أعمال تعادل الحج

29 يناير 2024
أعمال تعادل الحج

أعمال تعادل الحج الدين الإسلامي يقدم مدونة كاملة للحياة، فالإسلام مبني على خمسة ركائز رئيسية، أي الشهادة، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان وحج البيت، فالمسلمون ملزمون بأداء هذه الأعمال الدينية التي تجلب بركة الله في حياتهم، مثل الاستفادة من الصلوات اليومية في ذكر الله سبحانه وتعالى وكذلك تعليم إدارة الوقت والتواضع وما إلى ذلك، الحج هو أحد الدعائم الأساسية للإسلام لمن استطاع إليه سبيلا،  فأداء الحج  يؤدي إلى التخلص من كل آثام الماضي ، وكسب النعم العظيم، كما يؤكد على أهمية الوئام والتواضع بين الإخوان المسلمين.

ومع ذلك، لا يمكن للجميع أن يؤدوا الركائز الأساسية للإسلام المذكورة أعلاه، مثل إعفاء المريض من الصيام، وتقديم الصلاة ، إلخ ، بشرط أن يفي به بمجرد تحسن صحته، ولكن أداء الحج هو فقط لأولئك الذين لديهم القدرة، من حيث كل من الصحة والثروة ،لذلك من يفتقر إلى واحد منهم، ليس بالضرورة أن يزور الكعبة المشرفة، ومن رحمة الله بعباده أعطانا الكثير من الأعمال والعبادات البديلة التي يمكن للمرء القيام بها ومكافأتها تعادل أداء الحج.

أعمال تعادل الحج

هناك الكثير من الأعمالُ الصالحة التي أخبرنا عنها  رسولُنا الكريم- صلى الله عليه وسلم – والتي جعَلَها في مُتناول أيدينا، وهي سهلة وليس فيها مَشقَّة على الإنسان، هذه الأعمال إنْ حافَظَ عليها المسلم والْتزَم بها، فإنَّ الله – تعالى – يكتبُ له أجْرَ الحَجِّ، كأنَّما ذهَبَ إلى مكة المكرَّمة وأدَّى الحَجَّ.

نيَّة الحج والعُمرة

فمن نوى أداء الحج والعمرة لهذا العام نية خالصة لوجه الله تعالى، ولم يتمكن من أداؤهما لسبب ما، فبإذن الله يكتب له أجر الحج أو العمرة

رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما رجَعَ من غزوة “تبوك”، ودنا من المدينة، قال: ((إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قطعْتُم وادِيًا إلاَّ كانوا معكم؛ حَبَسَهُم المَرَضُ))، وفي رواية : ((حَبَسَهم العُذْرُ))، وفي رواية: ((إلاَّ شَرَكُوكم في الأجْرِ))؛ رواه البخاري من رواية أنس، ورواه مسلم من رواية جابر، واللفظ له.

المحافظة على صلاة الفجرفي جماعة

واسمع إلى ما قاله النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن أبي أُمامة أنَّه قال:مَن صلى الفجر في جماعة ثُمَّ جلَس يذكُر الله – عزَّ وجل – حتى تطلُع الشمسُ، ثم قامَ فصلى ركعتين، كُتب له أجْرُ حَجَّة وعُمرة تامَّة، تامَّة، تامَّة.

أداء صلاة الفجر هي واحدة من العلامات الرئيسية للمسلم الحقيقي، وكذلك أداء صلاة النوافل بعد صلاة الفجر، عندما تشرق الشمس ، تسمى صلاة الضحى، تعتبر واحدة من الصلوات الاختيارية ذات الأجر العظيم

لذلك، من خلال أداء صلاة الضحى، يمكن للمرءأن يكسب نفس القدر من الأجر بأداء فريضة الحج والعمرة.

حضور مجالس العلم في المسجد

فقد أخرج الطبراني والحاكم عن أبي أُمامة عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((مَن غدا إلى المسجد لا يريد إلاَّ أن يتعلَّم خيرًا أو يعلمه، كان كأجْرِ حاجٍّ تامًّا حَجَّته)).

