تعرف على الشاعر الملقب بـ شاعر القطرين

13 يناير 2019
شاعر القطرين
شاعر القطرين

شاعر القطرين

كثيرًا منا خاصة المهتمين بعالم الشعر والشعراء وهم قليلون وقد لا يعرف من هو الشاعر الملقب بـ شاعر القطرين ، ولكن قد نكون نسمع ونعرف الكثير عن الشاعر اللبناني خليل مطران ولا نعلم أنه هو نفسه الملقب بهذا اللقب وسط أسلافه من شعراء عصره وكذلك كافة شعراء العالم العربي بعصور الشعر القديمة والحديثة.

نشأة خليل مطران شاعر القطرين

شهدت دولة لبنان مولد الشاعر خليل مطران،والذي ولد في إحدى المدن المعروفة باسم بعلبك وذلك في عام  1871م، وقد تخرج شاعر القطرين من الكليّة الشرقيّة في زحلة، ومنه إلى المدرسة البطريركية للرّوم الكاثوليكية ببيروت، والتي تلقى فيها عدد من العلوم على رأسها علم النحو، والبيان، والأدب، وكذلك اللغة الفرنسية.

ويذكر أن الشاعر قد بدأ موهبته في كتابة والقاء الشعر بعد تخرجه من تلك المدرسة مباشرة ليبدأ بقصائد وأبيات شعرية مناهضة سياسة السلطان عبد الحميد؛ والتي كانت سببًا في تعرضه لحادثة كادت تودي بحياته؛ حيث أطلق مجهولون النّار على سريره ولكن القدر يحول دون حدوث ذلك؛ حيث لم يكن وقت الهجوم ممددًا في فراشه.

سبب تسمية خليل مطران بـ شاعر القطرين

بعد واقعة الهجوم المسلح على منزل وسرير خليل مطران في لبنان نتيجة اعتراضه على سياسة السلطان عبد الحميد في أشعاره وقصائده بشكل واضح وصريح ومتكرر، انتقل الشاعر باريس ليقطن بها فترة وجيز من العمر وبعد ذلك ينتقل منها إلى مصر ليستقر فيها بشكل نهائي؛ ليلقب بعد ذلك بشاعر القطرين ويظل هذا اللقب لصيق له شاهدًا على قصة معاناته وحياته الغير مستقرة والتي فقدت الوطن نتيجة إبداع خُلف بقول الحق في وجه حاكم جائر.

وقد أعقب ذلك تحديدًا في الثلاثين من آذار في عام 1947م نظم دار الأوبرا الملكيّة مهرجان أدبي على شرف الشاعر لتتوالى من بعده إقامة المؤتمرات والحفلات الشعرية على شرف خليل مطران الشاعر اللبناني في مختلف دول العالم العربي والأوربي والأجنبي، بالإضافة إلى قيام لجنة تكريم شاعر الأقطار العربية بطباعة ما يسمى “الكتاب الذهبي”، وهو كتاب جمعت فيه جميع القصائد والخطب التي ألقاها خليل مطران في كافة مهرجانات وحفلات ومؤتمراته الشعرية والأدبية، وأعقب ذلك ضلوع حكومة لبنان بإعطاء الشاعر وسام الاستحقاق اللبنانيّ في نفس العام.

مشواره في مصر

كما ذكرنا سلفًا، فإن شاعر القطرين، خليل مطران قد سافر إلى مصر بعد إنتقاله إلى باريس ليستقر في القاهرة ويكمل مشواره ورحلته الأدبية الزاخرة بالأعمال والإبداعات الفنية الراسخة مع التاريخ والأذهان، وقد تولى عدد من المناصب الأدبية الهامة والفارقة خلال استقراره بالقاهرة؛ حيث عمل رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام لعدد من السنوات، وبعد ذلك شرع في إطلاق المجلّة المصرية، وجريدة الجوائب المصرية، والتي امتد صدورها لأربع أعوام متتالية.

لم تتوقف إسهامات الشاعر الأدبية عند هذا الحد، لكنه أيضًا ترجم العديد من الكتب.  وقد توفى الشاعر اللبناني خليل مطران، شاعر القطرين في القاهرة في عام 1949م لتنتهي بذلك حياه أدبية عظيمة خلفت ورائها تاريخ مشرف ومبدع ودليل يسترشد به كل من خلفوه من شعراء في عالمنا العربي وكذلك العالم الغربي جنبًا إلى جنب.