أهمية تحمل المسؤولية

29 يناير 2024
أهمية تحمل المسؤولية

نتحدث في هذا التقرير عن أهمية تحمل المسؤولية ، إذ أن مصطلح المسؤولية يشير إلى الصفة التي تكون ملازمة للشخص الواعي، والمدرك، والذي يكون مسؤولًا عن التصرفات سواءً أكانت أفعال أو أقوال، بحيث يقوم بتحمل نتائج الأفعال، ويحاسب عليها سواء أكانت شرً أو خيرا، إذ يقوم الشخص المسؤول بتحمل نتائج الالتزامات، واختياراته، والقرارات سواء أكانت هذه النتائج سلبية أو إيجابية، أمام الله عز وجل في المقام الأول وضميره ونفسه في المقام الثاني وأخيرًا أمام المجتمع الذي يحيا فيه.

أركان تحمل المسؤولية

ترتكز المسؤولية على 3 ركائز رئيسية تعرف باسم أركان المسؤولية، حيث أن النقاط التالية ستقوم بتبيان تلك الأركان:

الرعاية

حيث يكون المفصود أن يهتم المرء بالآخرين، وأن يظهر الرحمة تجاههم، والحنان عليهم، لأن كل شخص راع كما أن كل شخص مسؤول عن رعيته؛ مثلما هو حال الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة.

الهداية

تعتبر الهداية جزءً كبيرًا من تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، إذ أنها تقوم بتضمن تقديم الإرشاد والنصح لهم تجاه القيم الاجتماعية السليمة، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكي يكون الأنبياء عليهم السلام القدوة المثلى من أجل الاقتداء بهم.

الإتقان

بالإتقان تتجلى أعظم صور عبادة الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه، حيث أنه يحب من عباده، أن يتقنوا العمل على أتم وجه في الإمكان، وإخراجها بأفضل شكل، ومراعاة الله عز وجل في المقام الأول والضمير في المقام الثاني.

الحرية

عندما يقوم المرء بتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته يصير حراً بشكل تام، حيث أنه وقتها سيستطيع أن يتخذ القرارات في حياته وأن يقوم بالأمور التي يريد بها أو عدم القيام بما لا يحبه، حيث أنه سيقوم بالتعلم من أخطائه ويستطيع أن يتحمل نتائج أفعاله، ونشير في هذا الصدد إلى وجود الكثير من النتائج الإيجابية تكون مندرجة ضمن تحمل المسؤولية.

مثل، الثقة بالنفس واحترام الذات، حيث أنه في حالة إذا كان الشخص مسؤولاً عن حياته واختياراته يقوم بدفعه إلى هذا الأمر لأن يكون واثقاً من نفسه بشكل أكبر، وتزيد قدرته على أن يرسم مسار حياته معتمدًا على ذاته كما أنه يشعر بامتلاك مصيره؛ وهو شعور أكثر من جيد يمنح الإنسان قوة للإنسان.

وهناك أيضًا التوقف عن الخوف، حيث أنه بمجرد أن يكتسب الشخص الكثير من الثقة تقل عنده الأفكار السلبية الخاصة بنفسه، كما أن الشعور الدائم والمطرد بالخوف يتوقف إلى الأبد، سواءً كان الأمر خوفا من الرفض، أو الفشل، أو حكم الآخرين عليه.

التحكم والسيطرة، حيث أن  من يقوم بتحمل يستطيع أن يقود حياته وقراراته، ويتحكم ويسيطر على الأحداث، ويتخذ القرارات التي تكون خاصة به دون حدوث أي تدخل من أحد، ومن ثم فإنه لن يلقي اللوم على الآخرين عندما يفشل في تحقيق أي شيء يريده.

أهمية تحمل المسؤولية في القيادة

يكون تحمل المسؤولية مرتبطًا مباشرةً بالنجاح، حيث أن الشخص الناجح الذي اعتاد على أن يتحمل المسؤولية سيعمل على أن يحل المشكلات والأمور الشائكة التي يقوم بمواجهتها وسيتمكن أيضًا من أن يحلها وذلك بدلًا من التعبير عن التذمر ولوم الآخرين، إذ يكون واجبًا أن يكون القائد شخص جاد جدًا في كل فترات ومراحل الأزمات والمشكلات في العمل.

حيث أنه كلما كان الموقف صعبًا للغاية تزيد المسؤوليات والمخاطر الملقاة علىيه، وذلك الأمر يكون متطلبًا التصرف بشكل لا يقبل التفاوض في الكثير من الأحيان، كما يكون القائد الذي تعود على أن يتحمل المسؤولية مصدرا كبيرًا للاعتمادية والقوة للشركة التي يعمل فيها، والفريق الذي يقوم بقيادته أيضا.