حرب فيتنام وسقوط الولايات المتحدة

29 يناير 2024
حرب فيتنام وسقوط الولايات المتحدة

تعد حرب فيتنام من أطول وأشهر حروب القرن العشرين، حيث استمرت ما بين عامي 1954 وعام 1975، كما أنها أبرز الحروب التي شاركت فيها الولايات المتحدة.

حرب فيتنام

وفيتنام هي دولة تقع جنوب شرق آسيا ويحدها من الشمال الصين، ومن الشرق والجنوب بحر الصين الجنوبي، فيما يحدها من الجنوب الغربي خليج تايلاند، ومن الغرب يحدها لاوس وكمبوديا، وتدين الدولة بالبوذية فيما يبلغ عدد سكانها نحو تسعين مليون نسمة.

وقد مرت فيتنام بالعديد من الأحداث السياسية المؤثرة  بداية من استعمارها من جانب فرنسا في الفترة ما بين عامي 1859 م-1883، ثم تأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية عام 1945، وانقسام الدولة إلى قسمين شمالي وجنوبي عام 1954م، فيما قامت فيتنام بغزو كمبوديا عام 1979م.

أحداث حرب فيتنام

دارت حرب فيتنام ما بين عامي1954وحتى عام 1975، وقد كانت هذه الحرب بشكل رئيسي بين الحكومة الشيوعية في فيتنام الشمالية وحلفائها، وبين فيتنام الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار الحرب الدائرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق وسعى الولايات المتحدة للقضاء على الشيوعية.

وكان سعى الفيتناميين بشكل عام يهدف للكفاح والتحرر وإنهاء الانقسام، بينما كانت أسباب حرب فيتنام تتمثل في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي والتي استمرت لثماني سنوات، كما خاض الفيتناميون حربًا ضد المستعمر الياباني قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية وتركت هذه الحروب آثارها علي الدولة الفيتنامية.

وبعد رحيل الاحتلال الفرنسي عن فيتنام تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة حكومة فيتنام الجديدة وعاصمتها سايجون، وإنشاء حكومة مستقلة في الجنوب وعدم المشاركة في استفتاء الوحدة مع الشمال.

وفي عام 1957 أعلنت اللجنة المسؤولة عن مراقبة الوضع في فيتنام عن أن فيتنام الجنوبية والشمالية قد قامتا بخرق الاتفاقيات الخاصة بالحدود والتي كانت صادرة من مؤتمر جنيف، وذلك من خلال تجاوز الفيتناميين الجنوبيين للحدود وقيام فيتنام الشمالية بمطاردتهم.

التدخل الأمريكي

وتأسست في عام 1960 جبهة التحرير الوطنية بهدف مواجهة فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ الصراع أشده مع إعلان الولايات المتحدة عن دعمها لفيتنام الجنوبية ومنحهم العتاد الحربي وذلك من خلال اتفاقية تم توقيعها مع حكومة سايجون عام 1962 بعنوان التعاون الاقتصادي بين الطرفين.

وأعلن الرئيس الأمريكي جون كيندي أن الولايات المتحدة تعمل علي تحقيق التعاون الاقتصادي مع فيتنام الجنوبية، وتم إرسال 400 جندي أمريكي في بادئ الأمر قبل أن يصل عدد الجنود الأمريكيين لإحدى عشر ألف جندي.

وقام الطيران العسكري الأمريكي بقصف فيتنام الشمالية ردًا علي قصف جبهة التحرير للبحرية الأمريكية، واستمر هذا القصف ووصل تعداد الجنود الأمريكيين عام 1968 إلى 550 ألف جندي.

ورغم الحرب الشرسة التي شنتها الولايات المتحدة لم يستسلم الفيتناميون في الشمال بل استطاعوا الوصول لـ سايجون في الجنوب ومهاجمة القوات الأمريكية بها، واستمرت الحرب حتى عام 1973 حيث اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار وانتهت الحرب بشكل كامل في عام 1975، بعد أن خسرت فيتنام نحو 2 مليون قتيل وبلغ عدد الجرحى نحو 3 ملايين شخص، وتهجير 12 مليون شخص، فيما فقدت الولايات المتحدة 57 ألف قتيل وأكثر من 150 ألف جريح، لتكون هذه الحرب بمثابة إحدى السقطات الأخلاقية الكبيرة للولايات المتحدة.