أثر استخدام الشتائم على الفرد

29 يناير 2024
أثر استخدام الشتائم على الفرد

أثر استخدام الشتائم على الفرد ، يلجأ بعض الأشخاص لاستخدام الألفاظ النابية أو السب أو اللعن بسبب التعرض للحظات غضب مفاجأة أو التعرض لأعمال عنف أو الشعور بالإحباط مما يؤثر على حالتهم النفسية سلبا وعلى المتلقي أيضا وفي السطور التالية سنعرض لكم معلومات هامة عن تأثير الشتائم والسب على الملقي والمتلقي وتأثيرها أيضا على الأطفال.

كيف يتعلم الأطفال قول الشتائم ؟

  • إن بعض الأشخاص يستخدمون الرموز ويكتبون الكلمات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر عن ألفاظ نابية للأشخاص الذين يتحدثون إليهم مما يؤثر على نفسيتهم بالسلب وعلى نفسية من يتحدثون إليهم ويسبب الكثير من الخلافات لذلك يجب الابتعاد عن استخدام الكلمات المسيئة وإذا كان لديك طفل فعليك أن تعرف أن الأباء هم أكثر حرصا على أطفالهم حيث يحاولون قدر الإمكان ابعادهم عن كل الألفاظ السيئة التي من الممكن أن تقال أمامهم خاصة وأنه لم يذكر في أي من الكتب النفسية إدراج هذه الجمل النابية في تطور اللغة وتعلمها للنشأ.
  • إن الأطفال يمكن أن يكتسبون هذه الألفاظ من عمر سنتين وتصبح أكثر نضوجا في عمر الحادية عشر عندما يكونوا في المدرسة حيث يمتلك الطفل حينها  أكثر من 30 لفظ نابي ولكن لا يمكن معرفة مدى ادراكه للمعنى الحقيقي وراء تلك الكلمات التي اكتسبها من الكبار وبالتالي تتطور لديه هذه الألفاظ وتصبح وسيلته للتعبير عندما يتعرض للعنف أو يشع بالغضب.
  • وأثثبتت الدراسات أن الطفل يكتسب الألفاظ النابية من أقاربه أو والديه أو زملاءه في المدرسة أكثر من وسائل الإعلام المختلفة وبمرور الوقت يتطور استخدام الطفل لهذه الألفاظ ليعرف متى وكيف وأين يمكن التلفظ بها.

أثر استخدام الشتائم على الفرد

  • وتنقسم معظم الألفاظ النابية إلى ألفاظ عنصرية أو ألفاظ جنسية أو صفات ذميمة وقد أثبتت الدراسات أن الأنواع التي ترتبط بالجنس أو الأعضاء الجنسية تعد هي الأكثر شيوعا من بين الأنواع الأخرى وذلك في مختلف الثقافات.
  • ولعلنا نعرف كلمة taboo والتي تتضمن العادات الدينية أو الاجتماعية التي تمنع وتجرم أي فعل أو وصف أو ممارسة لها ارتباط وثيق بشكل سلبي بأشخاص أخرون أو مكان أو شيء فمن الممكن استيعاب اللفظ في الصغر ككلمة مكروهة وربطها بمواقف تحدد معناها لاستدعائها مرة أخرة في مواقف مشابهة أثناء الغضب أو الانفعال لأنها تسجل في الذاكرة.
  • وقد تتم معاقبة الأطفال من قبل والديهم على استخدام لفظا ما فيتم ربط اللفظ تدريجيا بالعقاب وتصنيفه من الجمل التي يجب الابتعاد عنها وتجنب استخدامها تماما وتتطور تلك الرابطة تدريجيا مع العمر ليضاف إليها متى واين يجب تجنب تلك الألفاظ.

النواة العصبية اللوزية وارتباطها بالألفاظ

  • واستطاع علماء النفس والأعصاب تحديد الجزء المسؤول عن التفاعل مع الكلمات في مخ الإنسان حيث وجدوا أن النواة العصبية اللوزية التي توجد في المخ تتفاعل بشكل نشط للغاية عند التعرض لكلمات التهديد وهي تعتبر المكون الأساسي في الجزء العصبي المسؤول عن الذاكرة والمشاعر كما وجد أيضا أنها تتفاعل مع المشاعر السلبية والكلمات وقد يتسبب تنشيطها في الإصابة بالهلع أو فعل سلوكيات عنيفة.
  • ومازال العلماء يحاولون فهم تأثير سماع السباب والشتائم أو التلفظ بهم على المخ ووظائفه ولكن بعض الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأطفال الذين تلقوا مكالمات هاتفية تحتوي على تلك الألفاظ النابية أو العنيفة أنهم عانوا بعد ذلك من اضطرابات نفسية ويظل من المؤكد أن استخدام هذه الألفاظ يستدعي نشاطا في النواة اللوزية مما يثبت تأثير سيء لها.
  • واثبتت الدراسات أيضا أن استمرار الأذى الفعلي والنفسي المصاحب للشتائم بالرغم من انتهاء الموقف الذي تم ذكرها فيه ولوحظ أيضا أن رد فعل الأطفال في موقف معين يستقونه من رد فعل ابائهم عند سماعهم للجملة المسيئة قبل ادراكهم للمعنى الفعلي للكلمة.
  • ومن المؤكد أننا إذا اعتدنا على الشعور بعدم الراحة عند سماع تلك الكلمات سيتحول ذلك إلى جمل مكروهة مجتمعيا بشكل تدريجي وليس بالضروة أن تكون الجملة مسيئة بمعناها الأصلي وعلى سبيل المثال التلفظ باسماء الأعضاء التناسلية.

