أشهر ما قيل في شعر الفقر

12 يناير 2019
أشهر ما قيل في شعر الفقر

شعر الفقر

تعريف الفقر

يعرف الفقر على أنه العجز الكامل للأفراد والكائنات على توفير حاجاتهم الأساسية والضرورية التي تساعدهم وتأهيلهم بشكل حقييقي للعيش واستكمال حياتهم الطبيعية وتأمين حد أدنى من مستوى جيد للمعيشة في مجتماعاتهم ومحيطهم المكاني والزمني. كما يعرف الفقر على أنه الاعتماد المستمر والمستميت من الأفراد الغير قادرين على توفير لوازم معيشتهم على غيرهم من الأفراد الذين يتمتعون بمستويات أعلى من رغد المعيشة. وبحسب التقارير والإحصائيات الأخيرة التي أجراها البنك الدولي فإنه هناك ما يقرب من 45 دولة تعاني من هذا الفقر تقع أغلبها في القارة الأفريقية، والتي يبلغ متوسط دخل الفرد فيها ثلاثمئة دولار سنويًا؛ وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل في هذه المقالة التي سوف تستعرض عددًا من من أشهر ما قيل في شعر الفقر الذي استطاع أن يجسد تلك الظاهرة في أبيات شعرية تسمو إلى درجات عليا من الكمال في الوصف والتجسيد.

أشهر ما قيل في شعر الفقر

بالنظر إلى تاريخ الشعر القديم والحديث نستطيع ان نلاحظ بشكل جلي كثرة حديث الشعراء قديمًا وحديثًا عن الفقر وتناولهم له بأشكال وأوصاف وتعابير جمالية و إبداعات مختلفة وعميقة استطاعت أن تلامس واقعه المضني، فالفقثر ظاهرة ليست بالحديثة فهي وليدة كل العصور والعهود فلم يخلو ولن يخلو زمان ولا مكان من الفقر ما دامت هناك حياة على وجه الأرض إى ان يأذن خالق الكون بنهايتها؛ وفيما يلي سوف نتعرض بشكل من التفصيل إلى أشهر الشعراء قديمًا وحديثًا الذين تناولوا ظاهرة الفقر في أبياتهم الشعرية وقصائدهم.

الإمام علي بن أبي طالب

نبدأ أولا بالإمام علي بن أبي طالب_أول من آمن بالرسول من الفتية_ حين قال عن الفقر:

دليلك أن الفقر خيرٌ من الغنى          وأن قليل المال خيرٌ من المُثري
لقاؤك مخلوقًا عصى الله للغنى          ولم ترَ مخلوقًا عصى الله للفقرِ
ألم ترَ أنَّ الفقر يرجى له الغنى          وأنَّ الغنيَّ يُخشى عليه من الفقرِ

امرؤ القيس

ثم يله في السرد وليس التعاقب الزمني امرؤ القيس حين قال عن نفس الظاهرة:

وما يدري الفقير متى غناه          وما يدري الغنيّ متى يموتُ

وما تدري إذا يممت أرضًا          بأيّ أرضٍ يدركك المبي

أبو بكر الإشبيلي

الفقر في أوطاننا غربةٌ          والمال في الغُربة أوطانُ
والأرضُ شيءٌ كلها واحدٌ          والناسُ إخوانٌ وجيرانُ

عروة بن أذينة

فما امرىء لم يضع دينًا ولا حسبًا          بفضل مالٍ وقى عِرضًا بمغبونِ
كم من فقيرٍ غنيَّ النفس تعرفه          ومن غنيٍّ فقير النفس مسكينِ

ابن نباتة السعدي

وما الفقرُ للمذلة صاحبٌ          وما الناس للغنيِّ صديقُ

محمود سامي البارودي

ولا تحتقر ذا فاقة فلربمــــــــا          لقيت به شهمًا يُبِرُّ على المُثــــــــري
فرب فقير يملأ القلب حكمــــــة          ورب غنيٍّ لا يريش ولا يَبـــــــــري
ولا تعترف بالذل في طلب الغنـــى          فإن الغنى في الذل شر من الفقـــــر
وكن وسطًا لا مُشرَئِبًا إلى السُها          ولا قانِعًا يبغي التزلُّف بالصُّغرِ
فأحمَدُ أخلاقِ الفتى ما تكافأت          بمنزلةٍ بين التواضُع والكِبرِ

أحمد شوقي

 

لا الفقرُ بالعبراتِ خُصَّ ولا الغنى          غير الحياة لهن حكم مشاعِ
ما زال في الكوخ الوضيع بواعثٌ          منها وفي القصر الرفيع دواعي
إذا لم يكن للمرء عن عيشةٍ غنًى          فلا بدَّ من يسر ولا بد من عسرِ
ومن يخبر الدنيا ويشرب بكأسها          يجد مرّها في الحلو والحلو في المرِّ
ومن كان يعزو بالتعلّات فقره          فإني وجدت الكدَّ أقتَلَ للفقر

في نهاية المقالة، يجب أن نشير إلى أن ما تم ذكره سلفًا من نماذج على أشهر زا قيل من شعر الفقر يعد رشفة من بحر كبير لا أول له ولا آخر من الشعراء الذين تناولوا تلك الظاهرة وجسدوها في قصائد غاية في الروعة والواقعية.