العلاج بالألوان

29 يناير 2024
العلاج بالألوان

العلاج بالألوان والحديث عنها من المواضيع متشعبة المجالات، فالبعض ينظر للألوان على أنها للتلوين والرسم والزينة والموضة، وغيرها من الكثير من المجالات.

ولكن هل سأل أحد يومًا نفسه عما إذا كان للألوان تأثير على أجسادنا؟ وهل يمكن أن نعالج أنفسنا بالألوان؟ ولماذا يحب شص هذا اللون ولا يحب لونًا آخر؟ وغيرها والكثير من الأسئلة التي تجول في خاطرنا بشأن الألوان والعلاج بالألوان.

أولاً: تعريف الألوان

اللون 

هو عبارة عن امتصاص الاجسام للأشعة الساقطة، وهذا هو أبسط تعريف للون، لذلك لا نرى الألوان في الأماكن المظلمة، فعند الحديث عن الألوان نتذكر المنشور فهذه التجربة هي الوسيلة التي تظهر معنى اللون.

عندما تسقط الأشعة على المنشور تنكسر الأشعة ويمتصها الجسد، لذا يظهر كل لون وفقًا لامتصاص الاشعة للجسم، فنرى ألوان الطيف الـ 7 وهي الأحمر، الأصفر، الأزرق، البرتقالي، النيلي، الأخضر، البنفسجي.

وهذه الألوان يتم تقسيمها إلى قسمين:

  • أساسية: الأحمر، الأصفر، الأزرق
  • ثانوية: وهي ناتج مزج الألوان كالتالي: 
  • أحمر + أصفر = برتقالي
  • أحمر + أزرق = بنفسجي
  • أزرق + أصفر = أخضر

ثانيًا العلاج بالألوان

ما هو العلاج بالألوان ؟

  • النظرية وراء هذا العلاج بالالوان تتمثل في أن كل لو في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف عن الآخر، ويرى العلماء أن جميع خلايا الجسد تملك أيضًا ترددًا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكن الإنسان موفور الصحة، ولكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن، بينما النظرية الأخرى تقول إن الأجزاء المختلفة من الحالات المرضية المتعددة والجسم والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بشكل أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فإنه بصورة طبيعية يبحث عن الألوان التي يحتاجها.
  • وذكر الباحثون بأن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز والأزرق والنيلي والبنفسجي، ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة.
  • فمثلاً يعتقد أن النبفسجي يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي، بينما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويعتبر الأزرق جيدا للمشكلات التنفسية.
  • والمعالجون يستخدمون مدى واسع من الأساليب المتنوعة لمعالجة مرضاهم تشمل تغطيتهم بأوشحة ملونة، أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم، أو عرض ألوان معينة عليهم أو تدليكهم بزيوت ملونة أو إضافة ملابس مختلفة الألوان لخزانة الثياب.
  • ورغم ذلك، فإن الاثبات العلمي الذي يدعم تلك النظريات مازال ضعيفًا، لكن أظهرت بعض الدراسات بعض النتائج المهمة ومنها دراسة أجريت عام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو تم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم الذي خف بدرجة كبيرة عن ذي قبل.
  • كما بينت دراسة أخرى أجريت عام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة أن 93% منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج، وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية. 
  • وأشار الخبراء إلى تزايد إقبال الآباء على استخدام الصناديق الضوئية الملونة التي تعرف باسم لوماترون لمعالجة أطفالهم المصابين بمشكلات مرضية تتراوح من التوحد إلى عسر القراءة وخلل التناسق وعسر الانسجام، وذلك بعد أن حقق هذا العلاج نتائج ممتازة في هذا الصدد. 
  • وهذه التقنية العلاجية التي طورها علماء أعصاب أمريكيون تعتمد على حزم ضيقة من الضوء الملون تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء التي تعرف بالعصويات والمخروطيات الواقعة خلف العين في عدة جلسات تستغرق كل منها 20 دقيقة وذلك بهدف إعادة التوازن للجهاز العصبي الذاتي.
  • ويرى المعالجون أن هذه التقنية إذا لم تعالج الحالات المرضية فإنها تساعد في تحسين الصحة النفسية للمريض بشكل عام، ويمكنها على سبيل المثال تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية عند الأطفال، كما تساعد في تحقيق الدعم والراحة النفسية لمرضى السرطان وتحسين نوعية حياتهم. 
  • ويقول أحد الباحثين إن الألوان المحيطة بالإنسان تؤثر بصورة مباشرة على نفسيته، وقد تتسبب في علاج بعض الأمراض التي تعرف بالأمراض البنفسجية، وعلماء النفس تمكنوا من تحديد العلاقة بين اللون المفضل للشخص وبين صفاته وميوله ومزاحه والروح المسيطرة عليه وكذلك حالته الصحية، فمثلا نجد أن العيادات النفسية تستخدم اللون البنفسجي الفاتح ليعيش المريض في حالة انفصال عن الواقع، ويساعد هذا اللون على مقاومة الانفعالات العصبية الشديدة.

ولاحظ الباحثون أن:-

  • اللون الأحمر يعبر عن الطاقة والحيوية، والأشخاص الذين يفضلونه يتمتعون بالنشاط والحيوية والديناميكية والشجاعة والحساسية الشديدة، وأنهم يهتمون بالجانب الحسي أكثر من اهتمامهم بالجانب المعنوي.
  • الأزرق فهو لون بارد والأشخاص الذين يحبونه شخصيات جادة حساسة، وهو يعتبر رمزا للمعاني المطلقة.
  • أصحاب اللون الأصفر فهم سعداء ومتفائلون.
  • البرتقالي فهو من الألوان المبتهجة وأصحاب هذا اللون شخصيات اجتماعية.
  • البني فيعبر عن الشخصية الصلبة المتماسكة والإرادة الحديدية.
  • الأخضر فهو لون الشخصيات المتسامحة المتفاهمة وهو لون الفنانين والمبدعين والنفوس المرهفة.
  • الأسود فالشخصيات التي تفضله غامضة ومنطوية على نفسها.
  • الأبيض فهو لون العقلانية وتميل شخصياته إلى التعقل والاتزان الفكري.