انتشار الجريمة في المجتمع

29 يناير 2024
انتشار الجريمة في المجتمع

انتشار الجريمة في المجتمع

يرجع انتشار الجريمة في المجتمع إلى أسباب عديدة، لكن قبل الحديث عنها، يجب أن نتطرق إلى ما المقصود بالجريمة؟ يقصد بالجريمة ارتكاب الشخص بتصرف لا يقبله الشرع والقانون. وفي بعض الأوقات يلعب المجتمع المحيط بمرتكب الجريمة دورا في ارتكابه لها، خاصة عندما يكون هذا المجتمع غارق في الجريمة.

 

أسباب انتشار الجريمة في المجتمع

هناك أسباب وعوامل كثيرة ينتج عنها انتشار الجريمة في المجتمع، يأتي على رأسها قلة الالتزام الديني لمرتكب الجريمة، فالأديان تحرم الجرائم، ومن لا يتوفر لديه الالتزام الديني لن يتقيد بالمحرمات.كذلك، من أسباب انتشار الجريمة في المجتمع الأنانية المفرطة التي تسيطر على الأشخاص، فتجعلهم لا يفكرون إلا في إشباع رغباتهم الأنانية وشهواتهم.

أيضا، من ضمن أسباب انتشار الجريمة، انتشار حالة التساهل بالحدود الشرعية والعقوبات التي سنها القانون لمعاقبة مرتكبي الجرائم. ولا يجب أن نغفل دور التربية، وهي المهمة التي تقع على الأسرة، وكذلك على المدرسة. ولا يجب أن ننسى أيضا خطورة أن ينشأ الطفل في محيط يغذي العنف أو في أسرة مفككة.

كما يلعب غياب القدوة الحسنة دورا مؤثرا في انتشار الجريمة، والملاحظ أن الجريمة تزداد في ظل وجود القدوات السيئة التي تعود النشء على التفاخر بالجرائم ويراها علامة للرجولة. بالإضافة إلى انعدام الأخلاق بين الشباب نتيجة لكل ما سبق، ما يجعلهم أرض خصبة للأفكار الشيطانية. ولا ننسى دور الجهل في انتشار الجريمة.

كما لا يجب أن نغفل أن واحد من أهم أسباب الجرائم هو الفقر والحرمان من توافر الاحتياجات الضرورية اللازمة للمعيشة. وهناك بالطبع الإدمان الذي يعد أهم أسباب انتشار الجرائم، بل يمكن القول إن الإدمان والجريمة متلازمان، كوجهين لعملة واحدة، ويستوي في ذلك إدمان المخدرات مثل الحشيش والبانجو والاستروكس والأفيون والهيروين، مع إدمان الأقراص المخدرة وحتى إدمان الكحوليات.

وهناك أيضا الأسباب النفسية التي قد تؤدي لارتكاب الجرائم، مثل الاضطرابات التي ينتج عنها جرائم قتل. ويأتي ضمن قائمة أسباب انتشار الجرائم أيضا تلك التي ترتكب بسبب الدفاع عن النفس أو المال او العرض.

 

مخاطر انتشار الجريمة في المجتمع

يؤدي انتشار الجريمة في المجتمع إلى العديد من الكوارث التي تهدد أمن وسلامة المجتمع بأسره، وليس ضحايا الجرائم فقط. فمن أهم نتائج انتشار الجريمة أنها تتسبب في انتشار حالة من الخوف بين أفراد المجتمع  وانعدام الشعور بالأمن والأمان.

كما ينتج عن انتشار الجريمة أن يضيع على المجتمع الطاقة البشرية التي تنخرط في الجرائم، ولا يستفيد المجتمع من هذه الطاقة البشرية.وإذا كان التفكك الأسري من أهم أسباب انتشار الجرائم، فإن النتيجة ستكون أيضا مزيد من التفكك، مع مزيد من الانهيار في الأخلاق في الأسرة وفي المجتمع.

ويتزامن مع انتشار الجريمة في المجتمع زيادة مفرطة في استخدام العنف، سواء كان لفظيا أو جسديا. كما سيصبح القانون كالجسد المهلهل لا قيمة له ولا يلتزم به أحد.