب الرئيسي للحصول على حبه هو أن نتذكره باستمرار. أولئك الذين يرغبون في كسب مثل هذا الحب يجب أن يذكروا الله.
  • الله سبحانه وتعالى يتذكر أولئك الذين يتذكرونه، قال تعالى  ” فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ” (152)البقرة، هذه المكانة والكرامة تكفي للمسلم أن يكون فخوراً ويظهر عظمة هذا الفعل.
  • أولئك الذين يتذكرون الله سبحانه وتعالى فمشاعر الهدوء والسعادة سوف تتسلل إلى قلبهم.

باختصار ، إن تذكر الله سبحانه وتعالى هو أحد أفعال العبادة الفاضلة التي يمكن من خلالها تحقيق الهدوء والراحة وراحة البال والقلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» (رواه البخاري).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويحضهم على الذكر قائلًا: «أَلا أُنَبئُكُمْ بخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذهَب وَالوَرِقِ [الفضة] وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» (رواه الترمذي وابن ماجه)

في القرآن والحديث ، هناك الكثير من الأعمال الصالحة والعبادات التي يجب على المسلم القيام بها، من قام بها وتخلى عن الأفعال السيئة سهل طريق الدخول إلى الجنة بإذن الله، ونسأل الله الفردوس الأعلى ومايقرب منها من قول أو عمل، امين.