الخميني وتأسيس نظام ولاية الفقيه

29 يناير 2024
الخميني وتأسيس نظام ولاية الفقيه

يعد الخميني قائد الثورة الإيرانية أحد أهم من قاد التغيير في شكل النظام السياسي في إيران وما تبعه من تغيرات سياسية وتداعيات كبيرة في الشرق الأوسط.

الخميني

الخميني اسمه روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، من مواليد سبتمبر 1902 في مدينة خمين التابعة لمحافظة مركزي الإيرانية، وهي تبعد عن العاصمة طهران بنحو 300 كليو متر وتشتهر بإنتاج العسل، وكان والد الخميني مصطفى الخميني أحد علماء الفقه الشيعي في الحوزة العلمي الشيعية في النجف بالعراق.

وتوفي والد الخميني مقتولًا بالرصاص وكان عمره خمسة أشهر، وتوفيت والدته وعمته وهو في سن التاسعة من عمره، وتزوج وهو في عمر السابعة والعشرين عامًأ من خديجة الثقفي والتي أنجبت له ثمانية أبناء.

وتوفي الخميني عام 1989،  عن عمر يناهز السابعة والثمانين عامًا بعد حياة طويلة ما تزال محل جدل سواء نظرًا للتأثير الكبري الذي أحدثه الخميني في إيران والشرق الأوسط.

معارضة الخميني

بدأت معارضة الخميني السياسية للنظام الحاكم في إيران عام 1943 عندما نشر كتاب كشف الأسرار تحدث فيه عن حكم الشاه رضا بهلوي والد الشاه محمد رضا بهلوي، وهو الأمر الذي تسبب في الصدام مع النظام الإيراني، وكان الخميني في هذا الكتاب يدعوا لتغيير نظام الحكم الإمبراطوري وإقامة نظام سياسي وفق المنهج الشيعي.

ودخل الخميني في صدام عنيف مع شاه إيران بعد اعتراضه علي إصدار اللائحة الخاصة بمجالس الأقاليم والمدن حيث كان رأي الخميني فيها أنها تأتي لمحاربة الإسلام وتحويل إيران لدولة علمانية بعيدًا عن الدين، وكان سبب الاعتراض على اللائحة أنها كانت تقضي بحذف شرط أن يكون المرشح مسلمًا، بالإضافة لاستبدال القسم على القرآن الكريم باليمين الدستورية.

كما أن من أبرز مراحل الصدام بين الخميني وشاه إيران هي خطبة الخميني عام 1963 التي انتقد فيها وهاجم العلاقات السرية بين إيران وإسرائيل، ولذلك تم إلقاء القبض عليه في ذات اليوم الذي ألقى فيه الخطبة وتم ترحيله مكبلًا إلى طهران، وانطلقت بعدها بيومين مظاهرات عارمة في إيران تنديدًا بالقبض عليه.

وأصدر شاه إيران في نوفمبر 1964 حكمًا بنفي الخميني لمدينة أنقرة التركية، وانتقلها بعدها إلى مدينة بورساي التركية ثم إلى مدينة النجف العراقية.

نظام ولاية الفقيه

كانت مرحلة المنفى التي عاشها الخميني سببًا في خصوبة فكره وظهوره بشكل واضح، حيث ألف خلال وجوده في العراق كتابه الشهير تحرير الوسيلة وهو الكتاب الذي وضع من خلال فروض نظريته المسماة بولاية الفقيه وهي النظرية التي غيرت مسار الفكر الشيعي وغيرت مساره.

وكنتيجة للاتفاقية الموقعة بين إيران والعراق في الجزائر بخصوص شط العرب تم طرد الخميني من العراق إلى فرنسا نتيجة لهذه الاتفاقية، وكانت فرنسا هي المكان المناسب لقيادة الثورة ضد شاه إيران عبر شرائط الكاسيت التي كانت ظاهرة وقتها وخضعت للدراسة فيما بعد، ونجحت المعارضة الإيرانية في التوحد خلف الخميني ليسقط نظام شاه إيران في عام 1979، وهو العام الذي تم تصنيف الخميني فيه من قبل مجلة التايم كأهم رجل في العالم.

وبعد نجاح الثورة الإيرانية فرض الخميني نظرية ولاية الفقيه في الدستور الإيراني، وهذه النظرية هي التي ما تزال تحكم إيران حتى الآن من خلال رجال الدين، وهي السياسة التي تسببت في الصراع بين إيران وجيرانها وعزل إيران دوليًا.