أهمية دراسة علم نفس النمو

29 يناير 2024
علم نفس النمو

قبل أن نبدأ في تعريف علم نفس النمو يجب أولاً توضيح مفهوم علم النفس “سيكولوجي” حيث هناك العديد من التعريفات لعلم النفس، فيمكن تعريفه على أنه تطبيق من الأساليب والإجراءات ذات الأسس العلمية والتجريبية وذلك بهدف ضبط سلوك الإنسان والسيطرة عليه، إضافة للتنبؤ الدقيق بنمط السلوك مستقبلاً، وينقسم علم النفس لعدة فروع تطبيقية ونظرية.

علم نفس النمو

ومن هذه الفروع يوجد علم تطبيق يختص بدراسة مظاهر النمو لمختلف الكائنات الحية ومن بينها الإنسان، وهذا العلم يعرف بـ “علم نفس النمو” ويمكن تعريفه بأنه الدراسة العلمية لراحل نمو الإنسان من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الشيخوخة، مع دراسة مظاهر وخصائص كل مرحلة من هذه المراحل سواء من الناحية الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية، أو المعرفية، كما يمكن تعريفه بأنه العلم الذي يمل دراسة قائمة لمراحل النمو على أسس علمية، ومحاولة تفسير أصولها ونشأتها، ونتائجها، وطبيعة تطورها، وما قد يعرقل أو يعطل مسيرتها.

 

أهمية دراسة عِلم نفس النمو

لدراسة علم نفس النمو أهمية شديد في العديد من النواحي وهي..

من الناحية النظرية

تساعد دراسة علم نفس النمو على معرفة طبيعة الإنسان، وعلاقته بالبيئة التي يعيش فيها، كما تساهم في معرفة معايير النمو بكافة مظاهره مثل معايير المو الاجتماعي، العقلي، الجسدي، الانفعالي، وكافة مراحله التي تشمل مرحلة ما قبل ميلاد الإنسان، مرحلة الطفولة، ومرحلة المراهقة، ومرحلة الرشد، ثم في النهاية مرحلة الشيخوخة.

من الناحية التطبيقية

يمكن تنمية القدرة على توجيه الافراد في مختلف مراحل النمو من خلال دراسة علم نفس النمو، كما يمكن قياس مختلف مظاهر النمو وفق معايير علمية، وهو ما يساهم في تصحيح الشذوذ في النمو سواء كان من الناحية النفسية أو التربوية.

بالنسبة لعلماء النفس

يمكن من خلال دراسة علم نفس النمو لعلماء النفس والأخصائيين النفسيين أن يحققوا ثمرة جهودة في مساعدة الأفراد بمختلف مراحل النمو خاصة بمجال التوجيه، والإرشاد النفسي والمهني والتربوي، وعلم النفس العلاجي.

بالنسبة للمُربيين

من خلال دراسة علم نفس النمو يمكن للمربيين معرفة الخصائص النفسية والتربوية للأفراد في مختلف مراحل النمو، كما يمكنهم معرفة العوامل التي تؤثر في نموهم والأساليب التي يمكن اتابعها لتعديل سلوكهم، والطرق التي قد يمكن استخدامها في تدريسهم، وما هي لمسائل التي يتطلب اعدادها في العملية التربوية، بالإضافة لتمكين المعلم من معرفة الفروق الفردية بين الطلاب ومراعاتها.

بالنسبة للوالدَين

دراسة علم نفس النمو تساعد الوالدين في معرفة خصائص أبنائهم، وتجعلهم يتفهوم خصائص كل مرحلة من مراحل نموهم، والظروف التي يعيشونها  في كل مرحلة، وبالتالي معاملهم على أساس متطلبات المرحلة التي يعيشونها، كما يمكن للآباء أن يعرفوا الفروق الفردية بمعدلات النمو لدى أبنائهم، وهو ما يساعد الآباء على تربية أبنائهم وتنشئهم بشكل صحيح.

بالنسبة للمجتمع

معرفة أفراد المجتمع لنموهم النفسي بما يتناب مع كل مرحلة من مراحل النمو يفيد في تحديد أفضل الشورط الوراثية، وحل المشكلات الاجتماعية التي تتعلق بشخصية الفرد، من حيث تكوينها ونموها والعوامل المحددة لها، والقضاء عليها والوقاية منها، مثل: “مشكلات التأخير المدرسي، الضعف العقلي، الجناح، الانحراف الجنسي” كما تساعد دراسة علم نفس النمو الأفراد على ضبط وتعديل سلوكهم لكي يصلوا لأعلى مستوى من التوافق النفسي والمهني والتربوي والاجتماعي، إضافة للتنبؤ الدقيق للأحداث في المستقبل وهو ما يساعد على وضع الخطط والتوجيه المستقبلي. 

بالنسبة للأفراد

ينعكس معرفة علم نفس النمو على مستقبل الأفراد، حيث يتم توجيههم على اساس علمي يحقق الخير والمستقبل المزدهر لهم من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الشيخوخة، كما أن الأفراد يمكنهم فهم الأحداث وفق مستوى قدراتهم ونموهم وطبيعة المرحلة التي يعيشونها، وهو ما يعني أن الفرد يعيش كل مرحلة من مراحل نُموِّه بالشكل الأمثل، وعلى أكمل وجه ممكن.

اتجاهات علم نفس النمو

علم نفس النمو سار منذ بداية نشأته في 4 اتجاهات رئيسية، وهي..

  • الاتجاه المعياري أو الوصفي: وهو الجانب الذي يؤكد على أن النمو يأتي من داخل الطفل، ويظهر بشكل متتابع في مراحل النمو التي يمكن أن يتم وصفها بالتفصيل.
  • الاتجاه البيئي أو السلوكي: وهو الجانب الذي يؤكد نمط السلوك الملاحظ على الطفل، ومدى تاثير الخبرات والمهارات،  والظروف البيئيّة المُحيطة في اكتساب الطفل للسلوكيّات. 
  • الاتجاه المجالي: وهو الجانب الذي ينظر لنشأة الطفل وعلاقتها مع القوى اليناميكية للبيئة المحيطة به.
  • الاتجاه النفسي أو التحليلي: وهو الجانب الذي وضع مفهوم جديد للشخصية وقائم على الحوافز اللاشعورية.

خصائص النُّموّ الإنساني

عملية النمو الإنساني تتميز بمجموعة من الخصائص، من أهمها..

  • النمو عملية فارقة: أي أن ما يؤديه الفرد على أنه السلوك المعتاد، أو ما يؤدي بالفعل يتحول في هذه الحالة ليصبح ما يجب أن يؤدي.
  • النمو عملية منتظمة: أي إن تغييرات النمو تتم بصورة منتظمة.
  • النمو عملية فردية: أي أن كل فرد ينمو بطريقته.
  • النمو عملية كلية: أي أن مراحل النمو تسير في اتجاه واحد في سبيل تطورها أو هدمها.
  • النمو عملية مستمرة: أي أن التغيرات التي قد تحدث على مختلف جوانب الفرد “العضوية، العقلية” لا يمكن أن تتوقف طيلة حياته.
  • النمو عملية تغير: فالنمو يعد في الأساس مجموعة تغيرات منها: التغييرات التي تطرأ على بنية الجسد الإنساني، ووظائف أعضائه، وهذه التغييرات تسمى بـ “النضج”، والتغيرات التي تحدث بسبب الخبرة والظروف البيئية المحيطة وهي ما تسمى “تعلمًا”، كما يوجد تغيرات غير نمائية لا تتطلب تطورًا أو ثورة.