أفضل شعر أبو نواس شاعر الخمر

24 يناير 2019
أفضل شعر أبو نواس شاعر الخمر

تطرقنا في مقال سابق إلى واحد من أعظم شعراء العصر العباسي الذين كانوا لعبوا دور عظيم وكبير في اعتبار العصر العباسي في الشعر والأدب العربي واحد من أزهى عصور الشعر والأدب على مر عصور التاريخ العربي منذ العصر الجاهلي وصولًا للعصر الحديث في الشعر والأدب العربي، وهو الشاعر العباسي الكبير أبو نواس، والذي عُرف بشاعر الخمر، وذلك نسبه إلى ولعه وحبه الشديد للخمر منذ صباه حيث خصص جزء كبير من إنتاجه الشعري للتغزل فقط في الخمر ووصفها بأروع ما جاء في الوصف من خلال شعره وقصائده الشعرية. وتطرقنا كذلك خلال المقال السابق إلى الحديث عن حياة الشاعر العربي العباسي أبو نواس، ونشأته، وخصائصه الشعرية كذلك، ولكن خلال هذا التقرير سوف نستعرض لعدد من شعر أبو نواس:

الشعر العباسي

الشعر العباسي يُقصد به تلك القصائد والأبيات الشعرية التي سٌجلت خلال العصر العباسي، وكانت شاهدًا ومؤرخًا عظيمًا لتلك الحقبة الزمنية من الزمن، والتي جسدت كذلك أهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال تلك الفترة في الدولة والخلافة الإسلامية، فقد تمتع فن الشعر خلال العصر العباسي بمكانة خاصة ومهمة ليس فقط لدى الملوك والأمراء آنذاك بل كذلك في أوساط عامة الشعب العربي والإسلامي خلال حكم الدولة العباسية.

أبو نواس شاعر الخمر

أبو نواس، الحسن بن هانئ الحكمي، هو الشاعر الملقب بشاعر الخمر، فهو شاعر ينتمي إلى العصر العباسي وُلد من أم فارسية، وكان ولعه وحبه الشديد للمجون واللهو وشرب الخمر وكثرة التردد على الخمارات السبب الحقيقي وراء تسميته بشاعر الخمر، والذي كان ينعكس بشكل واصح على شعره الذي عكس جانب كبير من تفكيره وأسلوب حياته الماجنة ومعتقداته التي كانت محل انتقاد وقتها، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أن عدد من المؤرخين والأدباء أكدوا على توبة الشاعر قبل وفاته مباشرة.

أشهر قصائد أبو نواس شاعر الخمر

قصيدة دع عنك لومي

تعتبر قصيدة دع عنك لومي من أشهر شعر أبو نواس وفي السطور التالية نستعرض لكم القصيدة:

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ ……….. ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ

صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها ……….. لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ

مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ ……….. لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ

قامَتْ بإبْريقِها، وَاللّيْلُ مُعتَكِرٌ ……….. فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لأ

لاءُ فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَةً ……….. كأنّما أخْذُها بالعَين إغْفاءُ

رَقّتْ عَن الماء حَتّى ما يُلائِمَها ……….. لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ

فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها ……….. حَتّى تَوَلّدُ أنْوَارٌ وأضْواءُ

دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمانُ لَهُمْ، ……….. فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا

لِتِلْكَ أبْكي، وَلا أبْكي لِمَنزلَةٍ ……….. كانَتْ تَحُلّ بِها هِنْدٌ وَأسماءُ

حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الخيامُ لها ……….. وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاء ُ

فَقُلْ لِمَنْ يَدّعي في العِلْمِ فَلسَفَةً ……….. حَفِظْتَ شَيئاً، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ

لا تَحظُر العَفوَ إنْ كنتَ امرَأً حَرِجاً ……….. فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ

توبة شاعر الخمر

وعلى رغم ما أشهرت به حياته من سمعة غير طيبة إلا أن المؤرخين أكدوا في كثير من المواقف أن أبو ناي شاعر الخمر لم يلفظ أنفاسه الأخيرة إلا وهو تائب إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما برهنوا عليه بالقصيدة التي وجدت أسفل على سريره أسفل مخدته عند وفاته والتي قال فيها:

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة.. فلقد علمت بأن عفوك أعظـمُ

إن كان لا يدعوك إلا محسـن.. فمن الذي يرجو ويدعو المجرم