السلطان سليمان القانوني عاشر السلاطين العثمانيين

29 يناير 2024
السلطان سليمان القانوني عاشر السلاطين العثمانيين

يعد السلطان سليمان القانوني من أشهر وأهم حكام الدولة العثمانية، حيث بلغت الدولة العثمانية في عهده أوج قوتها في كافة الجوانب السياسية والعسكرية والثقافية.

سليمان القانوني

السلطان سليمان القانوني ويعرف أيضًا بسليمان الأول، من مواليد أكتوبر 1494، في مدينة طرابزون التركية، وكان الابن الوحيد للسلطان سليم الأول، ولذلك حظى بتعليم جيد وعناية فائقة منذ الطفول، وتركز تعليمه علي إدارة الدولة والعلوم العسكرية والإسلامية.

وكان سليمان القانوني واليًا على مدينة كفا وعمره ثلاثة عشر عامًا، وساند والده في الانتقال من طرابزون إلى اسطنبول، وأصبح بعد ذلك واليًا علي صاروهان وهي مدينة مانسيا الآن الواقعة في غرب الأناضول.

ويعرف عن سليمان القانوني أنه كان محاربًا شجاعًا وماهرًا، واشتهر بالتسامح والعدل والحزم مع الظالمين والخارجين عن القانون، كما أنه مان يعمل للحفاظ علي الدين، وأولى اهتمامًا بالعلماء والشعراء والأدباء.

توليه الحكم

السلطان سليمان القانوني هو عاشر سلاطين الدولة العثمانية وثاني خلفاءها، وقدم تقلد الحكم في عام 1520 ميلادية، خلفًا لوالده السلطان سليم الأول، ويعد عصره هو العصر الذهبي للدولة العثمانية، واتسعت حدود الدولة لتشمل مدينة تاريخية في آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتمكن من السيطرة علي البحر الأسود والأحمر والأبيض المتوسط.

وتولى السلطان سليمان القانوني الحكم عام 1520، وتميز بأنه لم يحظى بأي منافسة على الحكم وتسلم مقاليد الدولة وخزائنها ممتلئة وجيشها لا يهزم، وبدأ منذ بداية حكمه في العمل ضد الثورات التي اندلعت في مصر والأناضول.

واستطاع السلطان سليمان القانوني السيطرة علي بلاد القرم شمال البحر الأسود، ونجح في دخول بلجراد عاصمة صربيا، واستطاع غزو النمسا وحصار عاصمتها فيينا وهي أبعد نقطة وصلت إليها قوات الدولة العثمانية، واستولى السلطان سليمان القانوني الاستيلاء علي العديد من الجزر في البحر المتوسط، وعقد اتفاقية مع فرنسا لضمها لصفوف الدولة العثمانية في حربها ضد إسبانيا والنمسا والبرتغال.

ونجح السلطان سليمان القانوني في التوسع في حدود الدولة العثمانية في المنطقة العربية حيث ضم عدن وصنعاء ومضيق باب المندب، كما ضم تونس، ونجح في حماية شمال إفريقيا من خطر القوات الإسبانية والبرتغالية وكانت هذه الانتصارات على يد القائد العثماني خير الدين بربروس الذي تصدى لتدخل الصفويين في الشؤون العراقية حيث احتل عاصمتهم مدينة تبريز عام 1536.

واهتم السلطان سليمان القانوني بالجانب الاجتماعي للدولة وسعى لتنميته فأصدر مجموعة من القوانين وإعادة هيكلة الدولة وتنظيم أمورها ولذلك أطلق عليه السلطان سليمان القانوني، وشجع السلطان سليمان القانوني طلاب العلم والعلماء وأنشأ المعاهد التعليمية والمدارس كمكتبة السليمانية، واهتم بالعمران والطرق والمنشآت والمدارس والمكتبات والمساجد والمستشفيات.

سلبيات حكم السلطان سليمان القانوني

ورغم إنجازات السلطان سليمان القانوني إلا أنه كانت هناك سلبيات لحكمه مهدت لضعف الدولة العثمانية كإعطاء التجار الأجانب في الدولة بعض الحقوق، ومنح الصدر الأعظم وهو الشخصية الثانية في الدولة حق التدخل والبت في بعض القرارات، وتأثر السلطان ببعض وزرائه مما أشاع الفتنة في الدولة حيث قتل ولداه بايزيد ومصطفى، وتوفي في عام 1566.