أصل الأمثال المصرية الشعبية

29 يناير 2024
أصل الأمثال المصرية الشعبية

لكل مثل في الثقافة المصرية أصل وقصة انتشرت جعلت منه مثلًا شعبيًا، وسوف نتعرف اليوم على أصل الأمثال المصرية الشعبية الشهيرة والرائجة وشرحها والمناسبات التي قيلت فيها.

أصل الأمثال المصرية الشعبية

اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لامها

يعود أصل المثل الذي يستخدم للتدليل على التشابه والتطابق بين صفات الأم وابنتها، إلى سيدة كانت تقلق بشكل كبير على مستقبل ابنتها, فأرادت أن تعرف كل ما يدور في حياتها قبل أن تتزوج بمدة قصيرة, وبالفعل ذهبت مع ابنتها الى إحدى العرافات، والتي تقرأ الطالع عن طريق استخدام الحصى والرمل والجرة التي تشبه “قدرة الفول”، فوضعت العرافة الحجارة داخل جرتها, وقلبتها على فمها، فخرجت الحصي من الجرّة حصوة صغيرة وأخرى كبيرة، لتقول العرافة للمرأة جملة نصها “إن ابنتك ستكون مثل أمها ولودة ودودة”، لتضيف بعدها “اقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها”، ومنذ ذلك الحين صار استخدام المثل شائعا ورائجا.

اللي اختشوا ماتوا

في موسوعة “الأمثال الشعبية” للكاتب جمال طاهر، نجد أن قصة المثل الشعبي الرائج “اللي اختشوا ماتوا” تعود إلى عصر الدولة العثمانية، حيث كانت الحمامات الشعبية القديمة تستخدم الحطب والأخشاب ونشارة الخشب لتسخين أرضية الحمام والمياه، وكانت القباب والأسقف في معظم الحمامات مصنوعة من الخشب، وفي أحد الأيام شب حريق كبير في أحد الحمامات المخصصة للنساء  اللاتي اعتدن الاستحمام عاريات، ولا يستره أجسادهن إلا البخار الكثيف، لتهرب جميع السيدات اللاتي كن يرتدين بعض الملابس على أجسامهن، وقليل من النساء خرجن عاريات، أما من منعهن الحياء من الجري في الطريق بدون ملابس، بقين داخل الحمام حتى قتلتهن النيران، وعندما عاد صاحب الحمام وسأل الحارس: “هل مات أحد من النساء في الحريق؟” ليجيبه “نعم اللي اختشوا ماتوا”، ليتم استخدام الجملة بعد ذلك على نطاق واسع للتعبير عن انعدام الخجل والحياء وانتشار البجاحة، لتصبح مثلًا شعبيًا دائم الاستخدام.

عامل نفسه من بنها

أصل المثل المصري يعود إلى قطار الوجه البحري، والذي لابد له أن يمر على مدينة بنها ويقف بها مهما كانت الجهة التي يقصدها، حيث أن المحطة الأولى دومًا بعد مدينة القاهرة هى بنها، واعتاد ركاب القطار المتوجهين إلى مدينة بنها ولم يتمكنوا من الحصول على مقعد يجلسون عليه،  الاستئذان من الركاب الآخرين الجالسين على الكراسي ليسمحوا لهم بحيث أن مسافتهم لا تستغرق سوى دقائق معدودة، ينزل بعدها سكان بنها في محطتهم ويستكمل ركاب “بحري” الرحلة جالسين.

ويلجأ بعدها أغلب الركاب المتوجهين لمحافظات ومدن أبعد من بنها لحيلة للحصول على مقاعد، حيث انتشرت تلك العادة أن يستأذن الركاب من الجالسين في القطار ليجلسوا مكانهم، بحجة أنهم سينزلون من القطار في محطة بنها،  لأنها تقابل خطوط قطارات أخرى، فعادة ما يغادر القطار ركاب كثيرون، معظمهم ليسوا من أهل المدينة الذين استأذنوا للجلوس من البداية، ليجد الذين  قاموا من كراسيهم أنهم يجلسون مرة أخرى ولكن في مقاعد أخرى غير تلك التي تنازلوا عنها، وسار الأمر بعد ذلك على تلك الشاكلة، فكل من يرغب  في الجلوس على كرسي في قطار شديد الازدحام “يعمل نفسه من بنها”، لتصبح بعد ذلك مثل يستخدم للتعبير عمن لا يبالي بأي أمر.