آرنستو تشي جيفارا والثورة العالمية

29 يناير 2024
آرنستو تشي جيفارا والثورة العالمية

يعد آرنستو تشي جيفارا أحد أشهر الثائرين في العصر الحديث والملهم للكثير حول العالم في الثورة علي الأنظمة والأوضاع الاجتماعية والتمسك بالتغيير من أجل العدالة.

آرنستو تشي جيفارا

آرنستو تشي جيفارا من مواليد يونيه 1928 في الأرجنتين، وهو طبيب وكاتب، كما أنه زعيم لحرب العصابات ولذلك يعد قائدًا عسكريًا، وهو قائد الثورة الكوبية، وتعد صورته منذ وفاته شارة عالمية للثورة.

تخرج آرنستو تشي جيفارا من كلية الطب بجامعة بوينس آيرس عام 1953، وسافر إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو جرانادو، باستخدام دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية.

وساهمت هذه الرحلات في تكوين شخصية آرنستو تشي جيفارا، وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية والظلم التي تتعرض له على يد الإمبرياليين، ومعاناة الشعوب اللاتينية من الفقر المتوطن.

آراء آرنستو تشي جيفارا

استنتج آرنستو تشي جيفارا من خلال رحلاته أن ما تعانيه أمريكا الجنوبية يأتي نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية، ولذلك كان الحل من وجهة نظره هو الثورة العالمية.

وشارك آرنستو تشي جيفارا في الإصلاحات الاجتماعية في جواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، والذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف على الإطاحة به مما سهل نشر أفكار آرنستو تشي جيفارا.

وخلال إقامة آرنستو تشي جيفارا  في منفاه بمدينة مكسيكو التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا، ولذلك وعقب خروجه قرر آرنستو تشي جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وكان فيدل كاسترو يرى أنهم في حاجة ماسة إليه لكونه طبيب.

وانضم آرنستو تشي جيفارا إلى الثورة الكوبية في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا بهدف الإطاحة بالنظام الدكتاتوري بقيادة فولجينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة.

وسرعان ما برز آرنستو تشي جيفارا بين المسلحين ولذلك تم ترقيته للرجل الثاني في الثورة المسلحة ولعب فيها دورًا رئيسيًا علي مدار عامين وهي الحرب التي انتهت بالإطاحة بنظام باتيستا.

وعقب نجاح الثورة الكوبية قدم آرنستو تشي جيفارا العديد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة، كإعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية.

وساهم آرنستو تشي جيفارا في وضع قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيراً للصناعة وعمل أيضاً كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيسًا تنفيذيًا للقوات المسلحة الكوبية.

شهرة آرنستو تشي جيفارا العالمية

استطاع آرنستو تشي جيفارا أن يجوب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية، وهو ما سمح له بالترويج لأفكاره الثورية واكتساب الشهرة على مستوى العالم.

كما شارك آرنستو تشي جيفارا في تدريب المليشيات المسلحة التي شاركت في صد غزو خليج الخنازير، واستطاع أن يحصل من الاتحاد السوفيتي السابق علي الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا عام 1962 والتي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية.

وكان آرنستو تشي جيفارا بجانب عمله العسكري كاتبًا يدون يومياته بشكل يومي عن حياة الحرب، وألف مذكراته التي حققت المبيعات الأكثر في أنحاء أمريكا الجنوبية.

وغادر  آرنستو تشي جيفارا كوبا عام 1965، بهدف التحريض علي الثورات في عدد من الدول كالكونغو وبوليفيا، وتم إلقاء القبض عليه من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وبمساعدة من القوات البوليفية حيث تم إعدامه عام 1967، وهو ما ساهم في انتشار شهرته بشكل أكبر حول العالم.