أصل الأمثال المصرية المشهورة

29 يناير 2024
أصل الأمثال المصرية المشهورة

القول المتكرر في اللغة المصرية الدارجة، والمعروف بالمثل الشعبي، لم يكن يظهر ويتكرر ويصبح ثابتًا من ثوابت اللغة لولا وجود قصة قيل فيها المثل وظل يتردد في القصص المشابهة لها، ونستعرض معكم اليوم أصل الأمثال المصرية المشهورة.

أصل الأمثال المصرية المشهورة

امسك الخشب

مثل شعبي دارج يستخدمه المصريون والأجانب على حد سواء، ويتم استدعائه عند ذكر الصفات الجيدة لدى شخص أو شئ، من أجل حمايته من الحسد أو أن يصاب بضرر، والمثل يعود إلى أصل قبطي، حيث أن الخشب أو الخشبة هي الصليب لأن كلمة الصليب باللغة القبطية هي «”شى اثؤاف” ومعناها الخشبة المقدسة، ودعا الأقباط القدامى الناس إلى التمسك على الدوام بتلك الخشبة المقدسة، حيث أنهم كانوا يزعمون أنها تحفظهم من كل شيء، فالخشبة المقدسة بالنسبة لهم كانت تمثل البركة والحصانة والحماية من كل الشرور، لذلك فإن إمساك الشخص للخشبة يعني تمسكه بالصليب وتبركه به.

وفى عهد الإمبراطور قسطنطين كان المؤمنون بالمسيحية، يسيرون في مواكب عامة ويلمسون الصليب الخشبى للتبرك به والحصول على الشفاء ويلمسونة ثلاث مرات وفقا لعقيدة الثالوث “الآب الإبن الروح القدُس”، وبعد وضع الصليب المركزى في القسطنطينية أصبح من العادة لمس أى صليب خشبى للحصول على البركة منه، ثم تحولت العادة بعد ذلك إلى لمس أى شىء تم صنعه من الخشب، للحماية من الضرر والحسد والأذى.

اه ما هي كوسة 

كلمة “كوسة” من الكلمات التي يعتاد المصريون استخدامها في معاملاتهم العامة، للتعبير عن المجاملة والواسطة، والقصة الحقيقة لها ترجع لعصر حكم المماليك، حيث كانت تغلق أبواب المدينة كلها بالليل، ولا يسمح رجال الأمن لأحد بالدخول وكان التجار ينتظرون حتى الصباح كي يدخلوا المدينة لعرض بضائعهم، ولكن كان هناك استنثاء وحيد يمنح لتجار  نبات “الكوسة”، وذلك لأنها من الخضروات التي تتلف وتفسد سريعًا، ولذلك كان يسمح لتجار الكوسة فقط بالدخول والمرور من الأبواب وعدم الانتظار خارج الأسوار، ليصيح أحد التجار ذات مرة بصوت عالي قائلًا “اه ما هي كوسة”، ومن هنا أصبح استخدام الشعب المصري للتعبير “آه ما هي كوسة” للتعبير عن أي شئ يتم تمريره بدون مراقبة وحساب أو سريعًا قبل دوره لمجاملةً لأحد الأشخاص.

كداب كدب الإبل

المثل الذي يتم استخدامه على الدوام لوصف الشخص كثير الكذب، وظهر في عدد من الأفلام المصرية، يرجع لعهد البدو، حيث كانو يتجولون في الصحراء لرعاية إبلهم والبحث عن طعام لهم، وكانت الإبل تقوم في بعض الأحيان بتحريك فمها على الجانبين كأنها تتناول الطعام، وهو الأمر الذي  كان يضلل رعاة الإبل في كثير من الاحيان، والذين كانوا يلتفتون حولها معتقدين أنها وجدت بعض الحشائش أو ما تأكله في الصحراء، ليكتشفوا أنها لا تأكلمن الأساس وإنما تمضغ بشكل وهمي وتحرك شفتيها، ومن ثم ظهرت عبارة”كذب الابل”، للتعبير عن كل شخص يضلل غيره ويوهمه بأكاذيب وأقاويل مزيفة وأشياء لم تحدث على الإطلاق.