أسر الشاعر أبي فراس الحمداني ووفاته

17 يناير 2019
أسر الشاعر أبي فراس الحمداني
أسر الشاعر أبي فراس الحمداني

تحدثنا في المقالة السابقة مباشرة عن واحد من أهم وأبرز شعراء العصر العباسي، الشاعر العربي أبو فراس الحمداني، الذي امتلك موهبة شعرية وفنية وأدبية لم يضاهيه فيها أحد من شعراء جيله ال1ين عاشوا خلال العصر العباسي من التاريخ الإسلامي. وتناولنا بالحديث كذلك سيرة أبو فراس ونشأته وحياته، بالإضافة إلى بعض العوامل التي أثرت بشكل كبير وواضح في تكوين موهبة الشاعر الأدبية وتنمية وتطوير تلك الموهبة، ولعل من أهم تلك العوامل هو ترعرعه داخل البلاط الملكي داخل قصر ابن عمه السلطان سيف الدولة الحمداني الذي تولى تربيته بعد مقتل والده على يد ناصر الدولة الحمداني. ولكن خلال السطرو القادمة في هذا التقرير سوف نتحدث عن أسر الشاعر أبي فراس الحمداني ووفاته.

نشاة أبو فراس في كنف سيف الدولة الحمداني

جاءت نشأة وتربية الشاعر العربي على يد والدته وكذلك ابن عمه القائد سيف الدولة الحمداني، الذي تولى تربية شاعرنا وكان له عظيم الأثر في نشأة ابو فراس الحمداني، بعد مقتل والد الشاعر على يد ناصر الدولة بسبب الخلافات السياسية حول الحكم في الدولة، حيث رغب ناصر الدولة الحمداني في الثورة على الخليفة في ذلك الوقت والاستقلال بحكم الموصل في العراق.

كان القائد سيف الدولة الحمداني يثق بشكل كبير في ابن عمه الذي تربى على يده وداخل بلاط قصره الملكي الشاعر أبو فراس الحمداني، ما دفع الأول إلى الاعتماد على الثاني في الكثير من الأعمال والتكليفات، وكذلك كثيرًا ما كان القائد سيف الدولة يصطحب ابن عمه الشاعر أبو فراس الحمداني معه إلى ساحات المعارك والحروب ضد الروم وغيرها من القبائل التي تغير على الدولة الحمدانية.

وأصبح بذلك الشاعر العربي أبو فراس الحمداني هو الأمير الشاعر، حيث ولاه سيف الدولة على إمارة منبج، التي كانت من المدن المهمة التي يُتنازع عليها بين الروم وإمارة سيف الدولة، فكان بذلك ينافس الشعراء وينظم الشعر خلال توقف الحروب والغارات على الدولة الحمدانبة، بينما يحمل السيف ويترك القلم ليحرب أعداء دولته في أوقات الحروب والغارات ضدَّ هجمات الروم، ويضرب القبائل العربية المتمرِّدة على حكم ابن عمه.

أسر الشاعر أبي فراس الحمداني

اُختلف كثيرًا حول عدد المرات التي تعرض فيها الشاعر العربي أبو فراس الحمداني الأمير الشاعر للأسر، فهناك من أكد على أنه اُسر مرة واحدة على يد الروم الذين حملوه إلى منطقة تسمى خرشنة وبعدها إلى القسطنطينية، بينما ذهب البعض إلى أنه وقع في الأسر مرتين؛ واحدة منهم كانت في منبج التي تولى ولايتها والثانية على يد الروم في مغارة الكحل.

وكان لـ أسر الشاعر أبي فراس الحمداني دور كبير في إثراء تراثه الفني والشعري، حيث نظم العديد من القصائد والأبيات الشعرية التي جسد فيها مرارة الأسر والسجن، وكان كذلك يصف من خلالها ممطالة ابن عمه القائد سيف الدولة الحمداني في دفع الفدية ليخرجه من محبسه.

وحول قصة افتداء الشاعر العربي أبي فراس الحمداني، فقد تضاربت الأقاويل حول السبب الحقيقي وراء مماطلة ابن عمه القائد سيف الدولة الحمداني، حاكم الدولة الحمدانية في ذلك الوقت، فمنهم من ذهب إلى ان السبب وراء ذلك هو أن الروم أنفسهم هم الذين أرادوا الإبقاء على الشاعر داخل الحبس، بينما ذهب البعض الأخر إلى أن السبب هو خوف سيف الدولة الحمداني من طموح وبطولة وشجاعة الشاعر العربي أبو فراس الحمداني.