شروط الزكاة في الإسلام (حكمتها والفائدة المرجوة منها)

29 يناير 2024
شروط الزكاة في الإسلام (حكمتها والفائدة المرجوة منها)

الزكاة في الاسلام هى ركن هام وجاء بعد الصلاة ومن يقوم بها تكتمل أركان إسلامه، ويتقرب بها العبد إلى الله، والزكاة تطهر المال وتُنميه ويبارك الله في هذا المال أضعافاً مضاعفة، وجاءت الزكاة في الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة حيث جاءت بعد الصلاة وذلك نظراً لأهمية الزكاة.

الزكاة في الإسلام

لقد فرض الله الزكاة على المسلمين حتى تعم الفائدة على المجتمع وتُرسخ الزكاة مبدأ الترابط بين الفقراء والأغنياء مما يجعل هناك مودة بين الناس فلا يحقد الفقير على الغنى ولا يحسده على نعمة المال، وبذلك يستقيم المجتمع.

الفائدة المرجوة من الزكاة

أهم فائدة مرجوة من إخراج الزكاة هى الإمتثال لأوامر الله عز وجل وتنفيذ أوامره وعدم إتباع النفس والهوى، وتقوم الزكاة بتطهير المال والنفس ويُضاعف الله الأموال ويبارك فيها أضعافاً كثيرة، لذلك فإن المسلم الفطن يتقرب إلى الله بطاعته وإلتزام أوامره والبُعد عن نواهيه للفوز في الدنيا والآخرة.

حكم الزكاة في الإسلام والآيات الدالة عليها

الزكاة فرض وواجبة على كل مسلم ومن يمتنع عنها يعرض نفسه لعذاب وغضب من الله والعياذ بالله، والدليل على وجوب الزكاة ما جاء في القرآن الكريم:

قال الله تعالى: (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ)، [11].

قال الله تعالى: ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏، [7]‏.

قال الله تعالى: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ)، [12].

وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلسَّائِل واْلمَحْرُومِ)، [13].

شروط الزكاة في الإسلام

يجب أن يكون الشخص الذى يخرج الزكاة مسلم فلا تقبل الزكاة من شخص غير مسلم، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، [التوبة:103].

يجب أن يكون الشخص حراً وليس عبد لأن العبد لا يملك حرية وأى مال فهو ملك لسيده لذلك لا يجوز أن يُخرج زكاه.

الزكاة مفروضه على جميع المسلمين، الرجال والنساء والأطفال والعقلاء وغير العقلاء والدليل على ذلك، ما روى عن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن: (فأعْلِمْهم أنَّ اللهَ افتَرَض عليهم صدقةً في أموالِهم؛ تُؤخَذُ مِن أغنيائِهم، وتُرَدُّ في فُقرائِهم)، [رواه البخارى ومسلم].

حيث أن أغنيائهم وفقرائهم تعنى عموم المسلمين سواء كانوا صغاراً أم كباراً عاقلين أو دون ذلك، ويكون الأب أو رب ألأسرة هو المسئول عن إخراج الزكاة عن من يعول وحتى لو كانت زوجته غنيه فإنه يخرج زكاة عنها.

لابد أن يبلغ المال حد النصاب ويمر عليه عام هجرى كامل حتى نخرج عنها الزكاة.

الحكمة من الزكاة

شرع الله عز وجل الزكاة وجعلها فرض حتى تجعل الغنى يشعر بالفقير وتُطهر النفس من البخل وتجعل الشخص يقدم طاعة الله والتقرب إليه على حبه للمال.

والزكاة تجعل الشخص يتعود على أن يتفانى في مساعدة الغير وتعود الشخص أيضاً على البذل والعطاء ومساعدة المحتاجين واحتساب الأجر على الله.

ويساعد إخراج الزكاة أيضاً على إصلاح المجتمع من المفاسد التى قد تنتج من حقد الفقير على الغنى فتدفعه لإرتكاب الجرائم وسلب الأشياء التى ليست من حقه سواء كانت بالنصب أو السرقة حتى يكفى احتياجاته.

حكم الزكاة في أموال القطاع العام

إن الأموال العامة هى ملك للجميع وليست ملك لشخص بعينه وقد جاءت بعض الفتاوى في هذه المسألة والتى أفادت أنه لا تجب الزكاة في الأموال العامة وأن مؤسسات الدولة غير مُطالبة بالزكاة، وذلك لأن شروط إخراج الزكاة غير متوفرة في الأموال العامة، لأن الأموال العامة ليست ملك شخص معين ليكون حر في التصرف فيها ويخرج عنها الزكاة.