التفسيرات المعرفية لفهم وحل المشكلة 

29 يناير 2024
التفسيرات المعرفية لفهم وحل المشكلة 

يذهب أصحاب نظرية الجشتالط إلى أن التفكير و حل المشكلات يتم حينما يحدث الاستبصار الذي يتضح في الحل المفاجئ للمشكلة ويتضمن حل المشكلة في ضوء الاتجاه الجشتالطي- عملية فحص العناصر الموقف المشكل وربط كل مظهر أو سمة فيه مع الأخرى، ويؤدي ذلك إلى ما يسمى الفهم التركيبي أو البنائي للموقف المشكل، حيث تتناسق وتتلائم هذه العناصر بما يحقق الهدف.

يوجد ثلاث وسائل تساعد على فهم المشكله وهى:

الواقعية

أي تحويل المشكلة من صورة غامضة غير واضحة إلی صورة واقعية مألوفة، وربما يساعد ذلك في تحديد المشكلة تحديدا دقيقا ، والاستعانة بعمل رسوم توضيحية، أو أشكال مورية، حيث وساعد ذلك في الربط بين المعلومات الجديدة و المعلومات الموجودة فعلا في الذاكرة الخبرة السابقة بما يساعد في اشتقاق الحل.

الاكتشاف

أي التفكير في مبدأ عام يتضمن أجزاء و عناصر المشكلة، وأن يكتشفه الفرد بنفسه، وربط المعرفة العامة للفرد بحلول المشكلات، وقد يساعد في ذلك تسجيل الملاحظات بطريقة لفظية.

تجاوز العقبة

اي ان يتعلم الفرد كيف ينظر للمشكلة بطريقة جديدة، وعدم التقيد بالاتجاه المفروض ذاتية في حل المشكلة، حيث يعمل الثبات أو الجمود في النظر للمشكلة إلى إعاقة الوصول للحل، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة الإعادة الفجائية لترتيب وتنظيم عناصر الموقف.

ويميز الجشتالطيون بين حل المشكلات بواسطة تلوغين من التفكير، أحدهما مبني على إنتاج حل جديد للمشكلة ويسمى التفكير الإنتاجي والذي يتطلب إحداث تنظيم جديد لعناصر الموقف المشكل، والآخر مبني على تطبيق الحلول التقليدية القديمة على موقف حل المشكلة ويسمى التفكير الإسترجاعی.

ويتضح الخلاف بين وجهتي النظر السابقتين السلوكية والجشتالطية فيما يتعلق بتفسير حل المشكلة، فعلى حسين يؤكد أصحاب نظرية الجشتالط على مفهوم الاستبصار، فإن السلوكيين يرفضون هذا المفهوم لأنه لا ينسجم مع مبادئهم الارتباطيه.

التفسيرات المعرفية لفهم وحل المشكلة

  • حل المشكلة في ضوء نظرية بياجيه: وضع بياجيه نظريته التي تناولت النمو العقلي المعرفي كأحد جوانب النمو لدى الإنسان، وتعد مدخلا مناسبة لدراسة التغيرات التي تطرأ على البنية المعرفية -خاصة من الناحية الكيفية ومدى إمكانية توظيفها في حل المشكلات.
  • وتعد نظرية بياجيه مدخلا يتوسط كلا من المنحى السيكومتري والمنحى المعرفي في تناول النشاط العقلي المعرفي، وقد استخدم بياجيه في نظريته عددا من المفاهيم الأساسية التي يستخدمها علماء علم النفس المعرفي ومنها مفهوم العمليات، ومفهوم الاستراتيجيات المعرفية، ومفهوم البنية المعرفية.
  • يرى بياجيه أن النمو المعرفي هو تحسن ارتقائي منظم للاشكال المعرفية التي تنشأ من تاريخ خبرات الفرد، وهدفه تحقیق نوع من التوازن بين عمليتي التمثيل والمواءمة، بحيث يصبح الفرد أقدر على تناول الأشياء البعيدة عن الزمان والمكان، وأقدر علی استخدام الطرق غير المباشرة في حل المشكلات، وياخد النمو المعرفي العديد من الأشكال، فهو يتضمن نمو إدراك ما هو مألوف، والتعلم من الخبرة، وتكوين المفاهيم، والتفكير، وحل المشكلات، كما أنه يتضمن أيضأ نمو القدرة على معالجة المعلومات من العالم الخارجي.
  • ركز بياجيه على حل المشكلة كأحد مهارات التفكير الموجه، وتناول التطور الذي يطرأ على قدرة الأطفال في حل المشكلات بداية من الميلاد وحتى ما بعد المراهقة .
  • يستطيع المراهق في عمر (۱۱-۱۲) استخدام أنماط التفكير المنطقى المجرد والاستدلال الاستقرائي و الاستنباطی، وتلعب عوامل التنشئة الأسرية، ومؤثرات البيئة المدرسية دورة هامة وفاعلا في تناسق واكتمال و استمرار النمو المعرفي للأطفال خلال مراحل نموهم المختلفة.