 

أداء العمرة في رمضان

كما أنه من المستحيل استيعاب جميع الأمة المسلمة في مكة المكرمة في وقت واحد، لذلك ،من أجل إراحة أولئك الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الكعبة في شهر ذي الحجة، هناك عمل بديل ، ينتج عنه نصف المكافآت والبركات من سبحانه وتعالى مقارنة بالحج، وهو أداءالعمرة في رمضان،و يمكن للمرء زيارة المكان المقدس طوال العام لغرض هذا الإجراء.

فقد أخرج البخاري ومسلم – واللفظ لمسلم – عن عبدالله بن عباس أنَّ النبي  – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال لامرأةٍ من الأنصار يقال لها: أُمُّ سِنَانٍ: ((ما مَنَعَكِ أن تكوني حَجَجْتِ مَعَنا؟!))، قالتْ: نَاضِحَان كانا لأَبِي فلانٍ – زوجِها – حَجَّ هو وابْنُه على أحدِهما، وكان الآخر يَسْقِي عليه غُلامُنا، قال: ((فعُمْرةٌ في رمضانَ تَقْضِي حَجَّةً، أو حَجَّةً معي))،

عُمرة في رمضان، إنْ عجزتَ عن الذهاب إلى الحَج فاجتهدْ أن تعتمرَ في رمضان؛ فإنَّ هذا فيه ما فيه من الأجر؛ فهو يَعدِل حَجَّة مع النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: ((عُمْرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّةً، أو حَجَّةً مَعِي))؛ متفقٌ عليه.

الوضوء ثم الخروج للمسجد

الوضوء هو شرط أساسي لكل صلاة، إنه أساس كبير لتنقية روح المرء وتحقيق نضارة العقل والجسم. أبو أمامة (ر. أ) ذكر ذات مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال فيما يتعلق بالقيمة الهائلة لهذا الفعل:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المحرم ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر”. رواه أبو داود في سننه.

 

معظمنا من المسلمين يذهبون إلى المسجد على الفور، وينسون الأهمية المتزايدة لأداءالوضوء بالفعل في المنزل، لأن المشي نحو المسجد نفسه أمر يستحق البركة، في الحديث المذكور أعلاه ، وصف سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) التحرك نحو بيت الله للصلاة العادية أثناء وجوده في حالة الوضوء مثل لبس الإحرام (اللباس المعتاد للحج) ، وهو الجزء الأكثر أهمية من الحج.

 

أداء العشاء جماعة

على الرغم من أن جميع الصلوات إلزامية الأداء وتتساوى أهميتها في حياة المسلم، إلا أن صلوات الفجر والعشاء لها أهمية أكبر، حيث يتم تقديمها في بعض الأحيان عندما يكون من الصعب جدًا البقاء مستيقظًا والوقوف من أجل الله تعالى، لذلك، يقدر خالق الكون الجهد الذي يقوم المسلم ببذله في هذه اللحظات من الزمن لإرضائه، ومكافأة عبيده بشكل استثنائي، عدل أجر صلاتي الفجر والعشاء في المسجد أجر قيام الليل، فصلاة العشاء في المسجد جماعة تعدل قيام نصف الليل، وصلاة الصبح تعدل قيام الليل كله، وفي الحديث: (من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَهُ) [صحيح مسلم].

قال عقبة بن عبد الغافر: صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغد في جماعة تعدل عمرة.

وقال أبو هريرة لرجل: بكورك إلى المسجد أحب إلي من غزوتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الإمام أحمد.

التسبيح والتكبير عقب الصلوات

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربع وثلاثين وتسبحوه ثلاثا وثلاثين وتحمدوه ثلاثا وثلاثين في دبر كل صلاة”.

بر الوالدين

عن أَنس بن مالك، قَال: “أَتى رجل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فَقَالَ : إِنِّى أَشْتهِى الْجِهاد وَلَا أقدر عَلَيْهِ، فَقَال: هَلْ بقِى من وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: أُمِّى، قَالَ: فَأَبل اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرًا فِى بِرِّهَا، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَبَرَّهَا”.

وأخيرًامن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعد فليقصد رب البيت فإنه ممن دعاه ورجاه أقرب من حبل الوريد.