الشتائم وتأثيرها على مخ الإنسان

  • وقد قام أحد الباحثين بجامعة بريستول للدراسات والاختبارات النفسية بعمل تجربة عن طريق مجموعة من الأشخاص وثلاث قوائم مختلفة القائمة الأولى كان بها  كلمات شتائم مباشرة والأخرى كان فيها وصف لتلك الكلمات والثالثة كانت تحتوي على مجموعة من الكلمات التي لاعلاقة لها بالشتائم ووجد أن الأشخاص تفاعلوا عند قراءة الشتائم بشكلها الصريح عن تلك القائمة التي تحتوي على وصفها مما يدل أن هناك تأثير عصبي على مخ الإنسان وذلك لارتباط تلك الكلمات بمشاعر سلبية مسجلة في المخ يتم استدعائها عند قراءة تلك الكلمات بغض النظر عن وصفها أو معناها.

الألفاظ النابية وتأثيرها على الوعي والإدراك

  • ومن الواضح أن استخدام الألفاظ النابية يشكل ضغطا عصبيا على مراكز الوعي والإدراك لدى الأشخاص لذلك لوحظ أن البعض يتجنب مواضيع عدة لارتباطها بتلك الألفاظ وقد أثبتت الدراسات أن هناك ارتفاع في مستوى العرق والمؤشرات الفسيولوجية المختلفة في الدم لدى الأشخاص الذين يستخدمون تلك الجمل ووجد أن تأثيرها يكون بشكل أكبر على المتلقي عن الملقي لها.

الألفاظ النابية والثقة بالنفس

  • وقد أثبتت جامعة ديفيد مكاي للتعليم أن الجمل والألفاظ النابية لها تأثير سلبي للغاية على معدلات الثقة بالنفس والفرص في التعليم أو التوظيف كما تم اقتراح تدريس الأثار السلبية للشتائم على الأطفال في المدارس وتصنيفها من أنواع العنف الجسدي الغير مقبول في المجتمع.
  • إن الكلمة هي سلاح ذو حدين ربما يلجأ لها الطفل من أجل جذب الانتباه مثلها مثل الأفعال السلبية لجذب انتباه الوالدين الذين يجب أن يتوخوا الحذر في رد الفعل لأن الطفل يسجله في مراكز الذاكرة ولابد من أن يعلموه أن هذه الكلمة غير مقبولة تماما.
  • ويبدا  الدور الأبرز في تنمية التحكم الذاتي أثناء الانفعال من المنزل ومن المهم الشعور بإمكانية ارتكاب الأخطاء فيه للتعلم منها في المستقبل مما يساعد في التصحيح الذاتي وتطوير التحكم للأفعال لدى الأطفال وقد ارتبط عادة استخدام تلك الألفاظ البذيئة عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل تتعلق  بالثقة بالنفس لذلك يجب أن نركز على تعليم أطفالنا تحمل مسؤولية أقوالهم وأفعالهم وتقبل الذات والاختلافات مع الاخرين حتى نشعر باحترام ذاتنا وباحترام الاخرون لنا.
  • ويعتبر اللجوء لأي تصرف مكروه في المجتمع له تأثير سلبي على نفسك أو على الاخرين مثل استخدامك للشتائم أو السباب وهو شيء مكروه للغاية بغض النظر عن مستخدميه وعن عددهم ومكانتهم فيجب أن نتأثر ونؤثر في المجتمع بشكل إيجابي من أجل العيش في سلام ومحبة.
  • وفي النهاية عليك أن تدرك جيدا إن الشتائم تتسبب في جرح مشاعر الاخرين ومن الممكن أن ينسى الشتام اساءته للاخر ولكن الذي توجه له السباب من الصعب أن ينسى كما أن لتلفظ بألفاظ سيئة يعتبر قتلا للاخر من الناحية المعنوية والنفسية فالقتل ليس بالسلاح المادي بل من الممكن أن يكون باللسان.